جدوى “زيارة الحنانة”.. هل أخلى بارزاني مسؤوليته أمام قاآني؟

جدوى “زيارة الحنانة”.. هل أخلى بارزاني مسؤوليته أمام قاآني؟

الواضح حتى الآن، أن زيارة رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان البارزاني، ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، ورئيس تحالف “السيادة” السني، خميس الخنجر، إلى “الحنانة” لم تؤت أكلها بعد، لا سيما وأنها جاءت بمبادرة زعيم الحزب “الديمقراطي الكردستاني”، مسعود البارزاني، لإنهاء الأزمة السياسية التي يشهدها العراق.


الأزمة التي نتجت عن تصدر الكتلة الصدرية بزعامة، مقتدى الصدر، لنتائج الانتخابات بـ 73 مقعدا نيابيا، وتحالفه مع “الديمقراطي الكردستاني” 31 مقعدا، وتحالف “السيادة” بـ67 مقعد، وتمسكه بفكرة تشكيل حكومة “أغلبية وطنية” من دون إشراك الإطار التنسيقي المتمثل بزعامة، نوري المالكي، رئيس “ائتلاف دولة القانون”؛ 33 مقعدا، وتحالف “الفتح” المدعوم إيرانيا؛17 مقعدا، وقوى كلها شيعية أخرى.


آمال كبيرة ومواقف غائبة!

زيارة توقع لها الكثيرون، بأن تكون انفراجة للمشهد السياسي، وتنتج عن تقارب جميع الأطراف، وإقناع الصدر بمشاركة قوى الإطار في تشكل الحكومة، لا سيما كان وقد سبقها لقاء بين قائد “فيلق القدس” الإيراني، إسماعيل قاآني، وزعيم الديمقراطي مسعود بارزاني، والحديث عن دفع قاآني بمسعود لإطلاق مبادرة تفضي إلى حكومة توافقية يشترك فيها الجميع، خصوصا بعد فشل جميع الأطراف في إقناع الصدر بذلك.


وبالرغم من وقع الزيارة، إلا أن المواقف الحاسمة ما تزال غائبة حتى اللحظة، حيث اكتفى الجميع بالصمت، ومع أنه في الغالب الهدوء يسبق العاصفة، إلا أن هناك من ينظر إلى أن المبادرة جائت لإرضاء بارزاني لـ قائاآني، وإخلاء مسؤوليته أمامه، ما أثار سؤالا حول جدوى تلك الزيارة وآثارها.


بارزاني “يحكم اللعبة”؟


وفي هذا الشأن يقول مسؤول “مركز القرار السياسي” العراقي، والمحلل السياسي حيدر الموسوي، في حديث لـ “الحل نت”، إن: “في الحقيقة كل ما أُثير حول زيارة الحنانة يوم أمس، من حيث إنها تهدف لإقناع الصدر في إشراك قوى الإطار التنسيقي في تشكيل الحكومة، ومنح رئيس ائتلاف دول القانون نوري المالكي منصب نائب رئيس الجمهورية، ورئيس منظمة بدر وتحالف الفتح، هادي العامري، منصب نائب رئيس الوزراء، هو كلام لا قيمة له وعار عن الصحة”.


ويضيف أنه “من الواضح مسعود بارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، يمتلك خيوط اللعبة بيده منذ البداية، على اعتبار هو من ذهب باتجاه توحيد البيت السني، بين زعيم تحالف “تقدم”، محمد الحلبوسي، وزعيم تحالف “عزم”، خميس الخنجر، وأيضا أن يحاول في لملمة البيت الشيعي، من خلال تأثيره على أطراف الإطار التنسيقي، أو مع الكتلة الصدرية”.


ورغم أن “بارزاني يعلم أن الصدر محرج، لأنه كان قد قطع وعدا قبيل الانتخابات بعدم الدخول في أي حكومة، إذا ما لم تكن “حكومة أغلبية”، إلا أن المبادرة، تدعو الصدر إلى الذهاب باتجاه إشراك جميع مكونات الإطار التنسيقي، في الحكومة القادمة بطريقة مختلفة”، وفقا للموسوي.


استثمار مقبولية الصدر


حاول قاآني، في زيارته إلى بارزاني تقديم نصيحة، لا تقتصر على مستوى البيت الشيعي، بل على مستوى البيت الكردي الذي يمر بأزمة هو الآخر، بسبب تمسك الديمقراطي بأحقية منصب رئاسة الجمهورية، الذي يعد عرفا إنه من نصيب الاتحاد الوطني الكردستاني، وعلى هذا الأساس أن يبادر البارزاني ومن خلال مقبوليته لدى الصدر في لملمة شتات البيت الشيعي، كما يرى الموسوي.


ويشير إلى أن “الأمور غير واضحة، خصوصا وأن الصدر يخشى من تحمل مسؤولية أي فشل في حال الذهاب وحده في تشكيل الحكومة، ولذلك هو أيضا يسعى إلى إشراك أكبر عدد من قوى الإطار، وباستثناء شخص نوري المالكي، وذلك رغبة منه بأن لا يكون من كان ندا له في السابق، جزءا من الكابينة الحكومية القادم، بالتالي أن إقصاء المالكي يسبب أزمة سياسية”.

محاذير صدرية تستدعي الواقعية


وفي السياق، لفت الموسوي في حديثه مع “الحل نت” إلى أن “بارزاني يدرك ذلك جيدا، لذلك تجده يحاول معالجة الأمر”، مبينا أنه “من المتوقع سيكون هناك رد واقعي خلال اليومين القادمين من قبل الصدر، لا سيما وأن هناك اجتماع مرتقب في بغداد، بخاصة وأن قادة من الكتلة الصدرية التي التقت عدة شخصيات ومنهم حتى أعضاء من داخل الإطار التنسيقي، يتواجدون حاليا في بغداد”.


واختتم أن “الصدر يدرك إن إشراك المالكي صاحب عدد المقاعد الأكبر في الإطار التنسيقي، ليس بمثابة إشراك تحالف الفتح الذي يمتلك الصدر مع أطرافه علاقة جيدة، ومقاعده أيضا ليست مؤثرة، فيما إذا كانت هناك مفاوضات حول منصب معين أو أمر ما”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.