يقف المزارع صطوف الأسمر عاجزاً عن فعل أي شيء أمام الارتفاع الكبير بأسعار الأسمدة، بالتزامن مع بدء زراعة موسم القمح بريف ديرالزور الشرقي.

 وقال الأسمر ل (الحل نت) إن “ثمن الأسمدة مرتفع جداً يعجز المزراعين عن شرائه، حيث بلغ سعر الطن الواحد من سماد اليوريا بلميون و900 ألف ليرة سورية، بعد أن كان سعره 250 ألف ليرة سورية، وسعر الطن الواحد من سماد السوبر بوسفات بمليون و850 ألف ليرة سورية”. 

بينما لجأ المزراع  حميد الموسى من قرية طعس الجايز بريف الميادين، لاستخدام روث الحيوانات كسماد للأرض بديلاً عن الأسمدة الكيميائية.

ويقول الموسى ل (الحل نت) إن “الروث الحيواني يحتاج إلى مدة طويلة لتستفاد الأرض منه، ولكنه مجبراً على ذلك مع عجزه عن شراء الأسمدة الكيمائية للارتفاع الكبير بسعرها”.

أهمية الأسمدة الكيميائية

المهندس الزراعي أسود زغير قال ل (الحل نت) إن “الأسمدة عنصر رئيسي للنباتات، فهي تزيد من مستوى الإنتاج الصحي لها، وتسهل من عملية التمثيل الضوئي، حيث تقوم بنقل العناصر الناتجة عن عملية التمثيل الضوئي من الأوراق إلى الثمار وتضمن الجودة العالية للإنتاج أيضاً”.

كما تحد الأسمدة من ظاهرة ذبول النبات، عن طريق الموازنة بين كميات الماء والملح في الخلايا النباتية، وزيادة قدرة مقاومة النباتات للأمراض، إلى جانب ضبطها لنسبة الحموضة في التربة.

ويعتبر  الزغير أن أي تقصير بإضافة الأسمدة سيقلل في الإنتاج، وأي إضافة على أسعار الأسمدة تثقل كاهل الفلاح.

ارتفاع تدريجي للأسعار

وفي السياق قال مراسل (الحل نت)  إنَّ : “السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الأسمدة في المنطقة، يعود إلى توقف  الجمعيات الفلاحية، عن توزيع السماد بحجة بيعه لجهات مشبوهة، وفقاً لشهادات مزارعين التقى بهم”.

وأشار المراسل إلى أن “أسعار الأسمدة تجاوزت حاجز المليون ونصف للطن الواحد  ضمن  مناطق سيطرة الحكومة السورية في ديرالزور، مادفع بمزارعي المنطقة لاستخدام الروث الحيوان بديلاً عنها”. 

وسبق أن رفعت الحكومة السورية أسعار الأسمدة في أكتوبر الفائت، لأكثر من ثلاثة أضعاف، لافتةً إلى أنها ألغت “دعم” الأسمدة تماماً.

وأصدر المصرف الزراعي التابع للحكومة، بياناً حدد فيه سعر بيع الطن الواحد من سماد السوبر فوسفات بمليون و112 ألف #ليرة سورية، بعد أن كان بـ 304.8 آلاف ليرة.

وسعر بيع الطن الواحد من سماد اليوريا بمليون و366 ألف ليرة سورية، بعد أن كان بـ 248.3 ألف ليرة، وسعر مبيع الطن الواحد من سماد نترات الأمونيوم بـ 789 ألفاً و600 ليرة سورية، بعد أن كان بـ 206.6 آلاف ليرة.

وكانت الحكومة السورية رفعت في آذار 2020، أسعار السماد بنسبة 100 في المئة مقارنة بما كانت عليه.

وتعد المحاصيل الشتوية وأبرزها القمح مصدر دخل لكثير من العوائل بريف ديرالزور، إذ يتأثر دخلهم بحجم الإنتاج الزراعي في نهاية الموسم.

وعانى فلاحو ريف ديرالزور  خلال الأعوام القليلة الماضية من عدة مشاكل، أبرزها ارتفاع أسعار الأسمدة والأدوية الزراعية وقلة المياه والحرائق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.