الحرس الثوري في العراق: هل يخشى القادة الإيرانيون التواجد على الأراضي العراقية؟

الحرس الثوري في العراق: هل يخشى القادة الإيرانيون التواجد على الأراضي العراقية؟

الحرس الثوري في العراق لم يعد يطرح قادته في صدارة المشهد. هذه ملاحظة يجمع عليها كثير من المراقبين للشأن العراقي. فقبل عامين قتلت الولايات المتحدة الأميركية قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، ومعاونه “أبو مهدي المهندس”، نائب رئيس الحشد الشعبي، وعدد من رفاقهم. في ضربة جوية استهدفتهم بمطار بغداد الدولي.

بعد مقتل سليماني، صنّفت ايران العراق ضمن المناطق التي باتت خطراً على قياداتها. وبات الحرس الثوري في العراق يعتمد على قادة موالين له، لا يحملون الجنسية الإيرانية، بل ينحدرون من دول أخرى مثل لبنان واليمن. بحسب ما أكدت مصادر خاصة لموقع «الحل نت».

متى بدأ استهداف قادة الحرس الثوري في العراق؟

«اتسعت سياسة الاستهداف الأميركي لقادة الحرس الثوري في العراق، منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. فتمت تصفية عدد من القادة المهمين. على رأسهم سليماني»، هذا ما يؤكده المراقب للشأن العراقي “مهدي العبودي”.

إلا أن “العبودي” يضيف في حديثه لـ«الحل نت»: «الاستهداف الأميركي لقيادات الحرس الثوري في العراق بدأ قبل مقتل سليماني والمهندس بوقت طويل. فالنيران الأميركية كان لها دور في قتل وتحييد عدد من قيادات الحرس الثوري، والفصائل المسلّحة العراقية الموالية لإيران، منذ عام 2014. كما أنها استهدفت قادة الحرس الثوري في سوريا. عبر قصف أماكن تواجدهم، وخطوط تنقّلهم بين طهران ودمشق».

مشيراً الى أن «هناك ترجيحات بأن مقتل “حميد تقوي”، أحد قادة الحرس الثوري في العراق، بمدينة سامراء عام 2014، كان بنيران أميركية. وليس نتيجة الاشتباكات مع داعش».

وكان بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني قد أكد، في آواخر شهر كانون الأول/ديسمبر 2014، مقتل “حميد تقوي” في سامراء، «أثناء مهمة استشارية لمواجهة مسلحي داعش». بحسب ما جاء في البيان. الذي أضاف أن «القائد “حميد تقوي” قُتل أثناء الدفاع عن العتبات المقدسة في مدينة سامراء، في مواجهة عناصر داعش».

جميعهم مستهدفون

من جهته كشف المحلل السياسي “اوميد فاتح”، أن «طهران دفعت قادة من الدرجة الثانية، بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني ببغداد، للإشراف ميدانياً على الحرس الثوري في العراق. بدلاً من إرسال قيادات الصف الأول. خشيةً عليهم من الاغتيال».

وبيّن “فاتح”، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «جميع قادة وعناصر الحرس الثوري في العراق اصبحوا محل استهداف في العراق». موضحاً أن «الإدارة الأميركية تفضّل اغتيال قادة الحرس الثوري الإيراني على اغتيال قادة الفصائل العراقية. فهم صيدٌ أهم. وموتهم يوجّه رسالة أقوى للإيرانيين».  

لا أثر لقادة الحرس الثوري في العراق

“فاتح”، الضليع باللغة الفارسية، أضاف أن «مواقع إعلامية إيرانية، محسوبة على الحرس الثوري، نشرت أنباءً عن نجاة “اقبال بور”، مسؤول ملف شمال العراق في الحرس الثوري، من محاولة اغتيال. وبعد هذه الانباء، لم يعد أحد يشاهد “بور” في أماكن تواجده الاعتيادية في إقليم كردستان العراق، أو في محافظة كركوك، التي أشرف على دخول القوات العراقية اليها عام 2017. بعد اجراء إقليم كردستان استفتاءً للانفصال عن بغداد».

وأشار “فاتح” الى أن «حالة “بور” مشابهة لحالة عدد من قادة الحرس الثوري في العراق، مثل “حسن كاظمي قمي”، المسؤول عن ملفات عدة في الحرس. والذي اختفى أي ذكر لاسمه في العراق بعد مقتل سليماني».  

مضيفاً: «ربط البعض اختفاء “قمي” برجوعه لإيران، بعد انتهاء مهامه في العراق عقب الانتصار في المعركة ضد تنظيم داعش. لكنّ هذا غير صحيح، لأن قادة الحرس الثوري ظلوا يترددون على العراق حتى بعد تحرير كافة المحافظات من داعش».  

اختلاف طبيعة الزيارات الإيرانية للعراق

ولفت “فاتح” الى أن «بغداد، والمحافظات العراقية المحاذية لإيران، كانت تشهد، قبل تاريخ اغتيال سليماني في الثالث من كانون الثاني/يناير 2020، كثيراً من الزيارات الرسمية لقيادات إيرانية. لكن بعد هذا التاريخ تغّير الحال، وأصبح العراق منطقة خطرة بالنسبة لإيران وقياداتها العليا. بل كذلك للقادة الموالين لها من دول أخرى. مثل “محمد كوثراني”، القيادي في حزب الله اللبناني».

وكانت بغداد تشهد زيارات سرية متعددة لـ”محمد كوثراني”، المطلوب للولايات المتحدة الأميركية، بهدف دعم الجماعات المسلّحة في العراق واليمن. وحل الخلافات داخل الفصائل الموالية لإيران. وآخر زيارة له للعاصمة العراقية كانت في العام 2018. حسب وسائل الإعلام المحلية.

مقالات قد تهمك: الميليشيات العراقية تفشل بنصب تمثال لسليماني والمهندس في بغداد: من منعها؟

وتشمل زيارات القيادات الإيرانية الى العراق مختلف المجالات. ولا تقتصر على الإشراف العسكري على الفصائل المسلّحة. إذ يرتبط جزء منها بمتابعة نشاط رجال الأعمال الموالين لطهران. والذين يديرون شبكات مالية، واستثمارات كبيرة في بغداد، من فنادق ومطاعم ومراكز تجارية ومكاتب للصيرفة والتحويلات المالية. وبذلك فإن اختفاء قادة الحرس الثوري في العراق قد يشير إلى تغيّر في الاستراتيجية الإيرانية، نحو تفويض قادة محليين بإدارة الشؤون العسكرية للميلشيات الموالية لطهران. واختصار المظاهر العسكرية الإيرانية المباشرة في العراق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.