مع ارتفاع أعداد مستخدمي الشبكة العنكبوتية، اتجهت العديد من السوريّات إلى إنشاء بسطات إلكترونيّة في موقع فيسبوك، اعتمدنها كمصدر رزق لهنّ، لاسيما مع الانهيار الحاد في سعر صرف الليرة السوريّة أمام العملات الأجنبية، وارتفاع أسعار المواد والغلاء المعيشي، فاستطعنَ مواجهة حدّة الغلاء وتوفير احتياجاتهنّ واحتياج عوائلهنّ اليوميّة، كما تقول “منى منير” من مدينة القامشلي بشمال شرقي سوريا.

شاركت “منى”، متابعيها عبر صفحتها الشخصيةفي فيسبوك، صور بضاعتها من الألبسة والأحذية والحقائب الجلدية النسائية، فضلاً عن عرض الإكسسوارات وأغراض الزينة.

كما انضمت “منى” إلى العديد من الصفحات العامة التسويقية والمنتديات، وكانت تتلقّى استجابة كبيرة من الزبائن الذين تواصلوا معها عبر الخاص (خاصية المسنجر)، لتحدد لهم أسعار القطع وخدمة التوصيل للمنازل مقابل مبلغ إضافي.

تقول “منى” في حديثها لـ(الحل نت)، إن زبائنها من النساء فقط، مؤكدةً حرصها على انتقاء أجود أنواع البضاعة والتصاميم الجذابة لتُلفتَ بها أنظار النساء اللواتي تنبهرنَ أمام معروضاتها من الألبسة المتنوعة، وتصمّمنَ على شرائه، على حد وصفها.

بوابة مربحة

رغم جميع الصعوبات والتحديات التي تواجه العمل في هذه التجارة الجديدة، بالنسبة لـ”بيان الصفدي”، ذات الـ40 عاماً، والمنحدرة من مدينة الحسكة، فهي بوابة مربحة لها وللكثيرات غيرها.

تقول “بيان”، إنها كانت تعمل في بيع الأغراض القديمة من غرف نوم قديمة وستائر وحواسيب ومراوح وفرش قديمة وكل من يبحث عن تجهيز منزله بأثاث قديم وبأسعار معقولة، وتضيف في حديثها لـ(الحل نت)، إنها وجدت في عالم السوشيال ميديا مساحة أكبر لتوسيع عملها، فأنشأت صفحة عامة وبدأت بنشر صور غرف النوم وطاولات السفرة والكراسي والبرادات والغسالات وغيرها لتأتيها عروض الشراء بكثافة.

الربح مضاعف

اقتحمت “منى” عالم التجارة الإلكترونية منذ ثلاث سنوات، بعد أن أمضت ساعات طويلة في تصفح الإنترنت وكيفية عرض ما لديها من البضائع، بالإضافة إلى كيفية التسويق التي تضمن لها زبائن دائمين.

تقول “منى”، إنها تُكثّف عروضها خلال المواسم لاسيما الأعياد، وتحقق أرباحاً مادية في كل قطعة تصل أحياناً لضعف ثمنها وأكثر، وتضيف «نشتري بالقطع، لذا نحرص على أن تكون بضاعتنا مميزة لنكسب ثقة الزبائن الذين يعتمدون علينا في الحصول على الألبسة والأحذية التي تناسب أذواقهنّ».

وأشارت إلى أن «التسوق الإلكتروني، حلَّ مشاكل كثيرة، خاصةً لدى ربّات المنزل والعاملات اللواتي لا يملكن الوقت الكافي للبحث عمّا يناسبهنّ من الألبسة والأحذية، وقد يشترين ما لا يعجبهنّ، لكن الأمر مختلف في التسوق الإلكتروني فهنّ يخترن ما يرغبن به ويقمن بشرائه فوراً خلال وقت قصير».

وتتابع، أن صافي أرباحها الشهرية تصل لحوالي الـ 500 دولار أميركي، وهو رقم يرتفع خلال المواسم إلى 1000 دولار، وتضيف «كان لدي معارف من أصحاب محلات الألبسة والأحذية، أتّفق معهم على أخذ عدة قطع وخلال أيام أدفع ثمنها بعد أن أبيعها، ولم يكلّفني العمل في هذه التجارة رأسمال، ولم أكن بحاجة لمحلٍ لأبيع ما لدي، فعملي هو في المنزل».

تحديات التسويق الإلكتروني

وحول التحديات التي واجهت “منى”، لاسيما في بداية ولوجها عالم التسويق الإلكتروني، تقول: «البداية كانت صعبة جداً، خاصةً مع ندرة الزبائن الذين لم يثقوا حينها بصور البضائع التي كنت أعرضها على صفحة الفيسبوك، كما أنهم كانوا يشكّكون في جودة البضائع المعروضة عبر الصور، لكن تغلبت على المشكلة بكثير من الصبر والتحمل، وازداد عدد الزبائن وخاصة بعد أن زارتني العديد منهن في منزلي، حيث كن يلمسن جودة البضاعة بأنفسهن، وهو ما زاد من ثقتهن بكل ما أعرضه».

أما “دعاء محمد”(22 عاماً)، تعمل موظفة في شركة المياه بالحسكة، وطالبة جامعية في قسم الترجمة بنظام التعليم المفتوح، وزنها الزائد الذي يُقدر بحوالي الـ 107 كيلو غرامات، حرمها من ارتداء ما ترغب من الألبسة الجاهزة، بحسب ما قالته لـ(الحل نت)، وأضافت «منذ ثلاث سنوات بدأت بمتابعة صفحات التسوق الإلكتروني، وراسلت عدة صفحات، وعرضت عليها مشكلتي مع حجم جسمي، ورغبتي في ارتداء ما أرغب به من التصاميم الحديثة التي تناسبني، ومنذ ذلك الوقت وأنا زبونة دائمة لدى المسوقات، وهنّ يوصلن لي ما أختاره من الألبسة للمنزل مقابل دفعي مبلغاً إضافياً يصل أحياناً لـ30,000 ألف ليرة، لكنني راضية وسعيدة طالما أجد ما يناسبني».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.