يبدو أن حزب الله وجد نفسه محاصراً في قضية انفجار مرفأ بيروت، وذلك بعد أن توصلت التحقيقات إلى دلائل عديدة تثبت تورط الحزب في انفجار المرفأ، ليستمر الحزب في الضغط على الحكومة مستخدماً كافة نفوذه في لبنان، لعرقلة التحقيقات في القضية التي تشغل البلاد منذ ما يزيد عن عام.

ويمنع حزب الله الحكومة اللبنانية من الاجتماع منذ 12 تشرين الأول /أكتوبر الماضي، بعد الخلاف بشأن تحقيق في انفجار مرفأ بيروت العام الماضي، إذ يشترط الحزب  إقالة طارق البيطار القاضي الذي يحقق في الانفجار.

وكان بيطار سعى مؤخراً إلى  استجواب اثنين من كبار أعضاء حركة أمل وهي حليفة حزب الله، إضافة إلى نواب تابعين لحزب الله، تم توجيه اتهامات لهم بشأن الانفجار بالإضافة إلى مجموعة من كبار الساسة والمسؤولين الأمنيين.

أسباب مخاوف حزب الله

ويرى الصحفي اللبناني طوني بولس أن التحفظ الذي يبديه حزب الله، وإصراره على تنحي القاضي طارق البيطار من قضية الانفجار، توحي بالتأكيد خوف الحزب من «إمكانية انكشاف  تورطه بانفجار بيروت، سواء بناحية امتلاكه الأمونيوم الذي انفجر، أو حتى امتلاكه سلاح داخل المرفأ».

ويقول بولس في حديثه لـ”الحل نت”: «هذه المخاوف تعني أن حزب الله يخفي شيئاً في قضية انفجار المرفأ، الجهة اللي استقدمت الأمونيوم لمرفأ بيروت، هي جهة مسلحة طبعاً، وهون الشكوك الأساسية تكون حول حزب الله بالدرجة الأولى».

ويؤكد بولس أن حزب الله يسعى لضرب التحقيقات بكافة الطرق، فبالإضافة لضغطه حول القاضي بيطار، يسعى حزب الله بالتعاون مع حلفائه لعرقلة مشاركة المغتربين في الانتخابات اللبنانية القادمة.

قد يهمك: راتب السفير اللبناني في سوريا يثير موجة من الغضب

وحول الانتخابات القادمة يوضح الصحفي اللبناني قائلاً: «حزب الله لا يريد انتخابات للمغتربين في لبنان، ويسعى للعرقلة من خلال حليفه جبران باسيل، يللي توجه للمجلس الدستوري بطعن بفقرات بالقانون الانتخابي المتعلقة بمشاركة المغتربين في الانتخابات المقبلة، وفشل الطعن، وبالتالي المغتربين هم جزء أساسي من الانتخابات، وهذه الانتخابات رح تكشف أنه اللبنانيين ينبذون حزب الله وحلفائه، وينبذون الفكر الإيراني، ويريدون المقاومة بالسبل السياسية محاولات الهيمنة الإيرانية».

وفيما إذا تم إثبات تورط حزب الله في انفجار مرفأ بيروت وإمكانية محاسبة المتورطين يضيف بولس: «حزب الله تفلت من العقاب، خلال تورطه في قضايا سابقة، وبالتالي فيما إذا ثبت تورطه في انفجار مرفأ بيروت، يستطيع التفلت بسبب هيمنته على الدولة اللبنانية والمؤسسات».

من المالك الحقيقي لشحنة نترات الأمونيوم؟

وسبق أن أكد مسؤول أميركي تورط «حزب الله» اللبناني، في تأسيس مخابئ بمختلف الدول الأوروبية، تحتوي على كميات من نترات الأمونيوم، بهدف استخدامها في شن «هجمات إرهابية خطيرة» في البلاد.

وأوضح منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية، السفير “ناثان سيلز”، إلى أن “حزب الله”، «نقل كميات من نترات الأمونيوم، عبر حقائب إسعافات أولية، من بلجيكا إلى فرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا».

وحسم تحقيق استقصائي لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد” (OCCRP)، الأسبوع الفائت، واحداً من أكبر الأسئلة العالقة: مَن هو المالك الحقيقي للشحنة؟ يكشف تعقُّب الوثائق أن المالك هو شبكة لتجارة الأسمدة، يمتد عمرها عقوداً، يديرها أوكرانيون وتتخفّى تحت ستارٍ من الوكلاء والشركات الوهمية.

وقال المحامي الرئيس في قضية لندن المرفوعة على سافارو”، كميل بوسليمان، إنّ: «الشركة تتحمل المسؤولية عن الانفجار، لأنها كانت المالك القانوني للشحنة وفشلت في أخذ التدابير المناسبة لاسترداد هذه المواد الخطرة».

ومع مرور سنة وشهر على انفجار المرفأ، إلّا إن السلطات اللبنانية لا تزال تحقّق في ظروف كيفية وصول كميات نترات الأمونيوم الضخمة إلى المرفأ، والجهات المسؤولة عن تخزينها وأسباب انفجارها.

في حين تطالب منظمات حقوقية لبنانية ودولية وناجين وعائلات الضحايا مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بإنشاء بعثة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة، وسط مخاوف من ضغوط سياسية متزايدة تعرقل تقدّم التحقيق المحلي.

للقراءة أو الاستماع: حرب “تويترية” شرسة بين أنصار ميشال عون ونبيه بري

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.