جولة جديدة من مباحثات أستانة انتهت مثل سابقاتها من الجولات، دون إحراز أي تقدم أو تفاهمات جديدة، بل كشفت عن فشل ذريع في تعزيز مباحثات جدية حول المسائل الخلافية التي برزت قبل انعقاد الجولة بين “تركيا وإيران وروسيا”.

إذ نقلت صحيفة الشرق الأوسط، أن  المفاوضات الأخيرة في مسار  “أستانا”،  أمس 22 كانون الأول/ ديسمبر، في العاصمة الكازاخية نور سلطان، مشيرة إلى أن الأطراف الثلاثة الضامنة لوقف إطلاق النار (إيران وروسيا وتركيا)، فشلوا في تعزيز تفاهمات حول المسائل الخلافية.

اقرأ أيضا: مسار أستانا الروسي حول سوريا: متى يعلن عن فشله؟

أستانا.. تفاهمات مرحلية لا استراتيجية

المحلل السياسي، رشيد حوراني، قال لـ “الحل نت”، تبين أن مسار أستانة منذ بدايته عبارة عن تفاهمات مرحلية وليست استراتيجية، حاولت الأطراف المشتركة فيه (روسيا وتركيا وإيران) تثبيت مكتسباتها خلال جولاته.

وأشار حوراني، إلى أن هذه الدول تبادلت الاتهامات مرارا بعدم تنفيذ كل طرف ما طلب منه في آخر جولة، حيث تتهم روسيا تركيا بعدم تفكيك التنظيمات الإرهابية في منطقة نفوذها، وتركيا تتهم روسيا بعدم التوقف عن الاستمرار في الخروقات التي تطال المدنيين من خلال الطيران والقصف المدفعي والصاروخي. 

وتجلت الخلافات قبل جولة أستانة 17،  بعدم انصياع تركيا للمطالب الروسية الرامية إلى فتح الطريق الدولي “م4” الواصل بين اللاذقية وحلب، وعدم جدية تركيا بتفكيك التنظيمات الإرهابية وهيئة تحرير الشام في رأس القائمة، على حد قول حوراني.

هل حققت الدول الثلاث مكاسبها من أستانا؟

وبالنسبة للمسار كما تراه الأطراف الثلاثة (تركيا وروسيا وإيران) قال حوراني: ” واقع المسار بنظر أطرافه لم يفشل إلا بالنسبة للجانب الإيراني، بينما روسيا وتركيا كل منهما حققتا من خلاله مكاسب كبيرة أهمها عدم الاستمرار في الأعمال العسكرية الواسعة التي تستنزف كلا الطرفين، مضيفاً، خاصة في ظل غياب استراتيجية أمريكية للتعامل مع الملف السوري، بينما إيران وجدت نفسها محاصرة من قبل المجتمع الدولي الذي يطالبها بالانسحاب من سوريا.

وأردف حوراني، إن طرفي أستانة “تركيا وروسيا”، نظراً لتقاطع مصالحهم مع مصالح المجتمع الدولي، لا يعبران بشكل مباشر عن تأييدهما الخطوة الرامية لتقليص النفوذ الإيراني، ولكنهما يتعاملان معها بطرق ناعمة ويؤيدانها ضمنيا.

ماذا ينتظر الملف السوري من أستانا؟

ويعتقد حوراني أن الملف السوري لم يعد ينتظر أي شيء من مسار أستانة على الرغم من أن الجولة الأخيرة، حسب من حضر من المعارضة أفضت إلى تقدم في ملف المعتقلين، وهذا الأمر لا يمكن تقييمه إلا بعد رؤية هذا التقدم ونوعية المعتقلين الذي يراد إطلاق سراحهم إن تم ذلك.

إضافة إلى تحول المسار برمته للتنسيق بين أطرافه الإقليمية (روسيا وتركيا وايران)، وحضور صوري لكل من المعارضة والحكومة السورية، وذلك انتظارا للحل السياسي التي تلوح في الأفق بعض إرهاصاته حاليا.

إدلب والغارات الإسرائيلية على ملف المباحثات في أستانا

قالت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير نشرته حول الجولة الأخيرة من أستانا، أن إدلب شمال غربي سوريا، وأولويات التحرك السياسي في المرحلة المقبلة، وملف “بناء الثقة” الذي تركز في محاولة تحقيق تقدم في موضوع المعتقلين بعد تعثر طويل في الجولات السابقة، من المسائل الخلافية التي لم يتم الاتفاق حولها.

اقرأ أيضا: مسار أستانا حول سوريا.. “في مهب الريح” بسبب المصالح الروسية؟

وأشارت الصحيفة، إلى البنود التي جاءت في البيان الختامي للجولة، والتي عكست رغبة الأطراف المشاركة، وأهمها إدانة الغارات الإسرائيلية في سوريا، وفقا لمطلب إيراني، أو رفض النزعات الانفصالية للأكراد ومحاولات تشجيعها من جانب الولايات المتحدة، وهو أمر تصر عليه تقليديا تركيا وروسيا.

والتداول في صياغة البيان الختامي تم من خلال لقاءات ثنائية عقدت خلف أبواب مغلقة، وفق مصدر لصحيفة الشرق الأوسط.

وفيما يتعلق بإلغاء الجلسة الختامية العامة بحجة مواجهة تفشي كورونا “كوفيد 19″، قال مصدر للصحيفة أن الإلغاء دليل على عدم وجود أي تقدم في المسائل الخلافية، وخاصة  بين تركيا وروسيا حول إدلب، وبين روسيا وإيران فيما يخص مواجهة الضغوط الإسرائيلية المتواصلة على المواقع التابعة لإيران وحلفائها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة