مناورة إيرانية مع السعودية.. هل يتصاعد التوتر في المنطقة؟

مناورة إيرانية مع السعودية.. هل يتصاعد التوتر في المنطقة؟

بعد 6 سنوات من القطيعة الدبلوماسية و42 سنة من الحرب الباردة، أشارت العديد من التصريحات المتبادلة بين المملكة العربية السعودية وإيران، عن مساع جديدة من أجل مباحثات تجمع الطرفين بهدف التقارب بينهما.

إذ التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في العاصمة الباكستانية إسلام أباد.

فهل تسعى إيران إلى المناورة مع الرياض وكسب مزيد من الوقت بالتوازي مع المفاوضات النووية المتعثرة؟ 

إيران وصفت اللقاء بالمجاملة

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، اللقاء الذي جرى بين وزيري خارجية إيران والسعودية، بأنهما “عقدا اجتماعا قصيرا وعابرا للمجاملة”، في مؤتمر صحفي، وفق وكالة رويترز.

وجاء هذا اللقاء، على هامش الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في إسلام أباد.

وأشار زاده، إلى أن المحادثات بين طهران والرياض ” لم تشهد تطورا”، وأن بلاده ما زالت تنتظر رد الرياض، وقال: “بقدر ما يبدون هم من الجدية نحن جاهزون للتقدم في المحادثات وأن نصل بها إلى تفاهمات على صعيد المنطقة والعلاقات”.

اقرأ أيضاً: هَل ستُستَأنَف؟.. لماذا توقّفت المباحثات الإيرانية – السعودية في بغداد؟

إيران غير جدية في المفاوضات

محمد خيري الباحث في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، قال لـ “الحل نت”، إن إيران تسعى لعدم المرونة في التعامل مع المملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي فيما يتعلق بالمفاوضات النووية.

وأشار خيري، إلى أن هذا السلوك متمثل بقيام إيران بضخ غاز سادس فلوريد الهيدروجين في أجهزة الطرد المركزي في إحدى مفاعلاتها النووية لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة، وهذا الفعل تم خلال فترة المباحثات المتعلقة بالبرنامج النووي.

وأيضاً، قيام إيران بتوجيه العديد من الصواريخ البالستية إلى السعودية، في الوقت الذي كانت تجري فيه مباحثات سعودية إيرانية برعاية العراق، وفق ما قاله خيري.

إيران تماطل لتحقيق مصالحها

وبالتالي، فإن عدم الثقة والشفافية كان سببا كافيا في فشل المباحثات، وإضافة لرغبة السعودية بتحجيم دور إيران في المنطقة، لاسيما مع سيطرة ميليشا الحوثي على شمال اليمن بالكامل.

وأضاف خيري، إن هناك مطالب وجهتها السعودية وبعض دول الخليج إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال المفاوضات التي تعقد في فيينا، متمثلة بضرورة توقف النفوذ الإيراني في الإقليم، وتوقف إيران عن دعم الميليشيات في العراق وسوريا وغزة واليمن، وتقويض المنظومة البالستية الصاروخية التي تقوم بها إيران.

ولفت خيري، إلى أن إيران تسعى لكسب المزيد من الوقت حتى تتمكن من إعلان نفسها دولة نووية، لتتفاوض لاحقاً مع أي شريك سياسي من موضع قوة وتحصل على بعض المكاسب السياسية والاستراتيجية.

مباحثات سابقة في العراق والأردن

وجرى بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين العديد من الجولات والمباحثات خلال الأشهر الماضية في بغداد.

وقال مسؤول عراقي لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، فضّل عدم الكشف عن اسمه، قوله، إن ممثلين من الجانبين الإيراني والسعودي، عقدوا جولة جديدة من المحادثات في بغداد، وهو الاجتماع الأول من نوعه منذ تسلّم الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، منصبه في آب 2021.

اقرأ أيضاً: استئناف المباحثات السعودية الإيرانية في بغداد.. هذه التفاصيل

وأضاف المسؤول، إن الاجتماع بحث “المسائل العالقة بين البلدين وفقا لخارطة طريق تم الاتفاق عليها سابقا، بما في ذلك التمثيل الدبلوماسي بين البلدين”.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في 28 آب/ أغسطس، إن اللقاءات السعودية الإيرانية مستمرة في بغداد، للتوصل إلى تفاهمات تنهي القطيعة بين الدولتين.

وجاء هذا التصريح في مؤتمر صحفي في ختام “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة”، الذي شاركت فيه 9 دول من بينها السعودية وإيران.

ونقل موقع “الجزيرة” عن وزير الخارجية العراقي، قوله:  “اللقاءات السعودية الإيرانية مستمرة، وهي بدأت في بغداد ومستمرة، وستستمر”، مردفا “ما فهمناه من الطرفين أن لديهما رغبة كبيرة في الوصول إلى نتائج إيجابية لحل المشاكل العالقة بين البلدين”.

ولم يذكر بن فرحان، أي تفاصيل حول مستوى التمثيل أو مكان الاجتماع أو طبيعة المباحثات، ووصفها بأنها “محادثات استكشافية يمكن أن تضع أساسا لمعالجة المواضيع العالقة بين الطرفين”، وفق وكالة الأناضول.

في 13 كانون الأول/ ديسمبر، أعلنت المملكة الأردنية الهاشمية، أنها استضافت جلسة حوار أمني بين السعودية وإيران، في العاصمة عمان، ناقشت عدداً من القضايا الأمنية والتقنية وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.