تتواصل انتهاكات الميليشيات الإيرانية ضمن مناطق سيطرتها في دير الزور، حيث لا تزال أملاك المدنييّن ولا سيما المُهجّرين منهم، ضحية الاستحواذ من قبل تلك الميليشيات.
واستولت الميليشيات الإيرانية، خلال شهر أيلول/ سبتمر الفائت وحتى تاريخ أمس، على 44 منزلاً في مدينتي البوكمال والميادين، ونقلت ملكية بعضها إلى عناصرها المحلييّن، بحسب ما رصده مراسل (الحل نت).
وقال مراسل (الحل نت) إن: « “الحرس الثوري” حول قسماً من هذه المنازل إلى مقرات عسكرية ومستودعات أسلحة، والآخر لإقامة عائلات عناصره وقياداته، للاحتماء من الضربات الجوية التي تنفذها إسرائيل والتحالف الدولي ضدها».
موضحاً، أن «تلك المنازل تعود ملكيتها لمدنيين نازحين عنها، أو لأشخاص يقطنون في دول الخليج العربي والدول الأوروبيّة، أو لعناصر من “الجيش الوطني” المدعوم من قبل أنقرة».
في السياق، استولت ميليشيا “الحرس الثوري”، أمس، على منزل الطبيب “يوسف أحدب” في مدينة البوكمال والمقيم خارج القطر، وحولته إلى مضافة لعناصرها الجدد وذويهم القادمين من العراق وإيران، ريثما يتم نقلهم إلى منازل خاصة بهم.
من جانبه، قال “عماد الخلف”، من سكان مدينة الميادين ومقيم في تركيا، «تعمد الميليشيات الإيرانية وعلى رأسها “الحرس الثوري” على ملاحقة كل من يشتبه بتعامله مع المعارضة، أو قيامه بأي نشاط معارض، أو له أقرباء ضمن صفوف الفصائل المسلحة في الشمال السوري، للتضييق عليهم بهدف الاستيلاء على ممتلكاتهم».
وأضاف “الخلف” لـ(الحل نت)، إن «ميليشيا “فاطميون” استولت على منزل عائلته، في تموز/ يوليو الفائت، وطردت أقرباء لهم كانوا يقطنونه، كما قامت ميليشيا “الثوري” بالاستلاء على ثلاثة محال تجاريه لهم، بحجة أنه وأشقائه قادة ضمن “الجيش الوطني”، وهو ما نفاه بشكل قاطع».
بينما قالت “أم علي” من سكان بلدة “محكان” لـ(الحل نت)، إن «ميليشيا “الحشد الشعبي العراقي” أخرجتهم، في مطلع أيلول/ سبتمبر الفائت، من منزل أقربائهم في البلدة، بعد مصادرتهم لأكثر من سبعة منازل أخرى مجاورة له، بحجة تأمين طريق مختصر للحجاج الشيعة القادمين من العراق وإيران لزيارة مزار نبع ماء “عين علي”».
موضحةً، أن «الميليشيا أمهلتهم مدة 5 أيام قبل إخراجهم، لإبراز عقد إيجار نظامي بينهم وبين المالك أو توكيل بالتصرف في هذه الأملاك، إلا أنهم لم يتمكنوا من تأمين ذلك، لتعذر عودة أصحاب المنازل الأصليين وإبرام العقود اللازمة».
في سياقٍ متصل، قال عنصر محلي من “الثوري الإيراني”، لـ(الحل نت) فضّل عدم ذكر اسمه، إن «ميليشيا “الحرس” تقوم بنقل ملكية بعض المنازل التي صادرتها إلى عناصر محليين في البداية، ثم تقوم بنقلها بعد ذلك إلى عناصرها الحاصلين على الجنسية السورية».
مشيراً إلى أن «قيادة الميليشيا تشدّد على إبقاء هذا الأمر سراً في الوقت الراهن».
وتسببت سنوات الحرب التي عاشتها معظم مناطق دير الزور، إلى جانب تعدد وتعاقب القوى العسكريّة عليها، بخلو آلاف المنازل من أصحابها، واستيلاء عناصر من الجيش السوري والميليشيات الموالية لها، على عدد كبير منها تحت ذرائع مختلفة أبرزها العمل في صفوف المعارضة.
وبدأت فترة استغلال المنازل الفارغة من أصحابها، مع سيطرة القوات الحكومية والميليشيات الإيرانية على مساحات واسعة من المحافظة في 2017، وتوسعت هذه العمليات لتشمل مدينتي الميادين والبوكمال وأريافهما.
ويسيطر “الحرس الثوري الإيراني” وبقية الميليشيات التابعة له على عموم مدينة البوكمال وأجزاء كبيرة من مدينة الميادين.
وتتقاسم الحكومة السوريّة والميليشيات الإيرانية من جهة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة أخرى، السيطرة العسكرية على الجزء الشرقي من المحافظة، فيما يعتبر نهر الفرات الخط الفاصل بين مناطق سيطرتهما.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.