نفت القيادة العامة لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، الأنباء التي تحدثت عن هروب نحو 200 عنصر لتنظيم “داعش” خلال أحداث سجن الصناعة في الحسكة، فيما جددت التحالف الدولي دعمه لـ”قسد” في مواجهة التنظيم واستمرار العمليات في شمال شرقي سوريا.

 وقال القيادي في “قوات سوريا الديمقراطية”، محمود برخودان، خلال مؤتمر صحفي في الحسكة، إن الأنباء التي تتحدث عن هروب نحو قيادات وعناصر من “داعش” من سجن الصناعة غير صحيحة.

وأضاف القيادي أن هناك 374 جثة من جثث مهاجمي التنظيم وممن انضموا إليهم في السجن لا تزال الكثير منها غير معروفة الهوية، وقد يكون العديد من المفقودين من السجناء من بين هؤلاء الجثث، وهو ما يحتاج إلى تحقق لاحقا.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن “مسؤول أميركي”  وصفته بـ”الكبير”، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن “الهدف المحتمل للعملية هو تحرير بعض القادة والمقاتلين الكبار أو العناصر من ذوي المهارات المحددة، مثل صنع القنابل”، مرجحاً “هروب نحو 200سجين” من جراء الهجوم على سجن الحسكة.

حصيلة الهجوم

وكشفت القيادة العامة لـ “قسد”، خلال مؤتمر صحفي، حصيلة الخسائر البشرية منذ الهجوم على سجن الصناعة في الحسكة في الـ20 من كانون الثاني/يناير الجاري.

وقالت عضو القيادة العامة لـ”قسد” نوروز حمد، خلال المؤتمر الصحفي إن “374من عناصر تنظيم “داعش” ممن شاركوا في الهجوم على سجن الصناعة من الخارج والداخل قتلوا خلال الاشتباكات”.

وأضافت أن 223″ من سجناء تنظيم “داعش” مفقودين، يرجح أنهم ضمن إعداد القتلى إلى حين التأكد من هويتهم”.

كما أشارت إلى أن 121 شخصا قضوا خلال المعارك منهم 77 من موظفي وعاملي السجن و40من مقاتليهم بالإضافة إلى أربعة مدنيين.

وحول تفاصيل الهجوم، بينت القيادية، أن “الهجوم بدأ بتفجير سيارة مفخخة عند البوابة الرئيسية للسجن، تلاه هجوم من ثلاثة محاور، وتم إدخال سيارة محملة بالأسلحة والذخائر إلى داخل السجن، سعياً للسيطرة على السجن، بالتزامن مع هجوم آخر داخل السجن على العاملين والموظفين”. 

وأشارت إلى أنه وبحسب الوثائق التي تم ضبطها واعترافات مهاجمين على السجن تم اعتقالهم، فالهجوم كان ضمن سياق هجوم واسع أعد له منذ فترة طويلة، “هدفه إحياء التنظيم الإرهابي”. 

تعليق أميركي

في غضون ذلك، أشادت الولايات المتحدة بـ”قوات سوريا الديمقراطية”  لردها الفعال على هجوم “داعش” المتواصل على سجن الحسكة والمنطقة المحيطة به.

 وجاء ذلك خلال بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، الذي قال إن كبار قادة “داعش” إما قتلوا أو قبض عليهم، أثناء محاولة تحرير أعضاء “داعش” المحتجزين في السجن، بفضل الاستجابة الفعالة لـ”قسد”، وبالشراكة مع الولايات المتحدة وقوات التحالف. 

وجدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، التزام بلاده،  من خلال التحالف بدحر دائم لـ”داعش”، وذلك بالعمل مع شركائنا المحليين ومن خلالهم.

التحالف الدولي يجدد دعمه

في سياق متصل، جدد التحالف الدولي التزامه بمواجهة “داعش” خلال فترة الهجوم الذي شنه التنظيم، وقالت قيادات “قسد” إن التحالف قدم دعما وتعاونا كبيرا إلى حين إفشال الهجوم.

وأفادت مصادر من “قسد” لـ “الحل نت” أن الأخيرة “من المتوقع أن تلقى دعما عسكريا ولوجستيا وأمنيا إضافيا، لتعزيز الأمن عبر تأمين أماكن احتجاز مقاتلي “داعش” خلال الفترة القادمة”.

وتسببت الاشتباكات التي دارت بين “قسد” مدعومة بالتحالف الدولي، من جانب، ومهاجمين من خلايا “داعش” مع معتقلين فارين من السجن، بحركة نزوح جماعي لسكان أحياء غويران وحي الزهور والنشوة وفيلات الحمر إلى الأحياء الوسطى والشمالية من الحسكة.

 وبعد سبعة أيام من الاشتباكات، أعلنت “قسد” الأربعاء الماضي، السيطرة على السجن، لتعلن بعدها بساعات بتواجد عناصر من التنظيم يتحصنون في القسم الشمالي من السجن الصناعة رافضين الاستجابة لدعوات “قسد” التي تحاصر المكان بالاستسلام، بحسب ما قاله المركز الإعلامي لقسد في وقت سابق.

والأحد، أعلن المركز الإعلامي لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، خلال بيان، انتهاء حملة التمشيط في سجن الصناعة بحي غويران في الحسكة وإنهاء الجيوب الأخيرة التي كان عناصر “داعش” يتحصنون فيها في المهاجع الشمالية، والتي أسفرت عن إلقاء القبض على المئات من الفارين.

 وتحتجز “قسد” نحو 12 ألف معتقل بينهم نحو أربعة آلاف أجنبي في سجون تفتقد للأمان، وفق ما تقوله قيادات “الإدارة الذاتية” التي تطالب المجتمع الدولي بمساعدتها على بناء سجون ذات مواصفات عالية الأمان، وإجراء محاكمة ذات طابع دولي للمحتجزين لديها.

قد يهمك: وفاة المفكر الكبير جودت سعيد.. هكذا نعاه السوريون

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.