بعد سيطرة “طالبان” على كابول.. ما مصير عناصر لواء “فاطميون” الأفغاني في سوريا؟

بعد سيطرة “طالبان” على كابول.. ما مصير عناصر لواء “فاطميون” الأفغاني في سوريا؟

بعد إحكام حركة “طالبان” سيطرتها على العاصمة الأفغانية “كابل”، واعتزامها الإعلان عن “إمارة أفغانستان الإسلامية” من القصر الرئاسي، تدور التساؤلات حول مستقبل العناصر الأفغانية التي تساند الجيش السوري في الحرب.

ويعتبر لواء “فاطميون” من أبرز المليشيات التي تمولها إيران في سوريا لمساندة الحكومة السورية، وهي مليشيا (أفغانية شيعية) أسسها “علي رضا توسلي” (المعروف بأبو حامد)، الذي قتل عام 2015 في “تل قرين” بمحافظة درعا عام 2014 لقتال المعارضة السورية.

ويتكون فاطميون من عدة كتائب منها “كتائب أهل الحق” و”ذو الفقار”. وتم تأسيس فاطميون تحت العديد من الشعارات والذرائع الدينية، منها (محاربة داعش) و(الدفاع عن حرم أهل البيت)، و(كي لا تسبَ زينب مرتين)، و(محاربة الأفكار المعادية للشيعة وخدمة المذهب الشيعي) وغيرها من الشعارات الطائفية والدينية.

وبحسب التقارير الصحفية والدولية، فإنّ تمويلها وتدريبها يقع على عاتق “الحرس الثوري الإيراني”، ويتقاضى المقاتلون الأفغان 500 دولار شهريًا.

ويُقدر تعداد اللواء بنحو 3 ألاف مقاتل، مع أن المصادر الإيرانية تدّعي بأن العدد يصل إلى 14ألف مقاتل، وهذا ما ادعاه نائب قائد لواء “فاطميون”، “سيد حسن حسيني”، المعروف أكثر بـ”سيد حكيم”.

مصير متوقع لـ”فاطميون” في سوريا

ويبدو أنّ إيران حريصة على متابعة تطورات اللواء داخل سوريا، فبالتزامن مع تسارع الأحداث في أفغانستان، نشرت وسائل إعلام تابعة للحرس الثوري، في التاسع من يوليو/تموز الماضي، صورةً لقائد “فيلق القدس”، “إسماعيل قاآني”، قيل إنها التقطت خلال تواجده في الأراضي السورية.

منوهين، إلى أنّ هذه الصورة تظهر “قاآني” خلال تفقده مقر “لواء فاطميون” الأفغاني المدعوم من طِهران في سوريا.

وفي حديث للمحلل العسكري، العقيد الطيار “عبد الرحمن حلاق”، لـ(الحل نت)، قال: «إنّ النظام السوري لا ينظر إلى مستقبل المليشيات الطائفية التي تسانده، وجل ما يصبو إليه هو خدمته في إعادة سيطرته على كل المناطق السورية الخارجة عن سيطرته، بغض النظر عن الوسيلة».

ولكن المعضلة الأهم، وفقاً للمحلل العسكري، هي «إذا ما أعيد إنتاج حكومة جديدة في سوريا، وقرر اللاجئون العودة إلى البلاد بعد هدوء الأوضاع، لن يتم قَبُول هذه المليشيات المجنسة داخل الأراضي السورية، وستكون عقبة كبيرة أمام المجتمع الدَّوْليّ، والدول التي استقدمت هذه المليشيات».

ويُقسِّم بعض الباحثين المقاتلين الشيعةَ الأفغان في سوريا إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول: لاجئون من “الهزارة” الشيعة الذين قَدِموا إلى سوريا وسكنوا قرب حي السيدة زينب بدمشق خلال الحرب الأفغانية، وعددهم ربما يصل إلى 2000 شخص، وقسم ثان ممن تم تجنيدهم في إيران، وهم الغالبية العظمى، والقسم الثالث أتوا من داخل أفغانستان.

وفي تحقيق نشره موقع “الجزيرة”، كشف أنّ معسكرات لتدريب مجندي لواء “فاطميون” أقيمت في الشمال الأفغاني، وتحديدًا في “مزار الشريف” بولاية “بلخ” المتاخمة لجمهورية أوزبكستان.

وفي السياق ذاته، أورد التحقيق أنّه يتم استغلال اللاجئ الأفغاني الشيعي القادم من ولاية “باميان”، وَسْط أفغانستان، والتي لا يزيد دخل الفرد الشهري فيها على 25 دولارًا، بتخييره بين إقامة رسمية لعشر سنوات في إيران وراتب يصل أحيانًا إلى 800 دولار شهريًّا، نظير القتال للدفاع عن مقام “السيدة” زينب في دمشق، أو الإعادة إلى “باميان”.

تموضع في أغلب المناطق السورية

وينتشر لواء “فاطميون” القادم من إيران براً مروراً بالعراق، في البادية السورية وأرياف حلب وإدلب ودير الزور، ضمن ثلاثة مواقع في ريف حلب المنطقة الأولى في محيط “جبل عزان” في ريف حلب الجنوبي، ومحيط القاعدة العسكرية الإيرانية كلواء مخصص لحماية القاعدة.

ومنطقة الانتشار الثانية تقع في الكليات العسكرية، الفنية الجوية والتسليح والمدفعية غربي حلب، ومنطقة الانتشار الثالثة شمالي المنطقة الصناعية في “الشيخ نجار”، ومنطقة المزارع التي تفصل السجن المركزي عن مدرسة “المشاة” العسكرية شمالاً.

وتوسعت مليشيا “فاطميون” منذ مايو/أيار 2019 في ريف حماة الشمالي، وبات لديها أكثر من موقع على جانبي الطريق الدَّوْليّ السريع حلب-دمشق (M4).

وحول الانتشار في البادية، لـ”فاطميون” انتشار في بادية “تدمر” بريف حمص الشرقي، وفي أكثر من موقع على جانبي طريق دير الزور- حمص مروراً بمدينة “السخنة”، وحتى مدينة “البو كمال” بريف دير الزور على الحدود العراقية-السورية.

ويبدو أن إيران ستستمر باستخدام مليشيا “فاطميون” كقوة هجومية في سوريا، على الرغْم أن مقاتليها لا يتلقون سوى أربعة أسابيع من التدريب وخبراتهم العسكرية ضعيفة.

لذلك فإن الخسائر في صفوفهم عادة ما تكون ضخمة، فبعد اغتيال قائدها ورمزها التاريخي “توسلي”، تعرضت المليشيات لضربات شديدة، ما دفع “الحرس الثوري” الإيراني بالإشراف على اللواء بشكلٍ مباشر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.