إيران أم الدول العربية؟ إعادة تطبيع العلاقات مع دمشق تصطدم بالخيار الصعب

إيران أم الدول العربية؟ إعادة تطبيع العلاقات مع دمشق تصطدم بالخيار الصعب

تدفع تصريحات رئيس الوزراء العراقي، ‘‘مصطفى الكاظمي’’ حول فتح الدول المشاركة بـ ‘‘مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة’’ لــ “صفحة جديدة مع سوريا’’ الكثير من التساؤلات حول مدى جدية تطور العلاقات بين حكومة دمشق ومحيطها الإقليمي خلال الفترة المقبلة.

حديث الكاظمي، جاء يوم الخميس الماضي في تصريحات نقلتها قناة ‘‘الشرق’’، مبيناً أن المشاركين في ‘‘قمة بغداد’’، التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد، السبت الماضي، توافقوا على «بدء صفحة جديدة مع سوريا».

يُمثل غياب دمشق عن حضور قمة بغداد، أولى المؤشرات التي قد تستبعد حتى وقت قريب إمكانية فتح الصفحة الجديدة، بمعنى المضي خطوات متقدمة بين الجانب العربي ودمشق، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي.

فرغم وجود مساع عربية مؤخراً من جانب الأردن ودول أخرى داعمة لمسار الانفتاح على دمشق، إلا أن هناك -حتى الآن- عدة عقبات تمنع حدوث ذلك في الفترة المنظورة، لعل أبرزها عدم وجود إجماع حقيقي لدى دول المنطقة العربية على رأسها السعودية حيال التطبيع مع دمشق.

فالتصريحات السابقة لعدة مسؤولين عرب أوضحوا من خلالها عدم إمكانية حصول إجماع كامل لعودة دمشق إلى الجامعة العربية، لا سيما وأنه من الشروط الرئيسية ضمن ميثاق الجامعة لعودة دمشق إليها، وهو ما اعترف به مؤخراً وزير الخارجية الجزائري ‘‘رمطان لعمامرة’’.

حيث قال أن «هناك من يعتقد أن عودة سوريا للجامعة العربية أمر إيجابي، والجزائر مع هذا الرأي، وهناك من يرى أن هذه العودة ستزيد من الانقسام وحدّة الخلافات».
كذلك يبرز معوق ثان، يندرج ضمن إطار عدم وجود أسس بارزة لتسوية سياسية محتملة بين روسيا والولايات المتحدة، يمكن أن يؤسس لتوافقات عربية إقليمية حيال الانفتاح على دمشق.

فعدم بروز معالم واضحة لإمكانات توافق روسي-أميركي على الملف السوري، يؤخر اندفاع بعض الدول العربية المتحمسة من أجل مصالحها الاقتصادية للانفتاح على دمشق.
ولعل من أبرز المعوقات وأكثرها تأثيراً لعودة دمشق إلى الجامعة العربية وإعادة تطبيع العلاقات معها من قبل دول الإقليم، يتمثل في تواجد النفوذ الإيراني المتجذر يوماً بعد آخر على الأراضي السورية.

وهو ما قد يمنع دولاً عربية من التفكير وإعادة حساباتها في إعادة تطبيع علاقاتها مع بلد تحكم في مساحات منه ميليشيات تتبع للنفوذ الإيراني، فضلاً عن حضور الدور السياسي الإيراني في الملف السوري.

الرفض الخليجي لأية علاقات مع دمشق بسبب صلات الأخيرة مع طهران، سيدفع إلى تعميم هذا الموقف على معظم الدول العربية، وذلك إلى جانب الدور السلبي للإيرانيين في السياسة الدولية ومجمل الملفات التي تتدخل بها طهران.

ما يعرقل أي انسجام قد يحصل بسبب تطبيع مفترض بين أي دولة عربية/إقليمية ودمشق بسبب ارتهان مواقف الأخيرة للمحور الإيراني، وهو ما يزيد من تخوفات أي تأثير إيراني سلبي على العلاقات السياسية والاقتصادية لكل طرف يعيد تفعيل تواصله مع دمشق خلال الفترة القريبة المقبلة.

وكانت اللجنة المنظمة لمؤتمر ‘‘بغداد للتعاون والشراكة’’، أصدرت البيان الختامي للمؤتمر يوم السبت الفائت، بمشاركة رؤساء وزعماء دول فرنسا وقطر ومصر والأردن، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الكويتي، ووزراء خارجية تركيا والسعودية وإيران، ونائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، وأمين عام جامعة الدول العربية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.