كشف رئيس الوزراء الليبي الأسبق عبد السلام جلود، عن مساهمة بلاده في خروج رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد من سوريا، وذلك في أوقات الصراع بين الأخوين على السلطة في ثمانينيات القرن الماضي، ما يمكن اعتباره وفق متابعون بأن ذلك الموقف من معمر القذافي كان بمثابة الدين على عائلة حافظ الأسد بعدما ساهم الأول بحفظ السلطة لمصلحة حافظ وتثبيت الاستقرار في البلاد آنذاك لمصلحة نفوذه.

ليبيا دفعت 200 مليون دولار لرفعت الأسد

وقال جلود في كتاب مذكراته (الملحة) إن ليبيا قدمت 200 مليون دولار لرفعت ورتبت عملية خروجه من سوريا عام 1984.

وكشف رئيس الوزراء الليبي الأسبق عن رحلته إلى سوريا في ثمانينيات القرن الماضي، بعد أن قرر قائد “سرايا الدفاع“، رفعت الأسد، تنفيذ انقلاب عسكري ضد أخيه حافظ، مستغلا مرضه بنوبة قلبية.

قد يهمك: رسائل سريّة بين “حافظ الأسد” و”بيل كلينتون” تكشف عن عرض أميركي للأسد بشأن العراق قبل الحرب

وأكد أنه قابل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد،  وأبلغه أن ليبيا هي الوحيدة القادرة على “إنقاذ سوريا من الدمار الذي ينتظرها“، مترجيا منه بذل كل الجهد لإقناع رفعت بالتوقف والخروج من البلاد.

وبحسب ما كتب جلود فإنه ساهم بوقف الانقلاب على حافظ الأسد عبر الضغط على أخيه رفعت، ووصل به الأمر حد تهديده، حتى بدأ أخيرا يلين وتظهر بوادر تغيير بمواقفه، مؤكدا أن رفعت سأله في لقاء حاسم عن طريقة مغادرة سوريا وهو متهم بالعمالة، طالبا مبلغ 200 مليون دولار أمريكي لـ “تأمين أسرته في الخارج“.

واعتبر رئيس الوزراء الليبي الأسبق أنه جهوده ساهمت بمنع رفعت الأسد من تنفيذ انقلابه على أخيه حافظ، وقال إنه أنجز “مهمته القومية الصعبة والمعقدة في سوريا، بمنع رفعت الأسد من تنفيذ انقلابه، قبل أن يساهم في ترتيب أمر سفره إلى الاتحاد السوفياتي، ثم انتقاله نهائيا إلى أوروبا”.

وعبد السلام جلود رئيس وزراء ليبيا الأسبق (من 16 يوليو/تموز 1972 حتى 2 مارس/آذار 1977).

ولد في 15 ديسمبر/كانون الأول 1944. كان من الضباط البارزين ممن شاركوا في “ثورة الفاتح” من سبتمبر 1969.

وظل طويلا في مواقع الحكم في بلاده بقيادة معمر القذافي. اعتبر الرجل الثاني في ليبيا، وقد تولى مهام ومناصب حساسة في النظام الليبي، كان أبرزها وزارات الداخلية والحكم المحلي، المالية، الاقتصاد والصناعة، وعضو الأمانة العامة لمؤتمر الشعب العام (مجلس الرئاسة)، فضلا عن أن له أدواره في ملفات عربية عدة، وبعد اندلاع الثورة في 17 فبراير/ شباط 2011، غادر ليبيا إلى الخارج.

بشار يرد الدين؟

يقيم عدد من أفراد عائلة القذافي في سوريا منذ سنوات، في حين تتحدث تقارير صحيفة عن أن الرئيس السوري يحاول رد الدين إلى رموز النظام الليبي، بعد أن سقط حكمه في ليبيا.

بينما ذكّرت مصادر بمكالمة القذافي الأخيرة قبل مقتله؛ مع قناة سورية، والتي كانت السبب في وقوعه في الأسر ومقتله، حيث أكد محمد سعيد القشاط، آخر سفير ليبي من عهد القذافي في السعودية قائلا: “ذات ليلة رصد الناتو له مكالمة مع قناة سورية وتلك كانت غلطة النهاية”.

فيما قال ابن عم الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، والمسؤول السياسي لـ”جبهة النضال الوطني” الليبية، أحمد قذاف الدم، في تصريحات سابقة إن “بشار الأسد يشكل صمام أمان للجزيرة العربية“.

وأضاف الدم في حوار صحفي سابق: “إذا سقط نظام الأسد فستنتشر الفوضى في سوريا، وسيحكمها الدواعش، وتصبح الجزيرة العربية محاصرة ومعرضة لفوضى عارمة”.

ومطلع العام الماضي تسببت ألين سكاف زوجة هانيبال القذافي المقيمة في دمشق بمقتل فتاة، وذلك عندما دهست بسيارتها رباعية الدفع “نوع رانج روفر” عناصر في دورية مشتركة لحفظ النظام بدمشق، وثلاثة مدنيين بينهم فتاة كانت تقف على جانب الطريق المقابل لمشفى المواساة بحي المزة

وأوضحت المصادر أن “سكاف كانت تحت تأثير الكحول، ولم يتم القبض عليها أو محاسبتها، كونها تتمتع بسلطة نافذة من أحد الضباط، والذي قدم بشكل فوري إلى منطقة بنايات الـ14، ومن ثم طلب من عناصر الأمن الابتعاد عنها كونها سيدة تخصّه“.

وألين سكاف التي ما تزال الأحاديث تتردد حولها، هي عارضة أزياء لبنانية الجنسية ولاجئة سياسية في دمشق، بعد أن جاءت وأفراد من عائلة القذافي بشكل سري إلى سوريا بعد سقوط نظام القذافي في ليبيا عام 2012.

رفعت الأسد في دمشق

ومنذ السابع من شهر تشرين الأول /أكتوبر الماضي، يقيم رفعت الأسد في دمشق، بعد غياب دام نحو 37 عاما، عن البلاد.

وتقول السلطات السورية إن عودة رفعت تأتي في إطار “ترفّع الرئيس الأسد، عما فعله وقاله ومنعا لسجنه في فرنسا”.

وأصدرت المحكمة الإصلاحية في أربعة أشهر حكما، بسجن رفعت الأسد مدة أربع سنوات، في قضية أصول جمعت بالاحتيال تقدر قيمتها بـ90 مليون يورو، بين شقق وقصور ومزارع للخيول.

ورفعت الأسد هو نائب الرئيس السوري السابق حافظ الأسد وكان أحد أعمدة النظام الحاكم في سوريا أواخر القرن الماضي، وقاد “سرايا الدفاع” في الجيش السوري التي ساهمت في إخماد انتفاضة في مدينة حماة عام 1982.

وغادر رفعت البلاد عام 1984، عقب محاولة انقلاب فاشلة على شقيقه حافظ، متجها بذلك إلى سويسرا ثم إلى فرنسا رفقة عائلته.

اقرأ أيضا: مُذكّرات خاصة بعد 51 عاماً: هذه الأسباب الحقيقية التي أنجحت “انقلاب الحركة التصحيحية”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.