تواصل الميليشيات المدعومة من قبل “الحرس الثوري الإيراني” في محافظة ديرالزور (شرق سوريا) عمليات تجنيد الأطفال في صفوفها، مستغلة الظروف المادية المتردية التي يعيشها ذويهم، من خلال إغرائهم بالمال والمساعدات الغذائية.

وقالت مصادر محلية مطلعة لـ”الحل نت” إن ميليشيا “لواء الباقر”، بدأت منذ ثلاثة أيام، بتدريب قرابة 50 طفلا لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشر، على حمل السلاح وكيفية استخدامه، في معسكر سري بداخل بلدة حطلة، بإشراف سيد مهدي قيادي في “حزب الله اللبناني” (لبناني الجنسية) ومنتصرالحسين قيادي في “لواء الباقر” من أبناء البلدة”.

وأضافت المصادر أن “المعسكر يشمل تدريبات بدنية شاقة للأطفال، وتدريبهم أيضا على استخدام جميع أنواع الأسلحة وخوض ‏حرب الشوارع، وتنفيذ عمليات الاغتيال والتفجيرات، إضافة إلى دروس دينية”، مشيرة إلى أن “المعسكر مغلق، لا يسمح فيه بالزيارات أو خروج الأطفال منه، ومدته 25 يوما”.

التنافس مع روسيا

وفي الصدد يقول الصحفي عبيدة عبدالرحمن في حديثه لـ “الحل نت” إن “ميليشيا “الحرس الثوري” تعمل مؤخرا ضمن مناطق سيطرتها في ديرالزور على تسريع وتيرة حملات التجنيد من خلال المليشيات التابعة لها، نظرا لوجود تنافس حاد على المرتزقة بينهم وبين الميليشيات التابعة لروسيا”، مشيرا إلى أن “المسؤولين عن هذه العمليات يستهدفون المراهقين والأطفال، حيث يسعى “الحرس الثوري”، لتكوين جيل جديد من المقاتلين الذين يعتنقون فكره ويعلنون وفاءهم المطلق لإيران”.  

وأكد الصحفي أن “المعسكرات الخاصة بتجنيد الأطفال، تعتبر مدارس لغرس أيديولوجية “الثوري الإيراني”، في عقولهم، وتحويلهم إلى أدوات للقتل، على غرار مافعله تنظيم “داعش” الإرهابي خلال سيطرته على المنطقة فيما سبق، حيث يتخرج الطفل من هذه المعسكرات على دراية كاملة بالفنون القتالية والعسكرية”.

أهداف أخرى

مصدر مقرب من “لواء الباقر” فضل عدم الإفصاح عن هويته، أفاد لـ “الحل نت”  أن”المدعو نواف راغب البشير، قام بالإشراف على عمليات توزيع المساعدات الغذائية والمالية، لذوي الأطفال الذين يخضعون للمعسكر التدريبي  الآن في بلدة حطلة، ووعدهم بتقديم مساعدات أخرى لهم، تشمل وقود تدفئة وألبسة شتوية”.

ووفقا للمصدر ذاته، أن “البشير التقى بهم في مقر لـ “لواء الباقر” في البلدة ذاتها، في محاولة منه لتشجيع بقية الأسر، على إرسال أبناءهم لمعسكرات التجنيد التابعة لإيران في المنطقة، مستغلا الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها”.

وفي السياق ذاته، أقدم “الحرس الثوري”، في كانون الأول/ديسمبر من العام الفائت، على تجنيد 80 طفلا من مدينة البوكمال ونواحيها، وإخضاعهم لتدريب ضمن معسكر خاص بمنطقة صكور ببادية المدينة، وفقا لمراسل “الحل نت” في المنطقة.

وأضاف المراسل  أن “الأطفال تدربوا على استخدام الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة، وقواذف الآر بي جي، حيث استغل “الثوري الإيراني”، فقر الأهالي وخوفهم من الاعتقالات لتجنيد أبنائهم في صفوفه”.

ونقل المراسل عن مصادر أهلية، إن “ميليشيا “الحرس الثوري” تتكتم على معسكرات، التجنيد الخاصة بالأطفال، حيث أعطت أوامر بإعدام كل من يكشف أو ينقل صورة من داخل تلك المعسكرات”.

“لواء الباقر”

وأسس ميليشيا “لواء الباقر” المدعو خالد علي الحسين مع شقيقه عمر الحسين، بدعم مباشر من قيادة “الحرس الثوري الإيراني” وخالد هو أحد مشايخ عشيرة البقارة، أما أخوه عمر فهو عضو في “مجلس الشعب السوري” سابقا.

ولعب اللواء دورا مهما في عدد من المعارك، خصوصا في أرياف حلب الجنوبية الشرقية، وكان يُعتقد حتى وقت قريب أن “لواء الباقر” تأسس عام 2017، حيث تولى قيادته لفترة قصيرة لم تتجاوز الثلاثة أشهر قيادي من الجنسية العراقية يحمل لقب “ذو الفقار” لتنتقل القيادة بعد ذلك إلى نواف راغب البشير شيخ عشيرة البكارة الذي اختار في ذلك العام، العودة إلى “حضن الوطن” بعد سنوات طويلة قضاها في صفوف المعارضة السورية.

غير أن تسجيلا مصورا للقائد العسكري العام لـ “لواء الباقر” المدعو خالد الحسين، كشف أن تأسيس اللواء يعود إلى عام 2012.

يشار إلى أن معظم عمليات التجنيد والانضمام إلى صفوف “الحرس الثوري الإيراني” وبقية الميليشيات الموالية له، سواء للكبار أو الصغار في دير الزور وبقية المناطق الأخرى، تأتي مقابل إغراءات مالية للأهالي من خلال استغلال ظروفهم المعيشية الصعبة، فضلا عن تقديم سلات غذائية شهرية، ووظائف في المؤسسات التابعة للحكومة  السورية، إلى جانب الإعفاء من الخدمة الإلزامية والاحتياطية.

اقرأ أيضا: الحواجز العشوائية لـ”هيئة تحرير الشام”.. خطرٌ على المدنيين بإدلب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة