يشهد القسم الغربي من محافظة ديرالزور الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، سباقاً روسياً-إيرانياً لتجنيد الكم الأكبر من شباب ورجال المنطقة ضمن صفوف المليشيات التي يدعمها كلا منهما، مستغلين الظروف المعيشة السيئة وانعدام فرص العمل لتحقيق ذلك، حيث امتد الأمر مؤخراً ليشمل النساء والفتيات أيضاً.

أفاد مراسل (الحل نت) في ديرالزور أن “مليشيا الحرس الثوري الإيراني، افتتحت مكتب انتساب جديد للسيدات في حي الكتف  بمدينة #البوكمال، بإشراف الحاج أبو سجاد المسؤول في منظمة الجهاد والبناء الإيرانية، مستغلة الحالة المادية المتدنية لنسبة كبيرة من العوائل في ظل موجة الغلاء التي تعيشها المدينة”.

والهدف منه إغراء  نساء وفتيات من المنطقة، بهدف تطويعهم بمهمات غير قتالية،  كإدارة روضات أطفال وإخضاعهن لدورات إسعاف أولية لتوظيفهن في المراكز الصحية والمستشفيات التابعة ل “الحرس الثوري”، في محاولة منهم كسب تأييد وموالاة أكبر نسبة من عوائل المدينة، وفق لحديث المراسل.

تنافس روسي إيراني

مصدر مقرب من الحرس الثوري في البوكمال أفاد ل (الحل نت) أن “ماتقوم به مليشيات الثوري الإيراني، من عمليات تجنيد مؤخراً وتخفيف شروط الانتساب لصفوف مليشياتها،  يندرج تحت خطوة تثبيت النفوذ بطرق رابحة تؤسس للبقاء طويلاً وخاصة مع محاولات روسيا الأخيرة، سحب البساط من تحتها، من خلال عمليات المصالحة التي تشرف عليها في المحافظة”.

وأشار المصدر (الذي فضل عدم كشف اسمه)  إلى أن “خطوة تطويع نسوة وفتيات للقيام بمهام غير قتالية، نفذتها القوات الروسيا في مركز مدينة ديرالزور منتصف أكتوبر الفائت، حيث اشترطت على المتقدمات أن يكن من حملة الشهادة الثانوية أو الإعدادية كحد أقصى، في المقابل لم تضع مليشا الحرس شروطاً على المتقدمات سوى إمكانية القراءة والكتابة فقط”.

استغلال حاجة الأهالي

معلمة صف من مدينة البوكمال طلبت عدم ذكر اسمها تحدثت ل (الحل نت) قائلة إن “استغلال عوز وحاجة العوائل أمر مشين وتتبعه مليشيا الحرس الثوري بشكل دائم، منذ سيطرتها على المدينة أواخر 2017 حيث نجحت في استقطاب نسبة لابأس بها آنذاك، لكن اليوم روسيا هي صاحبة النفوذ الأوسع لما تقوم به وخاصة عمليات التسوية الأخيرة، الأمر الذي دفع بمليشيات إيران إلى تكثيف جهودها لكي لاتخسر ماكسبته خلال السنوات القليلة الماضية”.

موضحة أن “العامل الرئيسي للانضمام إلى صفوف كلا الطرفين سواء روسيا أو إيران هو المادي، ويلعب كلا الجانبين على استغلال الواقع المعيشي المتهالك للعوائل المدنية من خلاله”.

وتعدّ محافظة دير الزور عموماً ومدينة البوكمال خصوصاً، ذات أهمية كبيرة بالنسبة لإيران، كونها صلة الوصل بين مليشياتها المنتشرة في العراق وسوريا، وذلك لضمان وصول الإمدادات العسكرية عن طريق معبر “البوكمال – القائم”.

حيث تعد مليشا “الحرس الثوري” صاحبة القرار الفعلي بها، كما وتسيطر على أجزاء كبيرة من مدينة الميادين، وتسعى جاهدة  إلى إيجاد موطئ قدم دائم لها في المحافظة من خلال العمل على تغيير بنية المجتمع وإيجاد تحالفات مع قيادات العشائر،  نظراً لما تتمتع به المحافظة  من موقع استراتيجي يمّكن هذه الميليشيات من الوصول مباشرة إلى الساحل السوري.

اقرأ أيضاً: “الفرقة الرابعة” تأخذ “الإتاوات” بالدولار على سيارات الشحن القادمة لدير الزور

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.