عمدت إسرائيل مؤخراً إلى تركيز جهودها العسكرية والدبلوماسية على الوجود الإيراني في المنطقة لا سيما في سوريا، فيما يبدو أن هذه التحركات تصب في خانة مواجهة تمدد النفوذ الإيراني في سوريا.

استثمار الملايين لضرب النفوذ الإيراني

وسائل إعلام إسرائيلية أعلنت أن الجيش الإسرائيلي يخطط لاستثمار 324 مليون دولار أميركي، في تدريبات وحدات الاحتياط خلال العام القادم، وذلك في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية ضد الميليشيات الإيرانيّة في كل من سوريا ولبنان.

وبحسب تقارير إسرائيلية فإن «قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، بقيادة الجنرال أمير برعام، تدريبات تضمنت محاكاة سيناريوهات قتال تعتمد على قوات الاحتياط، إلى جانب القوات النظامية، في المجالات البرية والجوية والبحرية، فضلاً عن استخدام الاستخبارات الإلكترونية والطائرات المسيرة العسكرية».

ويرى الباحث السياسي السوري، صدام الجاسر، أن التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان أمر غير وارد في المرحلة الراهنة، وذلك بسبب أن «حزب الله في وضع سيء.. يفقد حاضنته الشعبية، وهو في وضع منبوذ من الشعب اللبناني، أي تصعيد اسرائيلي في لبنان يعطي الحزب حبل نجاة في لبنان لاستعادة حاضنة شعبية والهروب من الأزمات التي يعاني منها».

أما في سوريا فيؤكد الجاسر خلال حديثه لـ “الحل نت” أن التصعيد العسكري قائم أصلاً، من خلال الغارات الإسرائيلية التي تستهدف الميليشيات الإيرانية بشكل دوري.

إلا أنه يتوقع أن تزداد وتيرة العمليات العسكرية ضد المواقع الإيراني في سوريا خلال الفترة القادمة.

ويؤكد الباحث السياسي أن إيران ماضية في توسيع نفوذها في سوريا، وعن ذلك يقول: «النفوذ الإيراني في سوريا، يتخذ عدة مجالات، (عسكري واقتصادي واجتماعي وسياسي)، ما يهم إسرائيل هو فقط النفوذ العسكري، مواجهة النفوذ العسكري في المناطق المحاذية للحدود الإسرائيلية جنوبي سوريا».

معركة طويلة الأمد

وبرأي الجاسر فإن إسرائيل ستدخل في مواجهة طويلة الأمد مع الميليشيات الإيرانيّة في سوريا، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «إيران غير مستعدة للتنازل عن نفوذها ومكتسباتها في سوريا، إسرائيل بالمقابل غير راغبة برؤية حزب سوري جديد، يكون على حدودها مع سوريا مقابل للجولان، لذلك نحن أمام حالة جديدة للصراع».

وعملت تل أبيب مؤخراً على نصب منظومات رصد متطورة للكشف المبكر عن أي تهديدات أمنية وعسكرية على الحدود مع سوريا ولبنان.

كذلك نشرت مديرية “حوماه” التابعة لإدارة تطوير الأسلحة في وزارة الدفاع بالتعاون مع سلاح الجو، نظام منطاد متطور ضخم باسم “تال شمايم” سيعمل كمنصة جوية للكشف والتحذير من التهديدات المتقدمة في الشمال.

وبحسب الموقع فإن هذه الأجهزة تشمل «مناطيد ثابتة مزودة بكاميرات دقيقة قادرة على كشف أي تهديد يقترب من الحدود الشمالية لإسرائيل»، وذلك على أن يكون الجيش الإسرائيلي مسؤولاً عن قيادة هذه التجهيزات.

ونفذت #إسرائيل، مئات الغارات خلال السنوات الأخيرة على الأراضي السورية، استهدفت قوات موالية لإيران.

وبحسب التقرير السنوي للجيش الإسرائيلي للعام الماضي، قال فيه إنه نفذ 50 غارة جوية على أهداف في #سوريا خلال العام 2020.

وتتشابه الغارات الإسرائيلية من ناحيتي التوقيت وطريقة القصف، إذ شُنت جميعها ليلًا، وبصواريخ “جو- أرض” أُطلقت من الطائرات الحربية.

اقرأ أيضاً: التطبيع مع دمشق.. لماذا ترغب دول عربية ببقاء الأسد؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.