كشف عدد من المقاتلين المنخرطين ضمن فصائل المعارضة المدعومة من أنقرة، بأن المقاتلين الذين سجلوا للعمل لدى شركة أمنية تركية خاصة للقتال في ليبيا وصلوا إلى كازاخستان، للمشاركة العسكرية هناك بعد الصراع الذي اندلع إثر الاحتجاجات التي شهدتها البلاد وتدخل على إثرها الجيش الروسي.

مرورا بتركيا.. طائرة من ليبيا إلى كازاخستان

كشفت مصادر في “الجيش الوطني السوري” المدعوم من أنقرة، لـ”الحل نت” أن الدفعة الأولى التي كان من المفترض أن تصل إلى سوريا بعد إتمام عقودها في ليبيا، اتجهت إلى كازاخستان لحراسة المنشآت الحكومية هناك، وذلك بعد تجديد عقودهم تلقائيا وبموافقة جميع العناصر.

ويعد الانتشار المحتمل للمقاتلين السوريين في كازاخستان علامة على دور تركيا لإبراز قوتها في الخارج، وبفتح مسرحا رابعا في تنافسها الإقليمي مع موسكو، ومشاركة روسيا التواجد العسكري والأمني في بلدان النزاعات في المنطقة. وذلك بعد انخراط أنقرة في صراع تلك البلدان مع روسيا، سواء في سوريا بداية، ومن ثم ليبيا وأذربيجان، والآن يمكن أن يمتد هذا التنافس إلى كازاخستان.

ويقول أحد المقاتلين المنحدر من محافظة إدلب، لـ”الحل نت”، إنه تم استدعاؤه إلى معسكر طرابلس وطلب منه الاستعداد لمغادرة البلاد في 5 يناير/كانون الثاني الجاري. وقال: “تم إخطاري بأن هناك مهمة في كازاخستان، وإذا كنت مستعد فلن تذهب إلى سوريا. وعندها أبديت موافقتي”.

عند وصولهم إلى تركيا، أخبرهم قائد في فرقة “السلطان مراد” المدعومة من تركيا، أن العمل سيكون لحراسة منشآت النفط والغاز والمطارات العسكرية في كازاخستان بعقود مدتها ثلاثة أو ستة أشهر بأجر يتراوح بين 3 آلاف و5 آلاف دولار شهريا. وهو أكثر بكثير مما كانوا يكسبوه في ليبيا وحتى في أذربيجان.

بينما لم يتم إبلاغ المقاتل المدة التي سيستغرقها تواجده في كازاخستان، بعد وصوله يوم الجمعة الفائت يناير/كانون الثاني الجاري. كما أن قيادة الفصيل لم تكن واضحة بشأن تسليم دفعات الرواتب.

للقراءة أو الاستماع: من سوريا إلى كازاخستان.. من هو عصا بوتين العسكرية؟

هل تتحول كازاخستان إلى دولة ممزقة؟

وتشير الدلائل إلى أن التدخل الدولي والعسكري في كازاخستان، قد يرفع من احتمالية جر البلاد نحو حرب أهلية. بعدما دعمت موسكو وأنقرة ذلك في عدة بلدان كسوريا وليبيا وأذربيجان.

منذ كانون الأول/ديسمبر 2019، سهلت أنقرة انتقال آلاف السوريين إلى ليبيا. حيث ساعدوا في قلب الحرب الأهلية لمصلحة الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، ضد قوات المشير خليفة حفتر المدعومة من روسيا.

كما أكدت التقارير الأممية والمصادر الحكومية في أرمينيا مشاركة ما يصل إلى 4000 سوري في حرب إقليم ناغورنو كاراباخ. وهذا يشابه سيناريو الأحداث في سوريا وليبيا على مدى العقد الماضي.

الجدير ذكره، أن أحداث في كازاخستان بدأت، الأحد الفائت، إثر احتجاجات على رفع أسعار الوقود، في وقت تعتبر فيه كازاخستان مخزن للغاز بكلفة تقدر نحو 34 مليار دولار.

وأعلنت السلطات الكازاخية الأربعاء الفائت، حالة الطوارئ على كامل أراضيها، بعد استقالة الحكومة. كما حظرت مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة، بما في ذلك فيسبوك، وواتساب، وتلجرام، ولأول مرة التطبيق الصيني “وي تشات”.

وعقب سقوط عدة قتلى، تطورت الحركة الاحتجاجية لإغلاق المتظاهرين أحد المطارات في أكبر مدينة في البلاد ألماتي. إلا أن المحلل السياسي المختص بالشأن الروسي، طه عبد الواحد، يرى أن روسيا ستسعى إلى التسويق لصورة أن الوضع في كازاخستان سيستقر مجددا.

للقراءة والاستماع: بعد أحداث كازاخستان.. ما مصير مسار “أستانا” حول سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.