تكررت خلال الأيام القليلة الماضية، عمليات الدهم والاعتقال بحق البدو القاطنيين في بادية الميادين (التابعة لمدينة دير الزور شرق سوريا)، من قبل المليشيات الإيرانية، التي تعمد على سلبهم قوت يومهم تحت حجج واهية، أبرزها التواصل مع خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي.

إلا أن جميع من التقاهم مراسل “الحل نت” في منطقة البادية، أكدوا أن ماتقوم به مليشيات إيران بحقهم، هو “امتداد لما تقوم به خلايا التنظيم، وكلا الطرفين يسلبانهم أرزاقهم تحت بند التعامل مع الآخر”.

مبررات للسرقة

“عمر” أحد الرعاة في البادية، اكتفى بذكر اسمه الأول، يقول   لـ “الحل نت” إن “المليشيا التي تسلبهم ماشيتهم أو مشتقاتها من حليب وأجبان وغيرها، تنقسم إلى قسمين، يبرر القسم الأول منهم، متمثلاً بالحرس الثوري الإيراني، سرقة الماشية، بحمايتهم من هجمات خلايا التنظيم، وبعض عصابات السرقة، حيث فرضوا على كل 80 رأس من الماشية رأساً واحداً”. 

بينما يبرر القسم الآخر منهم، متمثلاً بمليشيا فاطميون، سرقاتهم تحت مسمى “جمع الزكاة”، وهو ماتقوم به خلايا التنظيم في كل عام، ومن يمتنع يتعرض للخطف والقتل.

وأوضح المصدر أن رعاة الأغنام مجبرين على منح المليشيا طلباتهم، لدرء شرهم، لأنها تُضييق الخناق على كل من يخالفها وتعتلقه.

مشيراً  إلى أن الميليشيا تنقل الماشية  المسلوبة إلى مزارع خاصة بها في المنطقة.

ابتزار واستغلال

زوجة أحد الرعاة ممن اعتقلهم الحرس الثوري في مطلع نوفمبر الفائت، ، أكدت لـ الحل نت أن التهمة التي وجهت لزوجها، هي تقديم معلومات لخلايا التنظيم عن أماكن انتشار مقرات إيران في المنطقة، وهذا عار عن الصحة، وإنما كانت ملفقة لاعتقاله فحسب.

وتابعت أن التهمة وجهت له، بسبب  امتناعه عن إعطائهم رأس من الماشية، من قطيعهم الصغير المؤلف من 35 رأس فقط.

وأشارت إلى أن من يخالف أمرهم يقومون باعتقاله أو قلته على غرار ماتفعله خلايا داعش.

سرقات باسم “الزكاة”

أحد رعاة الإبل في البادية تحدث لمراسل الحل نت عن الانتهاك الأخير الذي تعرض له من قبل مليشيا فاطيمون، منتصف نوفمبر الفائت، قائلاً إن دورية تابعة للميشيا المذكورة، أقدمت على توقيفه هو وابن شقيقه، أثناء رعيهم للإبل بالقرب من منطقة المزارع في البادية.

وأضاف أن المجموعة طلبت منهم دفع زكاة عن القطيع المؤلف من 85 رأس، أو أخذ بعض منها في حال لم يتمكنوا من دفع المبلغ، وحددت لهم مهلة للسداد، وأي تأخير عن الوقت المحدد، سيتم أخذها منهم بالقوة.

مخاوف كبيرة يعيشها رعاة الأغنام والإبل  الذين يتخذون من بادية ريف ديرالزور الشرقي،  مكاناً للرعي، بسبب توفر البيئة المناسبة، بعد تزايد الانتهاكات بحقهم سواء من قبل خلايا التنظيم أو مليشات إيران، في ظل صمت حكومي وتجاهل مستمر لطلباتهم بوضع حد لهذه الانتهاكات، التي باتت تشكل عبء كبير يثقل كاهلهم.

وخلال السنوات الماضية وقعت عدة عمليات قتل بحق رعاة الأغنام في كل من الرقة ودير الزور في ظروف غامضة، في حين اتهمت مصادر تهتم بتوثيق أخبار البادية السورية بضلوع مليشيات إيرانية بالوقوف وراءها.

اقرأ أيضاً: “بطاقة ذكية” من نوع جديد برعاية أسماء الأسد

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.