تستفحل جرائم العنف والتعذيب في المجتمع السوري، بصورة خطيرة ومقلقة جدا، في ظل غياب أي رادع للحد منها، سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية والمليشيات الموالية لها، أو المناطق الأخرى الخارجة عن سيطرتها.

وكانت آخر هذه الجرائم، بريف حلب الشمالي ضمن مناطق سيطرة “الجيش الوطني” (المدعوم من أنقرة) ، وتتمثل بانتهاك جديد يندى له الجبين، تجاه  فتاة مريضة (من ذوي الاحتياجات الخاصة) تتلقى أبشع وأقسى صنوف التعذيب على يد والدها، القيادي في فرقة “الحمزة” التي تسيطر على قرية بيليه – ناحية بلبله/بلبل بريف عفرين. 

وفي هذا الصدد، حصل “الحل نت” على صورا تداولها ناشطون ومواقع إخبارية، لشابة من ذوات الاحتياجات الخاصة، وتظهر آثار التعذيب على جسدها، جراء اعتداء والدها عليها بالضرب والكي بالنار.

مراسل “الحل نت” أفاد أن “جيران الفتاة استغلوا خروج الأب من المنزل، وسارعوا لإخراجها منه”، مشيرا إلى أن “الأب لايسمح لأحد بدخول بيته في غيابه، لكن إصرار الجيران بعد سماعهم  الأب، يتلفظ بكلمات غير أخلاقية، بحق ابنته خلال صراخها، أكد لهم أن الفتاة تتعرض للتعنيف اللفظي والجسدي من قبله”.

وأضاف أن “والد الفتاة، هدّد منقذي ابنته، بالاعتقال والخطف في حال عدم تسليمها له”.

مصادر محلية أكدوا لمراسل “الحل نت” أنهم “يسمعون صراخ الفتاة منذ مدة طويلة، وفي أكثر من مرة يحاولون التدخل، لكن الأب يمنعهم من ذلك، مهددا بالسلاح أي أحد يحاول الاقتراب من منزله”، مبررا صراخها “بسبب مضاعفات الدواء الذي تأخذه، كون الفتاة تعاني من ضمور عقلي”، وفق قوله.

ووفقا للمعلومات الواردة فأن الأب  يُدعي عبد المنعم رحمون، هو الذي تفنن في تعذيب ابنته رهف، التي تعاني من نقص في النمو، رغم بلوغها 20 عاماً.

ولا تُعتبر هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، ضمن مناطق سيطرة فصائل الجيش الوطني، حيث أقدم عنصرمن فصيل “السلطان سليمان شاه” في تشرين الأول 2021 على ارتكاب جريمة قتل، بحق ابن زوجته البالغ من العمر خمس سنوات، بعد تعذيبه وكي جسده بالنار في مدينة عفرين. 

وكشفت مصادر طبية  في المدينة أن “الطفل قُتل تحت التعذيب، حيث تم إسعافه إلى المشفى، في محاولة لإنقاذه، إلا أنه فارق الحياة نتيجة التعذيب القاسي الذي تلقاه”.

ارتفاع معدلات جرائم القتل ضد الأطفال والنساء في سوريا

شهدت الآونة الأخيرة ارتفاع معدل جرائم القتل والتعذيب بحق الأطفال والنساء، على يد أحد أفراد عائلتهم أو أقاربهم في مناطق مختلفة في سوريا.

وفي مطلع الشهر الجاري، قٌتلت فتاة تدعى آيات الرفاعي 19 عاما في مدينة دمشق، على يد زوجها ووالديه، حيث أعلن المحامي العام الأول في محافظة دمشق أديب المهايني، الكشف عن جريمة قتل الفتاة، وذلك بعد انتشار قصتها خلال الأيام القليلة الماضية، عبر الإنترنت والمطالبة بالكشف عن ملابسات وفاتها، واتهام عائلة زوجها بالوقوف وراء الحادثة.

وكشف المهايني عن مرتكبي الجريمة، وقال إن “الفاعلين هم زوجها (عسكري في الحرس الجمهوري)  ووالده وأمه، وأن السبب الرئيس للوفاة، هو الضرب بواسطة عصا على الرأس، ومن ثم ضرب رأسها بالحائط”  مؤكدا أن “العدالة ستأخذ مجراها”.

وشهد الشهر الأخير من العام الفائت، جريمة قتل أخرى، بحق طفل يبلغ من العمر 11 عاما في قرية الشير بريف حماة، حيث وثق القاتل محمد خالد الشيخ  جريمته بالفيديو.

وقال ناشطون وصفحات محلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن “القاتل هو عنصر من ميليشيا الدفاع الوطني الموالية للجيش السوري، قام بتعذيب الطفل، بسبب خلاف مع زوجته والدة الطفل”.

وفي شهر نوفمبر 2021 أقدم أب في ريف دمشق على تعذيب طفلته البالغة من العمر خمس سنوات حتى فارقت الحياة، وذلك بالاشتراك مع زوجته.

وذكرت وزارة الداخلية  أن “الشرطة التابعة لها في ناحية النشابية في ريف دمشق، وردتها معلومات بإقدام المدعو (علاء. ن) على دفن طفلته المتوفية حلا، التي تبلغ من العمر خمس سنوات في مقبرة حزرما، مساء، بدون الإشهار، وبشكل مريب ومثير للشبهة”.

وقالت إن “الطفلة كانت تقيم مع والدها وزوجته (غير الأم) في ناحية كفر بطنا، لأن والدتها مطلقة”، مشيرة إلى أن “الطفلة كانت تتعرض للتعذيب من قبل والدها، وذلك بتحريض من قبل زوجته”.

وفي أيار/مايو 2021  توفيت الطفلة السورية نهلة عثمان التي تبلغ من العمر 6 سنوات في مخيم “فرج الله” شمالي سوريا، بسبب التهاب في الكبد والجوع والعطش، نتيجة قيام والدها بحبسها في قفص وتكبيلها بالحديد وضربها.

وتبيّن من خلال تقرير الطبيب الشرعي أنّ سبب وفاة الطفلة “توقّف القلب والتنفس الناتج عن تثبيط تنفسي واستنشاق بقايا طعام”.

اقرأ أيضا: ديرالزور: قصف متبادل بين “التحالف الدولي” و”الثوري الإيراني”.. والأخير يعتقل مدنيين بتهمة “التخابر”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.