تشهد منطقة بادية ريف ديرالزور الغربي الواقعة تحت سيطرة القوات النظامية، توتراً أمنياً بين قوات “الفرقة17 ” ومليشيا موالية لها من جنب مع قوات “الفرقة الرابعة” من جنب آخر، لعد تلبية الأخيرة طلباتهم المتكررة بإرسال مؤازرات لهم خلال اشتباكاتهم مع خلايا تنظيم #داعش مؤخراً، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى منهم.

مصادر محلية أكدت لـ (الحل نت) «مقُتل وجرح ما يزيد عن 10 عناصر  من الفرقة 17 ومليشيا لواء “جيش العشائر”، خلال الأيام القليلة الماضية، إثر هجمات عديدة وكمائن نفذتها خلايا التنظيم  في محيط بلدتي المسرب والتبني غربي مدينة ديرالزور».

قيادي في جيش العشائر فضل عدم الإفصاح عن اسمه قال ل (الحل نت) إن «حاجزاً مشتركاً لهم مع قوات من الفرقة 17 في الجهة الغربية لبلدة المسرب، تعرض لهجوم مباغت من قبل خلايا التنظيم، في 13 من الشهر الجاري، مستغلة انعدام الرؤوية بسبب العاصفة الرملية».

تجاهل المؤازرات العسكرية

أوضح المصدر أنهم «طلبوا المؤازرة من  الفرقة الرابعة إلا أنهم لم يلقوا أي رد منهم، وهي ليست المرة الأولى التي يتجاهلون بها طلبات المؤازرة العسكرية خلال هجمات مباغته كانوا يتعرضون لها من قبل خلايا التنظيم تسفر عن مقتل وجرح عدد منهم».

وأشار المصدر إلى أن «ازدياد نشاط خلايا التنيظم في منطقة البادية مؤخراً، لأن جميع العمليات التي تنفذها قوات الجيش وبقيه القوى الموالية له ضدها، تفتقر إلى إلى التخطيط العسكري، حيث يعتمدون على هجمات متقطعة تكون بدون إسناد جوي وعلى ضربات جوية تنفذها الطائرات الحربية وحدها».

تنافس روسي إيراني

من جهته يرى الصحفي “بشير العباد” بأن «للتنافس الروسي الإيراني في المنطقة دوراً كبيراً أيضاُ في استمرار نشاط خلايا التنظيم، فكلا الطرفين لايقوم بلعب الدور الكافي  في دعم العمليات العسكرية ضد التنظيم في البادية، حيث يركز كلاهما على تعزيز أماكن تواجدهم بداهل المنطقة فقط».

وأضاف العباد في حديثه ل (الحل نت) أن «روسيا وإيران تمتنعان عن الدفع بثقلهما العسكري في معارك تطهير البادية،  فالقوات الإيرانية لم تشارك بأي عملية فعلية تقصد بها ملاحقظ خلايا “داعش” في البادية، بينما تكتفي روسيا بتنفيذ غارات جوية  واستهداف أماكن عشوائية تظن بأنها أوكار تابعة لعناصر التنظيم».

ولفت العباد إلى أن «شكل العمليات العسكرية التي تُنفذ ضد التنظيم يدل على الضعف الاستخباراتي وجهل القوى المهاجمة بأماكن تمركزه والمواقع المحتملة لوجود خلاياه، والذي يعد سبباً ريئسياً لفشل تلك العمليات وصعوبة القضاء عليه كلياً».

جغرافية البادية تساعد على المناورة

إن الطبيعة الجغرافية لمنطقة البادية تساعد على عمليات التخفي والمناورة فيها، وعدم تكاتف القوى المسيطرة بشكل جدي يمنعها من السيطرة الكاملة عليها، وذلك  يعطي خلايا داعش مساحة واسعة للحركة وتغير مواقعها وتبديل استراتيجبتها باستمرار،  وخاصة أنها لاتتحرك وفق سياسة الاحتفاظ بالمكان الواحد.

فحرب القضاء على فلول التنظيم تحتاج إلى استراتيجية مشتركة بين القوى الفاعلة على الأرض في منطقة البادية، وخاصة بين روسيا وإيران، كما تحتاج لمشاركة أكثر من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، صاحبة النفوذ العسكري الأكبر في المنطقة.

وتعتبر السيطرة على منطقة البادية بمثابة التحكم بالمحافظات المحيطة بها، لموقعها الاستراتيجي  الهام الذي يضم رقعة جغرافية تعادل نصف مساحة سوريا،حيث تتوزع إداريا على عدة محافظات،  من ديرالزور والرقة شمالاً حتى السويداء جنوباً، ومن الحدود العراقية شرقاً إلى حمص وحماة غرباً، كما تعتبر من المناطق الغنية بالنفط والفوسفات والغاز أيضاً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.