يبدو أن الصواريخ الإسرائيلية المتساقطة على ميناء اللاذقية مؤخرا، لم تثير حفيظة روسيا التي كانت تنتقد تفاصيل القصف الإسرائيلي وتعلن عن مشاركتها في التصدي لهذه الهجمات، ذلك على اعتبار أن تلك الصواريخ استهدفت المنافس الإيراني الذي بدأ يوسع تحركاته في الساحل ويقترب من قاعدة حميميم وهي منطقة النفوذ الأكبر لروسيا في البلاد.

القصف الإسرائيلي على مزاج روسيا

وأكدت وزارة الدفاع الروسية في تصريحات عقب الهجمات الإسرائيلية أن الدفاعات السورية لم تدخل قتالا جويا، خلال إطلاق الصواريخ الإسرائيلية على ميناء اللاذقية فجر الثلاثاء، وذلك «بسبب تزامن الهجوم مع هبوط طائرة روسية في مطار قاعدة “حميميم” العسكرية الروسية».

وقال نائب مدير المركز الروسي للمصالحة في “حميميم”، التابع للدفاع الروسية، أوليغ جورافليوف، إن «طائرة نقل عسكرية تابعة للقوات الجوية الروسية، كانت في منطقة نيران منظومات الدفاع الجوي عند تنفيذ الهجوم الإسرائيلي على ميناء اللاذقية، ما منع عملية التصدي للصواريخ».

قد يهمك: استياء شعبي من الدور الإيراني الروسي في استمرار القصف الإسرائيلي على سوريا

ويرى محللون أن روسيا من المرجح أن تكون شاركت في قرار عدم التصدي للصواريخ الإسرائيلية، وذلك بسبب أنه على تنسيق دائم مع إسرائيل حول مواقع القصف وتوقيتها منعاً لأي تصادم محتمل، وبالتالي كان من السهل وقف عمليات إقلاع وهبوط الطيران خلال العملية الإسرائيلية.

ويؤكد المختص بالشأن الإيراني وجدان عبد الرحمن أن روسيا مستاءة من التوسع الإيراني في الساحل السوري، واستخدامها لميناء اللاذقية لنقل المعدات العسكرية والذخائر.

ويقول عبد الرحمن في حديثه لـ”الحل نت”: «روسيا بعد سيطرتها على ميناء طرطوس، تحاول السيطرة على ميناء اللاذقية، لذلك لا تريد أن يكون هنالك تنافس مع إيران في المنطقة، إيران بدأت بالتوسع في اللاذقية وهذا لا يعجب روسيا بالطبع»

ويستبعد عبد الرحمن أن يكون قصف اللاذقية جاء بتنسيق أو طلب من روسيا، لكنه يؤكد أن إسرائيل على تنسيق مباشر مع روسيا بشأن الهجمات العسكرية لمنع أي اصطدام مهما كان شكله.

وحول ذلك يضيف: «في اللاذقية أعتقد أن الإسرائيليين، نسقوا مع الجانب الروسي لاستهداف هذه الشحنات الإيرانية في ميناء اللاذقية، وفي نهاية الأمر هذا يصب في صالح روسيا، لأنها لا تريد أن تكون إيران منافسة لها في الساحل السوري، كما جرى في بعض المناطق السورية الأخرى»

وحول مستقبل الضربات الإسرائيلية في سوريا يختم المختص بالشأن الإسرائيلي حديث بالقول: «الاستهداف الإسرائيلي سيستمر طالما إيران موجودة، وطالما هذا التوتر موجود بين إسرائيل وإيران، إسرائيل تعتبر إيران المنافس الأبرز لها في المنطقة، لكن لا أعتقد أن إيران ستنسحب من سوريا، بسبب هذه الضربات».

ويعد هذا الهجوم الإسرائيلي على الميناء التجاري في اللاذقية، الذي جرى فجر الثلاثاء، الثاني من نوعه خلال شهر كانون الأول /ديسمبر الجاري، وسط تقارير تحدثت عن تصاعد الأنشطة العسكرية للقوّات الإيرانية في الساحل السوري.

إسرائيل وتركيز جهودها لمواجهة إيران

وركزت إسرائيل مؤخرا على إنشاء منظومات عسكرية مخصصة لمواجهة التمدد الإيراني في سوريا، وتحدثت تقارير لوسائل إعلام إسرائيل عن استثمار الجيش الإسرائيلي  324 مليون دولار أميركي، في تدريبات وحدات الاحتياط خلال العام القادم.

ويأتي ذلك ضمن إطار الاستعدادات لعملية عسكرية ضد الميليشيات الإيرانيّة في كل من سوريا ولبنان.

وبحسب تقارير إسرائيلية فإن «قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، بقيادة الجنرال أمير برعام، تدريبات تضمنت محاكاة سيناريوهات قتال تعتمد على قوات الاحتياط، إلى جانب القوات النظامية، في المجالات البرية والجوية والبحرية، فضلا عن استخدام الاستخبارات الإلكترونية والطائرات المسيرة العسكرية».

وعملت تل أبيب مؤخرا على نصب منظومات رصد متطورة للكشف المبكر عن أي تهديدات أمنية وعسكرية على الحدود مع سوريا ولبنان.

اقرأ أيضاً: روسيا وتفاصيل الغارات الإسرائيلية.. دعاية حربية أم إحراج لبشار الأسد؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.