تفاصيل تُكشف لأول مرة عن عملية مقتل “فخري زاده”.. جرت بذكاء اصطناعي وبأقل من دقيقة!

تفاصيل تُكشف لأول مرة عن عملية مقتل “فخري زاده”.. جرت بذكاء اصطناعي وبأقل من دقيقة!

كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، تفاصيل جديدة عن عملية قتل العالم النووي الإيراني، “فخري زاده”.

وقالت إن: «عملية اغتيال “فخري زاده”، جرت من دون وجود أي عملاء على الأرض، بواسطة “روبوت قاتل” قادر على إطلاق 600 طلقة في الدقيقة».

واستندت معلومات (نيويورك تايمز) إلى مقابلات مع مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وإيرانيين، بمن فيهم مسؤولان استخباراتيان مطلعان على تفاصيل التخطيط للعملية وتنفيذها.

«وبدأت الاستعدادات لعميلة اغتيال “فخري زاده” في نهاية عام 2019 ومطلع عام 2020»، وفق (نيويورك تايمز).

«وكانت تحركات “زاده”، تتم ضمن قوافل مكونة من 4 إلى 7 مركبات، وتتغير باستمرار الطرق التي تسلكها والتوقيتات لإحباط أي هجمات محتملة».

وبينت الصحيفة الأميركية في تقرير موسع لها أن: «المخططين الإسرائيليين لعملية اغتيال “زاده”، بحثوا خيار تفجير عبوة ناسفة على طول طريق العالم النووي الإيراني؛ كي يجبروا القافلة على التوقف حتى يتمكن القناصة من مهاجمتها».

وأردف التقرير أنه: «تم استبعاد هذه الخطة؛ بسبب احتمال وقوع اشتباك مسلح ربما يسقط خلاله الكثير من الضحايا».

وحسب التقرير فإنه: «تم اقتراح فكرة استخدام مدفع رشاش يتم التحكم فيه عن بُعد، ولكن كانت هناك مجموعة أخرى من التعقيدات اللوجستية؛ لأن حجمه ووزنه يجعلان من الصعب نقله وإخفاؤه من دون أن يتم فضح الخطة».

ونقل التقرير عن مسؤول استخباراتي مطلع على الخطة أن: «إسرائيل اختارت نموذجاً متطوراً من مدفع رشاش بلجيكي الصنع من طراز “FN MAG”، مرتبط بروبوت ذكي متطور».

وأوضح المسؤول أن: «النظام لم يكن مختلفاً عن نظام “Sentinel 20” الذي تقوم شركة “Escribano” الإسبانية بتصنيعه».

«وبلغ وزن المدفع الرشاش مع الروبوت وباقي الملحقات مجتمعة، نحو طن تقريباً، لذلك تم تفكيك المعدات إلى قطع صغيرة، ومن ثم جرى تهريبها إلى إيران بطرق وأوقات مختلفة، وثم أعيد تجميعها سراً في إيران».

التخطيط المحكم

وقال التقرير إنه: «تم بناء الروبوت ليتناسب مع حجم حوض سيارة بيك آب من طراز زامياد، شائعة الاستخدام في إيران».

«وكذلك تم تركيب كاميرات في اتجاهات متعددة على الشاحنة؛ لمنح غرفة القيادة صورة كاملة ليس فقط للهدف وتفاصيله الأمنية، ولكن للبيئة المحيطة».

وفي النهاية: «تم تفخيخ الشاحنة بالمواد المتفجرة، حتى يمكن تفجيرها عن بعد وتحويلها لأجزاء صغيرة بعد انتهاء عملية القتل، من أجل إتلاف جميع الأدلة»، وفقاً للتقرير.

«بعد ذلك، كان هناك تحد يجب أن تتم معالجته، وهو التأكد من أن “فخري زاده” هو من يقود السيارة وليس أحد أبنائه أو زوجته أو حارسه الشخصي، حتى لا يتم استهداف الشخص الخطأ»، بحسب التقرير.

«وبما أن إسرائيل تفتقر إلى قدرات المراقبة في إيران؛ لعدم قدرتها على استخدام الطائرات المسيرة التي تستخدم لتحديد الهدف قبل الضربة، تم وضع سيارة على جانب الطريق الذي يسلكه “زاده” والتظاهر بأنها كانت معطّلة».

وأشار التقرير إلى أن: «السيارة تم وضعها قرب مفترق طرق، وتزويدها بكاميرا مرتبطة بأقمار صناعية، ترسل الصور مباشرة إلى مقر قيادة العملية».

«وبدأت العملية فجر (27 نوفمبر 2020)، وكانت الشاحنة التي تحمل المدفع الرشاش متوقفة في شارع الإمام_الخميني، حيث وجد المحققون الإيرانيون بوقت لاحق، أن كاميرات المراقبة على الطريق تم تعطيلها».

«وكان رتل “زاده”، يضم 4 سيارات، الأولى في المقدمة تضم عناصر حماية، وتبعتها سيارة من طراز نيسان سوداء اللون، يقودها “فخري زاده”، وخلفها سيارتان تحملان عناصر من الحماية»، وفق (نيويورك تايمز).

وأكّد تقرير الصحيفة الأميركية أنه: «قبل الساعة 3:30 مساءً بقليل، وصل الموكب إلى منعطف حيث أبطأت سيارة “زاده” من سرعتها، ليتم التعرف عليه من قبل السيارة الثانية المعطلة المزودة بالكاميرات ورؤية زوجته جالسة بجانبه».

وأضاف التقرير: «انعطفت القافلة يميناً في شارع الإمام الخميني، وأبطأت من سرعتها لوجود مطب، وعندها أطلق المدفع الرشاش رشقة من الرصاص أصابت مقدمة السيارة».

«ولم يتضح ما إذا كانت الطلقات قد أصابت “زاده”، لكن السيارة انحرفت وتوقفت، ليقوم بعدها الشخص الذي يتحكم بالمدفع الرشاش عن بعد، بإطلاق رشقة أخرى أصابت الزجاج الأمامي 3 مرات على الأقل، وواحدة منها على الأقل أصابت “زاده” بكتفه».

وتابع التقرير: «نزل “زاده” من السيارة واحتمى بالباب الأمامي لها، وأفادت واخترقت 3 رصاصات عموده الفقري؛ ليفارق الحياة في الحال».

بعد ذلك: «انفجرت السيارة التي كانت تحمل المدفع الرشاش وتناثرت إلى أجزاء»، بغضون لحظات معدودة.

«واستغرقت العملية بأكملها أقل من دقيقة، وتم خلالها إطلاق 15 رصاصة فقط، حيث أشار محققون إيرانيون إلى أن الرصاصات لم تصب زوجة “زاده” التي كانت تجلس على بعد سنتمترات قليلة منه».

وقُتل العالم “زاده”، عن عمر 59 عاماً، بهجوم استهدف سيارته في مدينة “أبسرد” بمقاطعة “دماوند”، شرقي طهران في (27 نوفمبر) المنصرم.

واتهم الرئيس الإيراني السابق، حسن_روحاني، إسرائيل بتدبير اغتيال العالم النووي، وتوعدت طهران بالرد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.