التغزّل الإيراني بـ”طالبان” بعد جفاء.. من أسقط الحكومة الأفغانية؟

التغزّل الإيراني بـ”طالبان” بعد جفاء.. من أسقط الحكومة الأفغانية؟

قبل نحو أسبوعين، كان الإعلام داخل #إيران وخارجها، وتحديداً الموجه إلى #العراق وسوريا ولبنان والبحرين ونيجيريا، يصف حركة “طالبان” الأفغانية، بأنها “إرهابية” وتسعى إلى قتل “التشيّع”، قبل أسبوعين فقط.

لكن مع أولى مشاهد سيطرة حركة “طالبان” على العاصمة الأفغانية “كابول”، تحوّل خطاب إيران من مهاجمٍ للحركة إلى صوتٍ وديعٍ في وصف الجماعة المسلحة التي تتخذ من جبال أفغانستان منطلقاً لتهديد العالم بأسره، من خلال رعاية المتشددين وتدريبهم، منذ 20 عاماً.

في الساعات الأولى من سيطرة الحركة على “كابول” زجّت المحطات التلفزيونية المملوكة لإيران بمراسليها نحو تغطيات حيّة، وصفت السيطرة المسلحة على المدينة بأنها “فتح إسلامي”، في حين لجأت بعض المحطات إلى “الجوانب الإيجابية” من هذا الاستيلاء.

ووفقاً لصحافيين، فقد نصحت #وزارة_الثقافة الإيرانية وسائل الإعلام بتجنب استخدام كلمات “الوحشية والجريمة والفظائع وما شابه ذلك”، عند الإشارة إلى #طالبان.

كما أكد بعض الصحافيين المطلعين على سير عمل الإعلام الإيراني، أن التلفزيون الحكومي الإيراني يبذل قصارى جهده لتحسين صورة طالبان.

وتبيَّن صدق هذا التوجيه، بعد ظهور مراسل التلفزيون الإيراني في #كابول، الذي قال إن «كل شيء عاد إلى طبيعته في اليوم الأول من حكم طالبان، وأن الحركة تعاقب اللصوص بصرامة، لكنها تظهر سلوكاً لطيفاً تجاه الأفغان العاديين».

خطاب أعور

تسعى إيران عبر الناشطين الموالين لنظام “ولاية الفقيه” إلى تجميل صورة “طالبان”، وتعميم فكرة التفاؤل باعتدال الحركة المسلحة، دون التطرق إلى “الشريعة”، التي تركز عليها طالبان، تلك التي لا تختلف من حيث المرارة مع الممارسات التي نفذها تنظيم “داعش”.

يتحدث الخطاب الإيراني حالياً، عن كون “طالبان” لم تمنع مراسيم “عاشوراء” التي يحييها الشيعة في أفغانستان بمناسبة شهر محرم، الذي يشهد حادثة “واقعة الطف” التي قتل فيها الحسين والعباس أبناء الخليفة الرابع علي ابن أبي طالب.

إلا أن ذات الخطاب يتجاهل، إعلان طالبان لـ”الإمارة الإسلامية”، وهي ما يتعارض مع مفهوم “ولاية الفقيه” التي أسسها مفجر الثورة الإسلامية في إيران، نهاية سبعينيات القرن الماضي، روح الله خميني، التي لا تؤمن بالإمارات، وتعتقد بأن العالم الإسلامي هو “أمة واحدة”.

كما تتغاضى وسائل الإعلام الممولة من إيران، في سوريا والعراق، ما تسببته الحركة من دعمٍ لما سمّي في الفترات الماضية بـ”العمليات الجهادية” وهي الانتحارية، وتطبيق ما يُعرف بـ”التطبيق الحرفي للشريعة”، التي تضمنت مشاهد إعدام آلاف العراقيين والسوريين.

سكّة القطار الأفغاني

يرى مراقبون في سلسلة اتصالات أجراها “الحل نت“، أن «طالبان جماعة شرعية، تتعامل بمفاهيم تتبع القرون الوسطى ولا علاقة لها بالحداثة، كما أن جيليّ الحركة سواءً من المؤسسين أو المقاتلين، لم يتعاملوا مع الحياة المدنية، وهم يعتبرون كل ما هو حضري أو مدني لا يتناسب مع طبيعة الإسلام الذي انطلق من الصحراء».

آخرون قالوا إن «#قطر وإيران تدعم “إعلامياً” توجهات طالبان في خيار “الاعتدال” مبدئياً، في سبيل الحصول على تأييد دولي من جهة، وإجبار الاتحاد الأوروبي على الاعتراف بسلطة طالبان على أفغانستان، عقب ذلك، يمكن للحركة أن تعود لإعدام وجلد الأفغان، ودعم الإرهاب».

ويبدو أن طالبان تتعكز حالياً على الإعلام الإيراني والقطري في المنطقة العربية عموماً، إلى حين تثبيت أقدامها على المستوى الدولي، كما أن للحركة حالياً، كما ظهر في الإعلام الإيراني خطة لاستقطاب النساء وتوغلهن في العمل السياسي، لكن سكّة الإسلام السياسي لا تتناسب مع قطار الحياة الحديثة، كما تقول التجارب.

تبحث إيران عن حلفاء، لا مشكلة في أن يكون هذا الحليف، “طالبان”، المهم أنه حليف قد يمد لها يد العون في عبور الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها طهران جرّاء العقوبات الأميركية الكثيرة، وهذا سبب قد ينهار مع أول عملية “انتحارية” من متشدد أفغاني في منطقة إيرانية لقتل الشيعة، أو الروافض وفق مفهوم معظم المتشددين السنة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة