مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في كازاخستان، وتدخل روسيا العسكري لنصرة الحكومة هناك، برز اسم قائد المهمة العسكرية، والتي أطلقت عليها موسكو “حفظ السلام” الروسية في كازاخستان، وهو نفس الجنرال الذي أشرف أيضا على العمليات في أوكرانيا وسوريا.

هل تصبح كازاخستان.. سوريا جديدة؟

أكدت الصحف الرسمية الروسية، اسم الجنرال العسكري الذي عينته روسيا لقيادة مهمة قواتها في كازاخستان، فهو نفس الرجل الذي قاد عمليات موسكو في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وسوريا، على مدار العقد الماضي، مما أثار المخاوف من أن يسير الوضع في كازاخستان على نفس المسار كما هو الحال في البلدان الأخرى لاسيما في سوريا.

فبعد احتجاجات واسعة النطاق وقوية في مدينة ألماتي الكازاخستانية اندلعت بسبب زيادة أسعار الوقود. استقالت الحكومة هناك في وقت فرض فيه رئيس البلاد، قاسم جومارت توكاييف، حالة الطوارئ.

وبعد المعارك بين القوات الحكومية والمتظاهرين، تدهور الوضع الأمني بشكل أكبر، وأصدر الرئيس قاسم توكاييف، أمرا للقوات الأمنية بإطلاق الرصاص على من أسماهم “الإرهابيين ومثيري الشغب”.

وخلال هذه الأحداث، طلب توكاييف من روسيا إرسال جنود لمساعدته في قمع المظاهرات وفرض الأمن. ما أدى إلى نشر أكثر من 3000 جندي روسي في كازاخستان. بالإضافة إلى ما يقرب من ألف آخرين من دول أخرى مثل بيلاروسيا وطاجيكستان وقيرغيزستان وأرمينيا.

وتم إرسال الجنود من قبل منظمة “معاهدة الأمن الجماعي”، والتي تُعرف باسم “الناتو الروسي” وتتألف من دول “الاتحاد السوفيتي” سابقا.

العسكريون الروس الذين وصلوا إلى كازاخستان شرعوا بسرعة في القيام بالمسؤوليات المنصوص عليها، وفقا لوزير الدفاع الروسي. إذ تشير التقارير إلى أن الجيش الروسي والقوات الكازاخستانية سيطروا على مطار ألماتي الدولي. بالإضافة إلى مبان مهمة أخرى مثل القنصلية الروسية.

للقراءة أو الاستماع: بعد أحداث كازاخستان.. ما مصير مسار “أستانا” حول سوريا؟

من هو “رأس حربة بوتين” العسكرية؟

ويقود قوات منظمة “معاهدة الأمن الجماعي” في الوقت الحالي، الجنرال الروسي، أندريه سيرديوكوف. الذي كان مسؤولا أيضا عن المهام العسكرية الروسية في البلدان الأخرى التي انخرطت فيها موسكو. بما في ذلك غزو وضم شبه جزيرة القرم في أوكرانيا في عام 2014 وإمداد الجنود الروس في سوريا في عام 2019.

وبحسب وكالة أنباء “إنترفاكس” الروسية، فقد أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع، إيغور كوناشينكوف، تعيين سيرديوكوف. الذي قال: “إن جميع الألوية والفرق الروسية المنتشرة أكملت تدريبات خاصة ولديها خبرة قتالية حقيقية”.

ووفقا للمعلومات التي تنشرها وزارة الدفاع الروسية، فإن سيرديوكوف، ولد في 4 مارس/آذار 1962 في منطقة روستوف. وفي عام 1978 تخرج من مدرسة “ريازان” العليا للقوات الجوية. وعين قائد فصيلة الاستطلاع آنذاك.

وفي عام 2009 تخرج من الأكاديمية العسكرية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية. وتقلد منصب مسؤول عن الجيش في المنطقة العسكرية الشرقية. وتم تعيينه نائبا أول للقائد – رئيس أركان المنطقة العسكرية الجنوبية في أكتوبر/تشرين الأول 2013. وفي 2016، أصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قرارا بتعيين سيرديوكوف قائدا للقوات الجوية.

وشهد سيرديوكوف، حرب الشيشان الأولى وشغل منصب نائب قائد اللواء في كوسوفو، وقاد أيضا القوات الروسية خلال ضمها لشبه جزيرة القرم من قبل موسكو، كما تولى قيادة  القوات الروسية في دونباس.

وقبل إلحاقه بعمليات روسيا في كازاخستان، وتحديدا في الفترة من 10 نيسان/أبريل 2019 إلى أواخر أيلول/سبتمبر 2019، تولى سيرديوكوف قائد القوات المسلحة الروسية المنتشرة في سوريا.

وبحسب ما أفاد به المحلل العسكري، العقيد عبد الله حلاوة لـ”الحل نت”، فإن اختيار سيرديوكوف، سيؤدي إلى تصعيد مخاوف الكثير من الناس. من أن حملة الحكومة الكازاخستانية بالتعاون مع موسكو ستتسبب بانتهاكات ضد المتظاهرين. لا سيما أن الأنباء تشير إلى أن بعض المتظاهرين قرروا بعد دخول الجيش الروسي حمل السلاح. ما يعني جر البلاد نحو حرب أهلية وإلى عدم الاستقرار الأوضاع فيها؟. بما يشابه سيناريو الأحداث في سوريا وليبيا على مدى العقد الماضي.

للقراءة أو الاستماع: كازاخستان تكشف تفاصيل عملية استخباراتية نوعية في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.