افتتحت روسيا، مركزاً لتعليم الأطفال السوريين اللغة والثقافة الروسيتين، وذلك في مدينة جبلة بريف اللاذقيّة.

المركز الذي حمل اسم مركز «الفجر»، تم الإعلان عن افتتاحه الخميس الماضي، بدعم من السلطات الروسيّة.

ويأتي افتتاح المركز في إطار توسيع روسيا لنفوذها، وسعياً لنشر ثقافتها، لتعزيز حضورها الثقافي والاجتماعي في البلاد.

وقال ناطق باسم ممثلية «روس سوترودنيتشيستفو» في سوريا، إنّ المركز سيقدم للأطفال، إضافة إلى دروس اللغة الروسية، «فرصة لدراسة ثقافة وتقاليد وعادات شعوب روسيا».

وبحسب ما نقلت وسائل إعلام روسيّة عن الناطق، فإن نحو 300 طفل سوري في مدينة جبلة، سيتلقون خدمات المركز خلال الفترة المقبلة.

وبثت وسائل إعلام روسيّة مقاطع مصوّرة، خلال مراسم الحفل، ظهر فيها أطفال سوريّون وهم يتحدثون بعض الكلمات الروسيّة.

كما حمل الأطفال لوحات عليها صور لمدن روسيّة، ومكتوب عليها باللغة الروسيّة.

وأظهرت التسجيلات قاعات مجهزة لتعليم اللغة، ويشرف على المركز مدرّسون روس، لتقديم دروس اللغة الروسيّة للأطفال.

زيارات إلى روسيا 

وبحسب تصريحات القائمين على المركز فإن «الفجر يخطط لتنظيم زيارات، يمنح من خلالها فرصة لطلابه، لزيارة روسيا، من أجل الاطلاع على آثارها الحضارية والثقافية، والمشاركة في مختلف الفعاليات الإبداعية والتواصل مع أقرانهم الروس».

واعتبر رئيس ممثلية «روس سوترودنيتشيسفو» “نيقولاي سوخوف“، أن افتتاح المركز يسهم «بشكل كبير في تطوير العلاقات الروسيّة السوريّة».

كما ادعى مدير المركز “محمد معروف” وهو إعلامي سوري، أنّ: «هناك اهتماماً كبيراً ورغبة قوية جداً لدى جميع السكان المحليين بدراسة اللغة الروسية».

وتجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم خلالها افتتاح مراكز لتعليم اللغة الروسيّة، حيث شارك العديد من الجنود الروس في إعطاء تلاميذ سوريين، دروساً في اللغة الروسيّة في عدد من المناطق السوريّة.

كذلك افتتحت وزارة التربية السوريّة، في تشرين الثاني /نوفمبر من العام 2014، قسماً للغة الروسية وآدابها، ضمن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق.

وخلال العام الماضي، أكد ما يعرف بـ«منسق اللغة الروسيّة في وزارة التربيّة السوريّة» “رضوان رحّال، أن هناك أكثر من 24 ألف طالب سوري يتعلمون اللغة الروسية في سوريا.

التوسع الإيراني ينافس الروسي

وتسعى روسيا إلى تعزيز وجودها ثقافيّاً واجتماعيّاً، إلى جانب الوجود العسكري، وينافسها في ذلك الميليشيات الإيرانيّة، التي افتتحت مراكز عدّة لنشر ثقافتها، وتجنيد الشبّان في ميليشياتها، لا سيما في دير الزور وحلب.

التوسّع الإيراني لم تكن أولويته تعليم اللغة، فافتتحت طهران مراكز عدّة لاستقطاب الشبّان وتجنيدهم مقابل المال، في إطار هدفها توسيع نفوذها العسكري عبر ميليشياتها المنتشرة في البلاد.

وافتتحت إيران عدّة فروع لما بات يعرف بـ«المركز الثقافي الإيراني»، في دير الزور، وهو يشكّل نموذجاً، للجهات التي تنشط داخل المحافظة.

يشارك المركز في معظم الفعاليات المدنية مثل عيد الأم، ويوم الطفل، يجذب من خلالها الأطفال، لتعليمهم الثقافة الإيرانيّة، ولانخراطه أكثر في المجتمع المحلي للمنطقة.

وأنشأت إيران ثلاثة مراكز ثقافية أساسية في مدن دير الزور والميادين والبوكمال، وتعتبر الأنشط من حيث الفعاليات التي تُقام واهتمام المسؤولين الإيرانيين، إضافة إلى وجود مراكز فرعية في مناطق أخرى غربي دير الزور كبلدة التبني.

كذلك افتتحت مراكز ثقافيّة لنشر «التشيّع»، لا سيما في جنوب العاصمة دمشق، وبشكل رئيسي في مدينة السيدة زينب جنوب دمشق، التي تحولت إلى مركز لـ«التشييع الإيراني من خلال المقام والحوزات الشيعية والمقبرة».

عسكريّاً تسيطر إيران اليوم على عدد من القواعد العسكرية، أهمها مطار دمشق الدولي، حيث يدير “الحرس الثوري” جزءاً منه لاستقبال المقاتلين وتنسيق الدعم اللوجستي للميليشيات الإيرانية المتواجدة في سوريا.

تجدر الإشارة إلى أن روسيا تدخّلت عسكريّاً بشكل فعلي أواخر عام 2015 وساهمت بقلب الموازين لصالح «الجيش السوري»، حيث تمكن خلال السنوات الماضية من استرجاع عشرات المناطق التي بقيت لسنوات في قبضة قوّات المعارضة من درعا وصولاً إلى حلب ومروراً بدمشق وريفها ومناطق في حمص وحماة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.