توتر أمني جديد وتحركات عسكرية في السويداء.. ماذا يحصل؟

توتر أمني جديد وتحركات عسكرية في السويداء.. ماذا يحصل؟

لم تهدأ محافظة السويداء طوال العام وازدادت حدة التوترات والنزاعات والفلتان الأمني، وتعيش حالياً حالة ترقب لا سيما بعد تعزيز قوات الجيش والأمن في المدينة، وتحصينات عسكرية للفرقة الرابعة فوق سطح المشفى الوطني.

وأثارت هذه التعزيزات العسكرية التي انتشرت مساء أمس 16 كانون الأول/ديسمبر حالة غضب بين سكان المدينة، لاسيما في ظل ما تعانيه المنطقة من انتشار فصائل عسكرية، وسط تخوف الأهالي من اندلاع مواجهات بين قوات الجيش وقوات مناهضة للحكومة.

اقرأ أيضاً: تحركات القوات النظامية في الجنوب السوري: هل تستطيع حكومة دمشق إحكام قبضتها على السويداء؟

الحكومة تحاول فرض سيطرتها على السويداء

المحلل السياسي، عاصم الزعبي، قال للحل نت، أن الحواجز التي وضعتها الحكومة السورية في السويداء في المشفى الوطني مؤخراً، يهدف من خلالها لفرض السيطرة ومنع دخول الفصائل المحلية لحرم المشفى، حتى يتمكن الأمن من اعتقال المطلوبين.

وأشار الزعبي، أن محافظة السويداء، شهدت منذ تولي نمير مخلوف المقرب من عائلة الأسد والمعروف بخبرته في إدارة ملفات الفساد، المزيد من التوترات وتفاقم النزاعات بين الأجهزة الأمنية ببعضها وبين الإدارة السياسية للمحافظة المتمثلة بمجلس المحافظة وقيادة فرع الحزب.

وأوضح الزعبي، أن لكل من هذه الجهات مصالحها وأدواتها على الأرض، لكن الأفرع الأمية تستخدم العصابات المحلية للضغط والتأثير على الشارع، فهي من تدير عمليات الخطف، تجارة وترويج المخدرات، عمليات الاغتيال، والسلب والسرقات.

لافتاً أن ما يحدث يخدم المحافظ الجديد، لأنه التوترات والنزاعات تولد الضغط على تجارالمخدرات وأهالي السويداء لتقديم الطاعة للحكومة، في محاولة لاعادة ماء وجه الدولة في المحافظة. 

كما حاول المحافظ الجديد، فرض ضرائب وتهديد كبار التجار والهيمنة على مؤسسات الدولة الرئيسية، بالتعاون مع قادة الأفرع الأمنية لإحداث فوضى مضبوطة، وفق تعبير الزعبي.

ماعلاقة المشفى الوطني في التوتر

وفي 24 تشرين الثاني/ نوفبمر، شهدت مدينة السويداء اشتباكات بالأسلحة النارية، بين أجهزة الحكومة الأمنية ومجموعات محلية مسلحة في مدينة السويداء، إثر اقتحام عناصر الأمن المشفى الوطني في المدينة، وتوقيف عدة أشخاص.

وقال مصدر خاص في السويداء لـ “الحل نت” حينها، أن المشكلة وقعت إثر دخول قوات الأمن إلى المشفى الوطني بعد إسعاف شابين مقتولين على طريق ظهر الجبل وسط ظروف غامضة، وحدث شجار بين قوات الأمن وشبان من “آل مزهر”، بعد تعرض شابين للضرب الشديد من قبل عناصر في الأمن واعتقالهما أمام المشفى الوطني، أدى ذلك لانتشار عشرات المسلحين في المدينة وحدوث اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

المصدر أشار إلى أن المسلحين اشتبكوا مع الأمن لأنهم اقتحموا المشفى الوطني، ورداً على الطريقة التي تحاول القوى الأمنية من خلالها بسط سيطرتها في المنطقة. مؤكداً أن المنطقة الآن تشهد هدوءاً حذراً، لاسيما بعد الانفجار الذي حصل نتيجة تفجير وحدات الهندسة لقنبلة.

وقال الزعبي للحل نت، أن المشفى الوطني شهد عدة حوادث منذ تنصيب العقيد الجديد التابع لنمير كمدير أمن المشفى، والذي قام بإطلاق النار مباشرة وبأوامر شخصية منه على عناصر فصائل محلية دخلت المشفى وكانو يحملون سلاح.

وأضاف الزعبي، أن المحافظ الجديد يريد ضبط أمن المشفى والسيطرة عليها كونها المرجع الأول والأخير لأي حادثة أمنية في المحافظة ولا غنى لاي مواطن عنها.

رفض الأهالي لتحركات الحكومة

المحامي والسياسي السوري بسام العيسمي (من محافظة السويداء)، قال لـ “الحل نت” في وقت سابق، مُعلقاًعلى تعزيزات عسكرية للقوات الحكومية في المنطقة، أن شباب السويداء وفصائلها، يرفضون التحشيدات العسكرية ودخول قوات إيرانية وروسية إلى المنطقة، إضافة إلى رفض أهالي السويداء سوق شبابهم إلى الجيش.

ويعتقد العيسمي أن المنطقة الجنوبية لها خصوصية دولية، ولا يتوقع أن تكون لدى حكومة دمشق القدرة على اتخاذ قرار متعلق فيها، “لن تسمح لها العديد من الدول أن تدخل السويداء وزعزعة الاستقرار فيها”.

وتثير تحركات القوات النظامية في الجنوب السوري كثيراً من التساؤلات حول مستقبل تلك المنطقة، التي تخضع لظروف شديدة التعقيد.

قادة أحد الفصائل المحلية في السويداء أكد لموقع “الحل نت” أن «تحركات القوات النظامية في الجنوب السوري ما هو إلا استعراضٌ للقوة. فقد تم تعزيز الأفرع الأمنية والمقرات العسكرية الثابتة بمئات العناصر».

اقرأ أيضاً: توتر أمني جديد واشتباكات متكررة.. ما الذي يحصل في السويداء؟

انفلات أمني في السويداء

وتعيش محافظة السويداء حالة من الفلتان الأمني تخللتها دوي أصوات اشتباكات وتفجيرات، حيث موقع “السويداء 24” المحلي، كشف في تقرير له نشره في تشرين الثاني/نومفبر الماضي، عن تعرض 15 شخصا للخطف و”الاحتجاز القسري”، في محافظة السويداء، خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بينما قُتل ثمانية أشخاص خلال الشهر ذاته.

وتشهد محافظة السويداء توتر دائم في الوضع الأمني، إذ تتكرر الاشتباكات بين مجموعات مسلحة محلية وقوات أمنية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.