طرحت التهديدات التركيّة عن عمليّة عسكريّة مرتقبة في مناطق من شمال شرق سوريا، التساؤلات مجدداً عن مصير مناطق شمال غربي سوريا وتحديداً محافظة إدلب، فيما إذا كانت أنقرة ستضحي مجدداً وتقدم تنازلات في تلك المنطقة على حساب أكثر من 3 ملايين مدني يعيشون في تلك المنطقة مقابل تحقيق مصالحها ومهاجمة مناطق الشمال الشرقي السوري.

تهديدات مستمرة

 أنقرة جددت تهديداتها عبر وزير دفاعها “خلوصي أكار” الذي أكد الجمعة أن بلاده: «لن تسمح أبدا بظهور أي كيان في المنطقة المقابلة لحدودها في شمال سوريا».

كذلك أشار وزير الخارجيّة التركي “مولود جاويش أوغلو” إلى ما أسماه «ارتفاع معدل اعتداءات قوّات سوريا الديمقراطيّة خلال الفترة الماضية»، معتبراً بأن روسيا والولايات المتحدة لم تفيا بوعودهما حول سحبهم من مناطق محددة، وأضاف: «وفي وضع كهذا سنعمل ما يلزم».

وذهبت العديد من التحليلات العسكريّة للقول إن العمليّة العسكريّة التركيّة فيما إذا حصلت سيكون لها تبعات عديدة على عدّة مناطق في سوريا، حتى خارج إطار العمليّة الجغرافية.

اقرأ أيضاً: “إلهام أحمد” تحذر من التهاون مع التهديدات التركيّة بشأن بدء معركة شمالي سوريا

في ظل النظر إلى تأثير العمليّة على إدلب

إضافة إلى موجات التهجير التي قد تسببها الهجمات التركيّة شمال شرقي سوريا، يبقى التساؤل عن مصير إدلب، فيما إذا قررت أنقرة تقديم تنازلات وتسليم مناطق محددة إلى القوّات السوريّة برعاية روسيا.

 المحلل العسكري، العقيد “مصطفى الفرحات” يرى أن بدء العمليّة العسكريّة من قبل تركيا، مرهون بالتأكيد بتوافق أنقرة مع الأطراف الفاعلة الأخرى، لا سيما الولايات المتحدة وروسيا.

ويقول في حديثه لـ«الحل نت»: «من الناحية العسكرية لا يمكن القيام بعمل عسكري بمنطقة مكتظة بالفرق واللاعبين، إن لم يكن هناك تنسيق أو توافق، بالتالي من البديهي  أن تُعلم تركيا بقية الأطراف، وبشكل خاص الولايات المتحدة وروسيا وقد تعلم إيران أيضاً لمنع الاحتكاك».

ويتسائل العقيد عما ستقدمه أنقرة لموسكو مقابل التوافق ببدء العمليّة المرتقبة ويقول: «هل سيكون ذلك مقابل الانسحاب من جبل الزاوية جنوب غربي إدلب، تطرح الكثير من الأسئلة، والانسحاب من جبل الزاوية يعني تسليم الطريق الدولي حلب – اللاذقيّة أو ما يعرق بـm4 للنظام والروس».

ويؤكد “فرحات” أن من سيفتح الطريق الدولي المذكور، سيتوجب عليه السيطرة على جبل الزاوية وجبل الأربعين، مشيراً إلى أن سيطرة القوّات السوريّة على هذه المناطق، ستعني أن تكون جميع مناطق شمال غربي سوريا تحت نيرانها وصولاً إلى الحدود السوريّة التركيّة.

ويشدد المحلل العسكري أن العائق الذي يقف أمام تركيا ليس عسكريّاً، حيث أنها تمتلك المعدات العسكريّة اللازمة لبدء المعركة في شمال شرق سوريا تزامناً مع التعزيزات العسكريّة التي استقدمتها إلى الشمال السوري مؤخراً، وإنما العائق وفق وصفه هو «سياسي بالدرجة الأولى» بانتظار الوصول إلى توافقات مع الجانبين الأميركي والروسي.

اقرأ أيضاً: بعد ساعات من تمديد مهام الجيش في سوريا.. عشرات الآليات التركيّة تدخل إدلب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.