هل هي مبادرة ليست مجرد ندوة، أم هي مؤتمر لتجميع المعارضة السورية وتكسر عزلتها السياسية؟ هذه الأسئلة المتداولة داخل الشارع السوري منذ الإعلان عن اجتماع للمعارضة السورية في فبراير/شباط المقبل في العاصمة القطرية الدوحة، بقيادة رئيس الوزراء الأسبق، رياض حجاب.

ويرى مراقبون أن مؤتمر رياض حجاب لن يكسر هذه العزلة السياسية فحسب، بل سينهي الأزمة الإنسانية في سوريا أيضا، ويمهد الطريق للانتقال الديمقراطي. بينما شكك آخرون في ذلك بسبب أنه دون أهداف واضحة. وذلك لأن قطر لا تملك القدرة على التوسط بين الأطراف المتنافسة وهي ليست دولة محايدة.

ندوة “حجاب”.. منصة إضافية أم خيبة أمل جديدة!

علق الناطق باسم هيئة التفاوض، الدكتور يحيى العريضي، على المؤتمر الذي ارتبط باسم رئيس الوزراء السوري الأسبق رياض حجاب، قائلا: «نتمنى لها النجاح، وتوقي الأمراض الموجودة أو التي حصلت داخل المعارضة السورية، كما نتمنى لها عدم الارتهان لأي جهة». 

وأضاف العريضي، أن «نجاحها يبدأ بابتعادها عن مجرد خلق منصة إضافية للمنصات التي بين أيدينا، وألا تكون تعبيرا وتثبيتا لشرذمة جديدة، وألا تتسبب بوضع آمال كبيرة». موضحا أن هذه نقطة مهمة بألا تضع آمالا كبيرة على هذا الشيء وتتحول بسرعة إلى خيبات أمل. «شعبنا لم يعد قادر يحتمل خيبات أمل إضافية». حسب تعبيره.

وبحسب العريضي، فإنه عمليا من المجلس الوطني كتشجيع رسمي في تمثيل المعارضة إلى الائتلاف إلى هيئة التفاوض ولجنتها الدستورية. استمرت المعارضة بكونها الحلقة الأضعف في المعادلة. ومع تشابك مصالح الدول وتواجد قادة جيش كذا دولة على الأرض السورية، ازداد تهميشها، وازدادت الأمراض، والتسلط بشكل أساسي من محيطها. 

اقرأ أيضا: “التواجد العسكري في سوريا”.. أبرز أسباب التوتر الجديد بين روسيا وتركيا؟

أربع أسباب أدت لتشرذم المعارضة

وبعيدا عن مؤتمر رياض حجاب، كانت المعارضة ولا زالت الحلقة الأضعف في المعادلة والقضية السورية، ولذلك لأسباب ذاتية وموضوعية وفقاً لحديث العريضي. فالذاتية هناك أشخاص بلا خبرة، وآخرون يعانون حالة إقصائية وأنانيون فيها جوانب كثيرة من الفساد. وهي إلى ذلك لم ترتقي بشكل أو آخر لشرف القضية السورية.

وحول الأسباب الموضوعية، بيّّن الناطق باسم هيئة التفاوض، أنه من المعروف أن الرئيس السوري، بشار الأسد، ألغى الحياة السياسية في سوريا وضمن عدم خروج أحد ضده لعقود. وكان مصير من يقف ضده الاعتقال أو القتل أو التشرد. 

وتابع العريضي، «بعد انتفاضة سوريا سعى هذا النظام لنسف مصداقية المعارضة بشكل كبير، وكل من يقف ضده، بوصمهم بالإرهاب والعمالة والخيانة. وعمليا، الشيء ذاته فعلوه الذين يحمون النظام ويدعمه». 

ومن جانب ثالث، وطبقا لحديث العريضي، فالذين وقفوا إلى جانب حق الشعب السوري فكروا أساسا في مصلحتهم. وهذا أمر طبيعي لأن الدول ليست يعني جمعيات خيرية. فكروا في الاستثمارات في قضية في بلد يتمزق وتنتهكه الحرب والصراع والإرهاب والترهيب والفساد. 

وتلك القوى والدول وفق رأي العريضي، ربطت مصالحها باستسلام بعض الأشخاص من الذين تدعمهم. فلم يكن ممكنا أن يكون هناك معارضة مستقلة قوية واثقة بنفسها، وفي قضيتها بعيدة عن أمراض الفساد والأنانية والإقصاء. وأيضا منعت عنها الأداة اللازمة لتنجح. إن كانت عسكرية أو دعم سياسي حقيقي.

واختتم الناطق باسم لجنة التفاوض حديثه، بأنه «من جانب رابع، كانت القرارات الدولية التي تمترس عندها رجالات من المعارضة رخوة، بلا أنياب، قابلة للتأويل والتلاعب».

اقرأ المزيد: مسار أستانا يفشل من جديد.. خلافات روسية تركية؟

مؤتمر المعارضة الجامع بقيادة رياض حجاب

صرح المعارض السوري، نمرود سليمان، الاثنين الفائت، أن رئيس الوزراء الأسبق، رياض حجاب، يقود حراكا لعقد مؤتمر للمعارضة السورية في العاصمة القطرية الدوحة شهر فبراير/ المقبل.

ويهدف مؤتمر رياض حجاب، إلى توحيد كل من يرفض ويعارض الرئيس السوري، بشار الأسد، في تحالف واحد. ولكن ووفقاً للمعطيات فإنه من الصعب تحديد ما إذا كانت هذه المبادرة حقيقية أم مجرد ندوة أو مؤتمر يعقدها رياض حجاب وأعضاء معارضة آخرون، حيث لم يصدر أي بيان رسمي من هذه الحركة حتى الآن.

وأوضح سليمان، في حديث لوكالة سبوتنيك الروسية، أن دراسة مؤتمر رياض حجاب ستتم «بدعوة جميع هياكل المعارضة، الائتلاف وهيئة التنسيق. ومنصتي القاهرة وموسكو والمجلس الوطني الكردي وشخصيات مستقلة.، والعديد من المراكز البحثية ومنظمات المجتمع المدني والجاليات السورية. ومجموعات من النساء والشباب لعقد ندوة علمية تبحث في إيجاد مخارج سياسية للوضع المعقد في المعارضة السورية»..

ومن جهتها، ذكرت وسائل إعلامية، أن مراكز دراسات ستشارك في هذه الندوة، وهي حرمون، جسور، وعمران، في خطوة من الواضح أن الهدف منها إجراء تقييم ومراجعات بعد نحو 11 سنة من عمر الثورة السورية.

والجدير ذكره، أنه في 12 مارس/ آذار الماضي 2021 ظهر رياض حجاب في لقاء مع قناة الجزيرة، وقال خلاله: «إن سوريا مقبلة على تغيير كبير، وأنّما يجري في العاصمة القطرية الدوحة هدفه خلق مسار جديد يحمل بصمات عربية». منوها إلى جهود سينتج عنها مقاربات جديدة للحل في سوريا.

قد يهمك: استراتيجية الصين الجديدة في سوريا: بكين تضخ أموالاً في دمشق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.