في ظل عجزها عن تأمين حاجة السوريين من مادة الغاز، والفشل في ضبط الأسعار وانتشار المادة في السوق السوداء، أعلنت “المؤسسة العامة للتكرير” التابعة لوزارة النفط السورية نشرة أسعار مادة الغاز المدعوم والحر في الأسواق.

وفي محاولة لضبط الأسعار والقضاء على السوق السوداء حددت وزارة النفط سعر أسطوانة الغاز المدعومة بـ 9700 ليرة سورية وغير المدعومة بـ 29682 ليرة.

وبحسب القرار الصادر عن مؤسسة التكرير الإثنين، فإن مراكز الغاز يجب عليها توزيع 21 بالمئة من الكميات لديها بموجب البطاقات الذكية، بينما 75 بالمئة تباع بسعر 29682 ليرة، و2 بالمئة لتكون بدل تالف وتستبدل بالسعر الحر، و2 بالمئة لتوزيعها بحسب إيصالات تعطيها الدولة لجهات معينة.

قد يهمك: تحديد أسعار المواد الغذائية في سوريا.. أرخص من السوق السوداء؟

رحلة المواطن في الحصول على أسطوانة غاز

وتعاني العائلات السورية من صعوبات كبيرة في رحلة الحصول على “أسطوانات الغاز“، إذ تضطر بعض العائلات للانتظار أسابيع عديدة، حتى تصلهم رسالة الحصول على أسطوانة الغاز بسعر مدعوم.

وأبدى سوريون تخوفهم من تحديد سعر أسطوانة الغاز خارج نظام البطاقات الذكية، لا سيما مع إعلان الحكومة رفعها الدعم عن مئات الآلاف من العائلات السورية.

وقال عبد الغفور الآغا وهو أب في عائلة مكونة ستة أفراد، إنه انتظر أكثر من ثلاثة أشهر في آخر مرة حصل فيها على أسطوانة الغاز، وذلك حتى وصلت الرسالة عبر الهاتف الجوال.

أسطوانة غاز بنصف راتب موظف

وأضاف الآغا في حديثه لـ “الحل نت“: “سعر الأسطوانة وفق هذا القرار يتجاوز نصف راتب موظف حكومي، ما بعرف إذا تم استبعاد عيلتي من الدعم، للأسف الحكومة عم تخطط شوي شوي لتسحب كل الدعم وتخلينا نعتاد على ارتفاع الأسعار“.

وكان رئيس الحكومة السورية، حسين عرنوس، أعلن أواخر العام الفائت، أن أزمة الغاز المنزلي في سوريا ستنتهي خلال العام 2022، لكن يبدو أنها ستنتهي على حساب جيب المواطن الذي سيحصل على المادة بأسعار مضاعفة.

وتصدرت أزمة الغاز السوري عناوين الصحف الدولية خلال السنوات القليلة الماضية، دون توضيح من قبل الحكومة السورية حول كيفية النجاة من أزمة ندرة أسعار أسطوانات الغاز وكذلك ندرتها في سوريا.

ويتجه العديد من المواطنين إلى السوق السوداء، نتيجة عدم توفير الحكومة للمحروقات. لا سيما وأن حاجة البلد من الغاز المنزلي شهريا 37 ألف طن، بينما الإنتاج المحلي يقارب 10 آلاف طن، ولا تستطيع دمشق تحمل تكاليف الاستيراد من خارج حوضها الإقليمي.

أزمة الغاز في سوريا، والارتفاع الكبير في سعره، أجبر بعض العائلات السورية على استخدام البابور بدلا عن الغاز، في الطبخ سواء عبر استخدام الكاز الذي يبلغ سعر نصف اللتر منه 4 آلاف ليرة، أو مزج البنزين مع المازوت.

للقراءة أو الاستماع: مقترحات متعددة للتخلص من الأزمة الاقتصادية في سوريا.. كيف ستنجح؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.