ارتفع سعر سلة المساعدات الغذائية للاجئين السوريين بمعدل 107بالمئة، والتي يعتمد عليها أغلب السوريين داخل البلاد بصورة تنذر بقرب كارثة قد تتسبب في تقليص حجم المساعدات عنهم. وربما يرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالمية وزيادة الطلب على المساعدات الغذائية، والتي تفاقمت بسبب الأزمة السورية المستمرة.

ربع مليون للسلة الغذائية داخل سوريا

كشف مكتب “برنامج الأغذية العالمي” في سوريا، ارتفاعا جديدا يعد الأعلى لسعر سلة المساعدات الغذائية في سوريا خلال السنوات الثمان الأخيرة. وذلك بعد بدء البرنامج عمله داخل البلاد في عام 2013.

ومن خلال النشرة التي يصدرها البرنامج بشكل دوري، بيّن التقرير أن الأسعار داخل البلاد ارتفعت ما نسبته 5 بالمئة خلال الشهرين الفائتين. مضيفا أن السلة الغذائية الشهرية وصل سعرها إلى 223 ألف ليرة سورية. أي ما يعادل (85 دولار أميركي) طبقا لسعر الصرف لدى البنك المركزي الرسمي.

وأوضحت نشرة مراقبة أسعار السوق الصادرة عن البرنامج، الأحد الفائت، أن الارتفاع فرضته وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، واستهدف الغاز المنزلي ليرتفع إلى 9700 ليرة بعد أن كانت الأسطوانة تباع عبر البطاقة الذكية بـ4200 ليرة.

وتطرق التقرير، إلى رفع الحكومة السورية لسعر المازوت الذي يتم توزيعه  خارج المخصصات وعبر البطاقة الإلكترونية، بسعر 1700 ليرة سورية لكل لتر مازوت، و2500 ليرة سورية للتر البنزين.

وعرج التقرير، على قضية انخفاض الليرة التركية والتي يتم تداولها في مناطق شمال غربي سوريا. منوها إلى أن الانخفاض أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير في شهر نوفمبر/تشرين الثاني. ومثالا على ذلك، فقد ارتفع سعر الزيت النباتي ودقيق القمح والسكر بالليرة التركية بنسبة 14 و17 و21 في المئة على التوالي.

للقراءة أو الاستماع: دمشق: محلات الفروج مغلقة بسبب ارتفاع الأسعار

التكلفة العالية للمساعدات الغذائية للاجئين السوريين

تقول المتطوعة في الهلال الأحمر السوري، ديمة الأسود، إن الأزمة السورية مستمرة منذ ما يقرب من تسع سنوات، ووفقا للأرقام والتقارير التي تصدر عن المنظمات الدولية، فإن الأزمة ستستمر لبضع سنوات أخرى. ولا يزال الوضع في مرحلة حرجة مع نزوح أكثر من 6 ملايين شخص داخل البلاد.

وأوضحت ديمة، خلال حديثها لـ”الحل نت”، أن التكلفة العالية للمساعدات الغذائية في سوريا جعلت من الصعب على السوريين البقاء على قيد الحياة. فحتى الآن، لا تقدم الحكومة مساعدات غذائية كافية لأن مواردها محدودة.

إحدى الأسباب التي تدعم نظرية ديمة، هي تأكيد برنامج الأغذية ارتفاع سعر الصرف غير الرسمي لليرة السورية. أي بنسبة 0.3 في المئة ليصل إلى 3486 ليرة سورية لكل دولار أميركي. ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020، انخفض سعر الصرف غير الرسمي لليرة السورية بنسبة 24 بالمئة.

وتشير التقارير الدولية، إلى أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يكافح لإنقاذ الأرواح في سوريا. عبر توفير معونة غذائية كافية، والتي تزداد تكلفتها مع مرور كل يوم. وبالتالي يظل السوريين عالقين في المواقف التي تهدد حياتهم، وينتظرون اللحظة المناسبة للعودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم.

وبدا ذلك واضحا بالنسبة للاجئين السوريين الذين يعيشون في الأردن. إذ أصبح سعر سلة المساعدات الغذائية للاجئين السوريين داخل البلاد عائقا رئيسيا يمنعهم من العودة إلى ديارهم.

للقراءة أو الاستماع: “تدهور مستمر”.. الليرات التركية والسورية واللبنانية تتراجع أمام الدولار خلال يوم واحد

أفكار أخيرة حول مساعدة الشعب السوري

وترى ديمة، أنّ هنالك أفكارا أخيرة حول مساعدة الشعب السوري والمساعدات الغذائية. لا سيما وأن الدلائل تشير إلى استمرار ارتفاع الأسعار وانحسار الدعم الدولي للبلاد ضمن مؤسسات بعينها.

تضيف ديمة، «نحن بحاجة إلى توفير المزيد من الموارد للسوريين سواء النازحين أو الذين وصلوا إلى خط الفقر، لإعادة بناء حياتهم. فالغذاء هو جزء واحد فقط من اللغز، لكنه جزء مهم يجب معالجته في أسرع وقت ممكن».

والجدير ذكره، أن برنامج الأغذية العالمي استقبل في أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، مساهمة جديدة قدمها الاتحاد الأوروبي بقيمة 3 ملايين يورو. لتوسيع نطاق المساعدة لنحو 30 ألف شخص من السوريين المستضعفين الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي وفي حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية.

جاءت تلك المساهمة في فترة حرجة حيث تم تسجيل 12.4 مليون سوري – أي نحو 60% من السكان – على أنهم يعانون انعدام الأمن الغذائي وعاجزون عن تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية. مع وجود خطة للوصول إلى 5.8 مليون شخص. إلا أن البرنامج أوضح أن الاحتياجات تفوق الموارد بصورة هائلة.

للقراءة أو الاستماع: في ظل ارتفاع محموم للأسعار.. ازدياد الصادرات يُنذر بأزمة غلاء جديدة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.