يبدو أن تنظيم داعش يصارع أيامه الأخيرة، فهو الذي نفذ هجوم سجن الصناعة في غويران شمال شرقي سوريا في محاولة منه للإدعاء بعودته الجزئية  إلى الساحة الميدانية، وإخراج سجناء التنظيم الذين يمثلون عامل من عوامل القوة بالنسبة للتنظيم.

هجوم “أهوج” بدون تخطيط

بدون تخطيط عسكري واستراتيجي وبشكل وصفه مختصون بـ“الأهوج” نفذ التنظيم هجوم سجن الصناعة بالحسكة، ففقد عشرات المقاتلين بين قتلى وجرحى، إضافة إلى سقوط العشرات من نزلاء السجن.

ويسعى التنظيم إلى تخليص المحتجزين في سجن الصناعة من عناصره، وذلك سعيا لدعم خزانه البشري، في ظل افتقاده للموارد البشرية، فلجأ إلى العمليات التي تستهدف أماكن احتجاز عناصره السابق، لا سيما بعد فشله في استقطاب عناصر جديدة، من خلال أساليبه التقليدية، التي تعتمد على الدين والإعلام والظروف السياسية والاقتصادية في المنطقة.

قد يهمك:  هجوم داعش على سجن الصناعة في الحسكة.. القصة الكاملة

ضعف قدرة التنظيم على استقطاب العناصر البشرية، جعلته يقامر بما تبقى من خلاياه النائمة في سوريا الذي زجهم في معركة “خاسرة“، فهدف الحصول على نحو ربما 5 آلاف من عناصره المحتجزين، جعلته يخسر العشرات من عناصره الطلقاء.

لم يتعامل التنظيم مع حجم العملية، التي استهدفت عمق مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، الخبير في مواجهة التنظيم، فضلا عن افتقاره للأسلحة النوعية والمعدات اللوجستية، التي تدعم احتمالية نجاح مثل تلك العمليات، ذلك بعد أن فقد التنظيم موارده في سوريا والعراق.

ويرى الباحث في شؤون الجماعات الجهادية حسن أبو هنية أن تنظيم “داعش” سعى من خلال هجوم سجن غويران إلى إعطاء المزيد من القوة لمجموعاته.

ويقول أبو هنية في حديثه لـ“الحل نت“: ” التنظيم أعتقد إن هذه العملية تعطي المزيد من القوة لمجموعاته، وبالتالي التنظيم ليس لديه الآن على الإطلاق خطة للسيطرة المكانية في المنطقة كما كان في عام 2014، التنظيم اعتمد بعد خسارة مناطقه في سوريا ومقتل البغدادي، على استراتيجية ترتكز إلى حرب الاستنزاف والعصابات، وأحيانا ما يطلق عليها إسقاط المدن مؤقتا، وبالتالي قد يدخل المنطقة ويخرج منها“.

اقرأ أيضا: هجوم “داعش” على الحسكة يتسبب بخسائر اقتصادية بعد توقف الحركة التجارية

ويؤكد أبو هنية أن التنظيم يستغل الخلافات الطائفية والصراعات الدولية في سوريا، ليعود ويظهر مجددا.

ويضيف: “عملية السجن تنبه الجميع إلى خطورة التنظيم ربما، مع وجود أكثر من 12 ألف سجين، ومخيم الهول الذي يحوي عشرات الآلاف من العائلات، هذا خطر يتطلب معالجة الاختلالات الهيكلية، بشكل كبير بالتعامل مع هؤلاء”

ويصف مختصون نتائج الهجوم على سجن الصناعة بـ“الفشل الذريع“، وذلك بسبب “اللا واقعية” التي اتصف فيها الهجوم، إذ اعتمد على عنصرين فقط بشكل أساسي وهي ” المباغتة، والانتحاريين“.

كما أظهر الهجوم على سجن غويران أظهرت عدة نقاط، أهمها “فقدان الحاضنةِ الشعبية بالإضافة إلى عدم القدرة على الاحتفاظ بالمواقع المسيطَر عليها، وغياب أهم العوامل التي لم يكن يفتقدها التنظيم خلال سنوات خلت، لاسيما العنصر البشري، والموارد المالية”.

ما سبق يجعل التنظيم بحسب مختصين في شؤون الجماعات الجهادية “متخبّطا ليتحول إلى مجموعة من العصابات المنفلتة و التائهة لينتهي بها الأمر إلى العودة إلى نظام الخلايا النائمة، وتجميد فكرة التمدد التي تجمدت على أسوار سجن الصناعة داخل مدينة الحسكة“.

حصيلة الهجوم

القيادة العامة لـ “قسد“، كشفت قبل أيام خلال مؤتمر صحفي، حصيلة الخسائر البشرية منذ الهجوم على سجن الصناعة في الحسكة مشيرة إلى أن “374 من عناصر تنظيم “داعش” ممن شاركوا في الهجوم على سجن الصناعة من الخارج والداخل قتلوا خلال الاشتباكات“.

وأضافت أن 223″ من سجناء تنظيم “داعش” مفقودين، يرجح أنهم ضمن إعداد القتلى إلى حين التأكد من هويتهم“.

ما أشارت إلى أن 121 شخصا قضوا خلال المعارك منهم 77 من موظفي وعاملي السجن و40من مقاتليهم بالإضافة إلى أربعة مدنيين.

وحول تفاصيل الهجوم، بينت قسد أن “الهجوم بدأ بتفجير سيارة مفخخة عند البوابة الرئيسية للسجن، تلاه هجوم من ثلاثة محاور، وتم إدخال سيارة محملة بالأسلحة والذخائر إلى داخل السجن، سعيا للسيطرة على السجن، بالتزامن مع هجوم آخر داخل السجن على العاملين والموظفين“.

للقراءة أو الاستماع: تنظيم “داعش” يحترق بناره ودماء عناصره.. آخر أيام التنظيم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة