«الإدارة الذاتية»: لا مساومة على مشروع التعليم ومساعٍ جديدة لتوحيد المناهج في شمال شرقي سوريا

«الإدارة الذاتية»: لا مساومة على مشروع التعليم ومساعٍ جديدة لتوحيد المناهج في شمال شرقي سوريا

كشفت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم لشمال شرق سوريا، أنهم يستعدون لعقد مؤتمر، الخميس، في مسعى لتوحيد المناهج.

وأوضحت بالقول، «نحن نتطلع إلى الأمام لا الرجوع بالزمن إلى الماضي وتكرار نفس الأخطاء بحق شعبنا، ويجب تحييد عملية التربية والتعليم عن الأزمة الراهنة، والعمل على إيجاد صيغة وآلية يتم فيها تطوير المناهج بما يتناسب مع البيئة السورية الغنية والمتنوعة بأكثر من لون».

ويأتي المؤتمر، بعد رد المسؤولة في “الإدارة الذاتية”، على التصريحات الأخيرة لوزير التربية والتعليم السوري، “دارم طباع”، حول إعطاء ساعتين للطلاب الكرد لتعلم لغتهم في المدارس الحكومية.

وجاءت تصريحات الوزير السوري، في مقابلة مع صحيفة “الوطن” المقربة من الحكومة، الأحد، قائلاً: «إذا كانت هناك رغبة لتعلم اللغة المحلية فهذا متاح وفق القانون، فكما نعلّم في مدارس الأرمن لغتهم في ساعتين، وكذلك اللغة الآشورية والشركسية، ويمكن كذلك للإخوة الأكراد أن يتعلموا لغتهم في ساعتين».

وقالت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم، في إقليم الجزيرة، “روهات خليل”، لـ”الحل نت”، «لسنا بصدد المساومة على عدد الساعات أو كما يتم الحديث عن مدارس خاصة».

وأضافت “خليل”، «مشروعنا والجهود التي نبذلها هي لتكريس أبسط الحقوق المسلوبة للمكونات السورية المختلفة في التعلم والتعليم باللغة الأم، والتي هي من الحقوق الأساسية لحقوق الإنسان».

11 ألف طالب وطالبة خضعوا لتجربة “الإدارة الذاتية” الجديدة

وبداية العام الدراسي 2015- 2016، بدأت “الإدارة الذاتية” بتدريس مناهجها التعليمية لثلاثة صفوف أولى، زادتها تباعاً حتى شملت كافة المراحل الدراسية في العام 2020.

ويقتضي نظام التعليم في “الإدارة الذاتية” التركيز على اللغات الأم (الكردية والعربية والسريانية) في الصفوف الأولى، ليتم إضافة مادة لغة محلية أخرى في صفوف لاحقة وكذلك اللغة الإنكليزية.

وأشارت مسؤولة التربية والتعليم، إلى أنّهم استطاعوا حتى هذه اللحظة «تجاوز المرحلة الأصعب في تطبيق المناهج من المرحلة الابتدائية والإعدادية ثم الثانوية، وصولاً للمراحل الأكاديمية من مناهج الجامعات و المعاهد».

وخاضت مناطق “الإدارة الذاتية”، خلال العام الفائت أول تجرِبة لامتحانات شهادتي الإعدادية والثانوية في إقليم الجزيرة، تقدم لهما نحو 11 ألف طالب وطالبة، للانتقال إلى الدراسة في جامعات الإدارة، وهي حالياً جامعة “روجآفا” في “القامشلي”، وجامعة “كوباني”، وجامعة “الشرق” في الرقة.

وفي العام 2018، أغلقت القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها جامعة “عفرين” بعد اجتياح المدينة.

ويقتصر تدريس المناهج الحكومية في الجزيرة على عدة مدارس في المربعين الأمنيين في “القامشلي” والحسكة، كما يدرس المناهج الحكومي في منطقة “منبج” وريفها، فيما يدرس مناهج أعدتها منظمة “اليونيسيف” التابعة للأمم المتحدة في مناطق الرقة والطبقة ودير الزور.

وسيتم العمل بشكل مستمر على تطوير وتحديث المناهج لمواكبة وتيرة التقدم العلمي والحداثة، ولن يكون هناك تراجع عن ما تم تحقيقه حتى الآن، حَسَبَ حديث مسؤولة التربية.

وقبل بَدْء الأزمة السورية، كان يقتصر تدريس اللغات في سوريا على اللغة العربية، بوصفها اللغة الرسمية في البلاد، وتضاف إليها اللغة الإنجليزية، كلغة أجنبية ثانية.

ولم تكن اللغات المحلية في البلاد تشق طريقها نحو المدارس الحكومية حيث كانت يقتصر تدريس السريانية في مدارس خاصة ومرتبطة بطقوس الكنسية، فيما كانت اللغة الكردية محظورة ويتعرض مقتني كتبها للاعتقال.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.