ما هي أهداف “حزب الله” من زيارة جبران باسيل إلى دمشق؟

ما هي أهداف “حزب الله” من زيارة جبران باسيل إلى دمشق؟

لم يمر خبر زيارة مجموعة من “التيار الوطني الحر” اللبناني، برئاسة نائب رئيس التيار الوطني الحر للشؤون السياسية، الوزير الأسبق طارق الخطيب، لدمشق قبل أيام؛ دون أن تلاحظه الصالونات السياسية كتفصيل عابر.

من ناحية أخرى، جاءت الزيارة في الوقت الذي صعد فيه “التيار” من لهجته ضد “حزب الله”، حيث قال رئيس التيار، جبران باسيل، مؤخرا إن اتفاق مار مخايل “لم ينجح في بناء الدولة”، وإنه يحاول الآن إعادة تشكيل نفسه لاستعادة بعض الدعم الشعبي الذي فقده في السنوات الأخيرة.

باسيل يحشد دعما من دمشق؟

يعتقد المحلل السياسي، بسام القوتلي في حديث لـ”الحل نت”، أن جبران باسيل يطمح للوصول الى رئاسة لبنان. وهذا يتطلب دعما من الأطراف المؤثرة، وأهمها سوريا التي ما يزال لها الكثير من النفوذ في لبنان. 

عدا ذلك، ووفقا للقوتلي، فإن باسيل يبحث عن رسائل سورية تتحدث عن إمكانية إعادة جزء من اللاجئين. مضيفا، “طبعا قضية خطي الغاز الإسرائيلي والكهرباء لم يحسما بعد، وكل هذا سيقوي من موقع باسيل سياسيا. وسيظهر كالشخص القوي القادر على الحصول على مكاسب لمصلحة لبنان”.

مواقع إخبارية لبنانية، تداولت بأن زيارة الخطيب تمهد لزيارة قريبة سيقوم بها رئيس “التيار”، النائب جبران باسيل إلى دمشق للقاء الرئيس السوري، بشار الأسد، وعدد من مسؤولي الحكومة السورية. 

في حين نقل موقع “لبنان الكبير” أن زيارات “التيار الوطني الحر” إلى دمشق لم تقتصر على الوفد الذي زارها أخيرا. بل شملت أيضا زيارة لباسيل، بعيدا من الإعلام وأعطاها طابع السرية التامة. كما لفت الموقع إلى أن باسيل غير راض على نتائج زيارته لأنها لم تكن موفقة.

للقراءة أو الاستماع: بهاء الحريري بديلا عن شقيقه سعد.. ما الذي ينتظر النفوذ الإيراني في لبنان؟

“حزب الله” يوجّه باسيل؟

تنتظر لبنان هذا العام حدثين مهمين للنخب السياسية، أولهما الانتخابات البرلمانية المحددة في 15 أيار/مايو المقبل. والانتخابات الرئاسية المفترض إجراؤها قبل انتهاء ولاية الرئيس، ميشال عون، في 30 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

ويرى مراقبون أنه لم تعد علاقة الفريق العوني بالحكومة السورية مصدر قلق. بخاصة وأن باسيل أبدى استعداده لزيارة دمشق وحل المخاوف المتبقية، بل إنه يرى أنها أداة لمساعدة لبنان على تجاوز مشاكله. وتأتي زيارة الوفد “تمهيدا لزيارة جبران باسيل، مخصصة لمعالجة عودة النازحين السوريين إلى وطنهم”. بحسب وليد الأشقر، عضو المجلس السياسي في التيار الحر.

إلا إن صحف لبنانية، نقلت معلومات تفيد بأن “حزب الله” نصح باسيل بأن يطلب من القيادة السورية في دمشق إقناع رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية، بالتحالف معه انتخابيا، ودعم ترشحه لرئاسة الجمهورية.

ويبدو أن باسيل يكرر تجربة العام 2009 عندما زار الرئيس اللبناني الحالي، ميشال عون، وكان لا يزال رئيسا لأكبر تكتّل نيابي مسيحي، دمشق قبيل الاستحقاق النيابي ليؤكد حيثيته وقدرته على التأثير في الشارع المسيحي.

للقراءة أو الاستماع: بهاء الحريري بديلا عن شقيقه سعد.. ما الذي ينتظر النفوذ الإيراني في لبنان؟

ما الذي ينتظر النفوذ الإيراني في لبنان؟

حديث زيارة باسيل لدمشق، تزامن مع الدلائل التي تشير إلى أن قرار “حزب الله” وحركة “أمل” بإنهاء مقاطعة مجلس الوزراء اللبناني أدى إلى تكهنات بأن إيران تتخذ خطوات للسيطرة على النظام السياسي في لبنان.

وقال بعض المراقبين السياسيين إن الحزبين يواجهان جمودا سياسيا وضغوطا شعبية متهمينهما بتصعيد الأزمات. حيث يعتقدون أن “قرار تعطيل اجتماعات مجلس الوزراء خدم أجندة خارجية. وتحديدا جدول أعمال إيراني، وربما أنهوا مقاطعتهم لإبداء المرونة في المفاوضات المعقدة”.

وكان البطريرك الماروني، بشارة الراعي، علق في خطبته، الأحد الفائت، على التطورات الأخيرة في جلسات مجلس الوزراء، وحذر من “اللجوء إلى تعطيل الانتخابات النيابية والرئاسية المقرر إجراؤها في تشرين الأول أكتوبر المقبل لأهداف شخصية مشبوهة”.

ووفقا للمراقبين للوضع في لبنان، فإن بهاء الحريري سيدخل المعترك السياسي اللبناني بشكل مباشر من بوابة الانتخابات النيابية لمواجهة النفوذ الإيراني في لبنان والصراع معه. إلا أن مصادر “تيار المستقبل” أشارت لصحيفة “البناء” إلى أنه “لا يمكن سد الفراغ الذي خلفه الرئيس سعد الحريري و”تيار المستقبل”. وإن كان بهاء الحريري، فالأحجام معروفة ولا يمكن دخول قوى جديدة لا نعرف عنها شيئا”.

للقراءة أو الاستماع: عقوبات أميركية جديدة على داعمي “حزب الله” اللبناني

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.