انتهى اللقاء الذي جمع كل من الرئيس الأميركي “جو بايدن” ونظيره التركي “رجب طيّب أردوغان” الأحد في العاصمة الإيطالية روما، على هامش قمة مجموعة العشرين، دون الإعلان عما دار بين الجانبين حول الملف السوري، وتحديداً العمليّة العسكريّة المرتقبة لتركيا شمالي شرق سوريا.

وبحسب ما نشر موقع «البيت الأبيض» عقب اللقاء، فإن الجانبين بحثا العمليّة السياسية في سوريا (دون ذكر تفاصيل أخرى)، إضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأفغان المحتاجين، والانتخابات في ليبيا، والوضع في شرق البحر المتوسط، والجهود الدبلوماسية في جنوب القوقاز.

وكانت وكالة «رويترز»، نقلت السبت، عن مسؤول أمريكي، قوله إن بايدن «سيحذر أردوغان، خلال اجتماع يعقد الأحد في روما، من أن أي إجراءات متهورة لن تفيد العلاقات الأمريكية- التركية، وأنه يجب تجنب الأزمات».

اقرأ أيضاً: العمليّة التركيّة شمال شرق سوريا.. هل تسبب الفوضى وتبادل مناطق النفوذ في إدلب؟

التهديدات التركيّة والموقف الأميركي

وتتصدر حالياً التهديدات التركيّة ببدء عمليّة عسكريّة في سوريا، التحليلات حول الموقف الأميركي من هذه العمليّة في حال حدوثها.

ويرى الكاتب والباحث السياسي “فراس رضوان أغلو” أن العمليّة التركية في شمال شرقي سوريا، هي أصعب عمليّة عسكريّة للأتراك ومختلفة عن سابقاتها، وذلك من الناحية السياسيّة.

ويؤكد أوغلو حلال مقابلة مع «الحل نت» أن العمليّة لا يمكن لها أن تبدأ بدون موافقة الولايات المتحدة، والتي يبدو أنها لن تقبل بهذه العمليّة وفق الظروف الراهنة.

ويعتقد الباحث السياسي أن «تركيا ليس لديها مشكلة بدخول قوّات النظام وروسيا إلى تلك المناطق كبديل عن قوّات سوريا الديمقراطية»، وبالتالي التراجع عن العمليّة العسكريّة، لكنه يؤكد في الوقت ذاته، أن «هذا كله لا يمكن أن يحدث بدون موافقة أميركيّة».

المقايضة

ومن جانبه يشير “بسام بربندي”، الدبلوماسي السوري السابق، والباحث في الشؤون الأميركية، إلى أن نمط التعامل التركي مع الملف السوريّ، الذي كان دائماً مبنياً على مبدأ المقايضة.

ويقول في حديثه لـ«الحل نت»: «دخول الأتراك سابقاً إلى منطقة الجزيرة السوريّة كان بموافقة أميركيّة، كما ستعمل تركيا بدء صفقة مقايضة لتحقيق مصالحها، الروس يريدون أرضاً ما قد يدفعهم إلى أن محاولة تحصيل بعض التنازلات في إدلب، «أما الأميركان فهنا السؤال الأصعب، بسبب تعقيدات العلاقات الأميركيّة التركية».

وتصاعدت اللهجة التركيّة خلال الفترة الأخيرة، حول احتمالية القيام بعمليّة عسكريّة وشيكة للمعارضة السوريّة المدعومة من أنقرة بدعم مباشر من القوّات التركيّة في مناطق الشمال السوري، وتحديداً ضد قوّات سوريا الديمقراطيّة.

ويشكّل ملف دعم أميركا لقوّات سوريا الديمقراطيّة، واحداً من أبرز نقاط الخلاف بين الجانبين.

ويوجه المسؤولون الأتراك وعلى رأسهم الرئيس التركي “رجب طيّب أردوغان” انتقادات «حادة»، للولايات المتّحدة، بسبب دعمها المتواصل لقوات “قسد”، التي كانت قد ساهمت إلى حد كبير في القضاء على وجود تنظيم «داعش» في مناطق الشمال والشمال الشرقي من سوريا.

اقرأ أيضاً: ما دور الولايات المتّحدة في التحرّكات العسكريّة التركيّة شمالي سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.