قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن إعادة بعض الدول العربية لعلاقاتها بشكل تدريجي مع سوريا، لن يكون مؤثراً في ظل غرق بشار الأسد في “أزمات لا يمكنه الهروب منها”.

وبحسب ما ترجم موقع “الحل نت” أشارت الصحيفة إلى أن “هناك شعور يجتاح جميع أنحاء الشرق الأوسط بأن بشار الأسد يخرج الآن من عزلته، ما يعكس استسلامهم لبقائه. كما ساد تفكير بأن الحرب قد توقفت عن الاحتدام وما زال الأسد في مكانه، لذلك ربما حان الوقت لسوريا لتعيد الاتصال بجيرانها”.

في حين تعتبر الصحيفة أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع الأسد تتعامل بنهج أقل عدوانية، مقارنةً بإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، لكن إدارة بايدن لا تزال تثبط شركائها العرب عن تطبيع العلاقات مع الأسد. وفي مقابلة مع مسؤول كبير في إدارة بايدن، قال بأن نجاة الأسد كانت واضحة وأن العقوبات لم تسفر عن تنازلات قليلة. لذلك فضّلت الإدارة التركيز على قضايا أخرى، بما في ذلك مكافحة جائحة كورونا وتخفيف الضائقة الاقتصادية في المنطقة والحد من النفوذ الإيراني.

ووفق ما نقلت الصحيفة، فإن المسؤول الأميركي أشار إلى إن الولايات المتحدة ترغب في صفقة نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا، التي لا تزال تفاصيلها قيد الإعداد بغية تجنّب فرض عقوبات وتوفير الحد الأدنى من الفوائد للأسد.

كذلك كانت الإدارة تخبر أصدقائها بعدم السماح للأسد بالخروج من مأزقه.وفق المسؤول الأميركي. ويضيف قائلاً: “نحن نقول للإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية: لا تذهبوا لبناء مراكز تسوق. لا تقوموا بإلغاء تجميد أصول بشار الأسد. لا تسمحوا للحكومة السورية بالحصول على أي نوع من العائدات لإعادة البناء أو إعادة الإعمار”.

واختتم حديثه بالقول بأنهم سمحوا بالمرونة في قضايا، مثل توفير الكهرباء من أجل لبنان وبعض أنواع المساعدات داخل سوريا، على أمل أن تكون هناك “سياسة إنسانية معقولة”.

الأسد الذي يعاني في “بلاد ممزقة” استنجد به مؤخراً مسؤولون كبار من لبنان طالبين مساعدته في حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في بلادهم. وكان وزير اقتصاده يقف إلى جانب نظيره الإماراتي في معرض تجاري في دبي. في الوقت الذي تحدث فيه الأسد هاتفياً إلى الملك الأردني عبد الله الثاني للمرة الأولى منذ عشرة أعوام.

وبعد عشرة أعوام من الحرب في سوريا، يتساءل الكثير من السوريين عما إذا كان من الممكن إعادة توحيد البلاد في حال وجود فكرة واضحة بما يكفي عن ماهية سوريا ما بعد الحرب.

ما زالت قبضة الأسد على السلطة ضعيفة حتى في المناطق التي تخضع لسيطرته. لقد عوّل الأخير بشكلٍ كبير على روسيا وإيران في التصدي للمعارضة المسلحة في بلاده، ويتطلع كلا البلدان الآن إلى اقتصاده للحصول على فرص بغية استرداد ما استثمروه في حربه. لكن الاقتصاد ضعيف للحد الذي يجعل رجال الأعمال يغلقون أعمالهم ويهربون.

باتت تحركات جيران سوريا للتقرب من الأسد تعكس تلاشي الشعور بوجوب نبذه، عندما تكون هناك العديد من المشاكل الأخرى في المنطقة. وفق الصحيفة.

كذلك أعاد الأردن فتح حدوده مع سوريا أمام التجارة، سعياً منه لإنعاش اقتصاده المتعثر. كما استضاف مؤخراً وزير الدفاع السوري لإجراء محادثات أمنية. وبحسب الديوان الملكي الأردني، فإن الملك عبد الله الثاني الذي دعا الأسد للتنحي في العام 2011، تحدث إلى الرئيس السوري لمناقشة العلاقات بين الدولتين الشقيقتين وسبل تعزيز التعاون فيما بينها.

كذلك دول الخليج الثرية، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والتي موّل البعض منها المتمردين في بداية الحرب، تخلّت عن معارضتها للأسد بهدف الحصول على فرص استثمارية في سوريا.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.