سيطرت هيئة تحرير الشام في نهاية عام 2017، على جميع المفاصل الإدارية والعسكرية والمدنية في محافظة إدلب وأرياف حلب وحماة، عقب اقتتال دار مع فصائل المعارضة السورية المتمثلة بـ “أحرار الشام” و”حركة نور الدين الزنكي” و”صقور الشام” وفصائل كانت تتبع للمعارضة المسلحة السورية.

لكن لم تستطع “تحرير الشام” ضبط التحركات الشعبية المناهضة، رغم قبضتها الأمنية الصارمة التي فرضتها على المناطق التي سيطرت عليها، وتجلى ذلك على رفض العديد من القرارات التي أبرمتها وأصدرتها تحرير الشام ولعل أبرز هذه المناطق هي مدينة كفر تخاريم الواقعة شمال غرب مدينة إدلب.

وبحسب مصادر محلية مطلعة، أفادت لـ “الحل نت” أنه ومنذ إعلان سيطرة “تحرير الشام” على محافظة إدلب بشكل تام، باتت كفر تخاريم شوكة أمام مساعي الهيئة في بسط السيطرة الكاملة، فعاشت المدينة مظاهرات أسبوعية مناهضة لقرارات الهيئة، مما دعا الأخيرة لافتعال حوادث أمنية في المدينة واتهام أشخاص يعتبرون من “تنسيقية الثورة السورية في كفر تخاريم” وناشطون محليون، وآخرون يتبعون لفصيل “فيلق الشام” بهدف اعتقالهم واسكات أصوات المناهضين لها.

تحرير الشام تطالب لواء يتبع للجيش الوطني بتسليم مقراته العسكرية

مصدر مطلع أكد للحل نت، أن “تحرير الشام” طالبت “لواء هنانو” التابعة لفصيل “فيلق الشام” المنضوي تحت “الجيش الوطني” المُعارض المدعوم من تركيا، بتسليم مقراته العسكرية المنتشرة في مدينة كفر تخاريم إضافة لتسليم عناصر من اللواء الجهاز الأمني التابع للهيئة بحجة أنهم مطلوبين لها.

المصدر ذاته أكد للحل نت، أن “فيلق الشام” رفض تسليم المقرات العسكرية والتي يبلغ عددها 10 مقرات إضافة ل7 منازل يقطنها عناصر وقادة من اللواء نفسه.

وعن الأسباب المباشرة لطلب” تحرير الشام” تسليم المقرات العسكرية أوضح المصدر الذي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية أن المواقع المطلوب تسليمها تعود لأملاك عامة، ولا يحق لـ “حكومة الإنقاذ” التحكم بها والاستنفاع منها وإدارتها.

ونوه المصدر المحلي في حديثه، أن “تحرير الشام” أخلت بالقوة مقرات عسكرية تتبع لـ “كتائب الايمان” الذين يعرفون أنفسهم بأنهم لا ينتمون لأي تجمع عسكري كبير أو سياسي، وهم مجموعة من المقاتلين من أبناء مدينة كفر تخاريم.

استفزازات من تحرير الشام و اختلاق حوادث متكررة

داهم الجهاز الأمني التابع لـ”هيئة تحرير الشام” منازل مطلوبين أمنيين كانت أجرت لهم “تسوية أمنية” لتجنيبهم الملاحقات قبل مدة، على خلفية استهداف مخفر شرطة كفر تخاريم بقنبلة صوتية ليلة الأحد الماضي.

وقال ناشطون محليون للحل نت، إن “تحرير الشام” استقدمت على خلفية الانفجار الهجوم على المخفر تعزيزات كبيرة إلى مخفر المدينة من جهاز الأمن العام التابع لها بلغ عددهم نحو 15 سيارة ، إضافة إلى عدة سيارات مصفحة وعربات على متنها رشاشات من عيار 12.7.

وأشار الناشطون أن منذ يوم الأربعاء الماضي وحتى اليوم تعمل العناصر نفسها على التجول في المدينة والتجول ضمن جميع شوارع ومن أمام مقرات فيلق الشام الموجودة في كفر تخاريم وإصدار أصوات من “أجهزة الضابطة” الشبيه بزمور سيارة الإسعاف.

وأوضح الناشطون الذين رفضوا ذكر أسمائهم لأسباب أمنية، أن “تحرير الشام” داهمت خمسة منازل في كفرتخاريم ثلاثة منها لعناصر يتبعون للواء هنانو المنضوي تحت فصيل “فيلق الشام” التابع للجيش الوطني، دون اعتقال أي شخص حيث تمكن سكان المنازل من الفرار إلى خارج المدينة قبل ساعات من تنفذ عمليات المداهمة.

يذكر أن مجهولون رموا قنبلة صوتية على مخفر مدينة كفرتخاريم التابعة لهيئة تحرير الشام، تلاه إطلاق نار كثيف من قبل عناصر المخفر، في تمام الساعة الـ8.45 دقيقة من مساء أمس الجمعة، لم ينتج عنها أي أضرار بشرية أو حتى مادية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة