يبدو أن الخلافات بين الدول الضامنة لملف “أستانا”، والتي برزت من خلال تصريحات رؤساء دول روسيا وتركيا وإيران، أصبحت جديا تهدد مسار “أستانا“، في ظل تصاعد وتيرة الخلافات في ملفات عدة داخل الشأن السوري.

خلافات حادة

مما يؤكد وجود خلافات عميقة بين الأطراف الثلاثة، الإعلان عن قمة جديدة لكن هذه المرة بين روسيا وتركيا، واستبعاد إيران من الاجتماع، ما يطرح احتمالية، أن تكون كل من روسيا وتركيا تخططان إلى تبادل المصالح داخل الملف السوري بمعزل عن القطب الثالث لمثلث “أستانا” المهدد بالانهيار.

الرئاسة التركية أكدت قبل أيام، إن أردوغان سيلتقي بوتين في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود في الخامس من آب/أغسطس المقبل، الأمر الذي أشارت له أيضا وسائل إعلام روسية.

الإعلان عن هذه القمة، سبقه بأيام تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي عبر عن عدم رضاه بشأن ما تسير إليه الأمور بين الدول الضامنة بشأن سوريا، وقال إنه سيعيد تقييم مسار “أستانا“.

ملفات الخلاف

الكاتب والمحلل السياسي حسام نجار، يرى أن هنالك ملفات عدة سببت الخلاف بين الدول الضامنة، ما يهدد بانهيار مسار “أستانا“، أبرزها العملية العسكرية التركية، والغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، فضلا عن انتشار الميليشيات الإيرانية في المناطق السورية التي شهدت تراجع في القوات الروسية مؤخرا.

ويقول نجار في حديث خاص لـ“الحل نت“: “لاحظ الرئيس التركي أن روسيا خالفت الاتفاق معه بخصوص “أستانا” و “سوتشي”، بما يخص النقاط التركية المتواجدة داخل سوريا، وعمليات القصف الدائمة لمناطق سيطرة تركيا، مما استدعى الأمر أن يصرح الرئيس أن الموقف يجب اعادة تقييمه“.

قد يهمك: الكونغرس يضع استراتيجية لوقف تجارة “الكبتاغون السورية”

أسباب استبعاد إيران

وحول اجتماع كل من بوتين وأردوغان بدون الجانب الإيراني، فيعتقد نجار أن ذلك جاء برغبة تركية، وحول ذلك يضيف: “هذا واضح من خلال الرغبة الإيرانية، دخول المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، واعتراضها على العملية التركية، كذلك دعم إيران لقسد ومحاولة التقارب معها بهدف ضرب التركي وايذائه“.

ويختم نجار، تعليقه على اللقاء الروسي التركي القادم بالقول: المصالح التركية الروسية أبعد من المنطقة وتمتد إلى آسيا الوسطى، وكذلك السياحة والغاز، بينما المصالح التركية الإيرانية محدودة لذلك تم استبعاد إيران من الاجتماع الجديد، تحاول تركيا ثني الروس عن تسليم مناطقهم التي سيتركونها للإيرانيين“.

ملامح الخلافات كانت قد توضحت من خلال تصريحات رؤساء تركيا وروسيا وإيران، الحاضرين في القمة الثلاثية بطهران، قبل نحو أسبوع، حيث دعت تصريحات الرئيسين الروسي والإيراني، فلاديمير بوتين وإبراهيم رئيسي، تمسك الطرفين بمسار “أستانا“.

في حين أن تركيا التي أشارت إلى إعادة تقييم المسار، فكان من الطبع وراء ذلك، إحباط مساعيها في العملية العسكرية، التي هددت بها خلال الشهرين الماضيين، ورفض العديد ن الأطراف الدولية للتحركات العسكرية التركية، ومن بينها روسيا وإيران.

ويرى محللون، أنه من غير الممكن أن يستمر مسار “أستانا” على هذا النحو، خاصة بالنظر إلى الاتجاهات المختلفة التي تتخذها الدول الثلاث الضامنة.

بدأت محادثات مسار “أستانا” مطلع عام 2017 برعاية الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران، حيث ادعت هذه الدول أنها تسعى من خلال هذا المسار إلى إيجاد حل للأوضاع المتأزمة في سوريا، غير أنه قد نتج عن هذه المباحثات العديد من اتفاقيات التهدئة في سوريا بين هذه الأطراف، والتي سعت من خلالها لشرعنة امتداد نفوذها على مناطق مختلفة من سوريا.

في حين شهدت العلاقات بين أطراف “أستانا” مؤخرا، توترا واضحا بسبب العديد من الملفات، أبرزها ربما العملية العسكرية التركية في الشمال السوري، التي ترفضها كل من روسيا وإيران.

طهران، أكدت موقفا رافضا للعملية التركية على لسان كل من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وإبراهيم رئيسي، وهو موقف نابع على ما يبدو من رغبة إيرانية في منع تمدد نفوذ أنقرة في الشمال السوري، فيما قال رئيسي، إن الخطوات العسكرية لا تحل الأزمة السورية، بل تفاقمها. بينما قال خامنئي خلال لقاء ثنائي مع أردوغان، إن أي عمل عسكري في سوريا سيعود بالضرر على المنطقة بأكملها.

اقرأ أيضا: حكم نهائي على ”منتج الأفلام الوحشية” في تنظيم “داعش”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة