لعبت وسائل التواصل الاجتماعي والدعاية الإعلامية الدموية التي أسسها الكندي المولود في السعودية محمد خليفة، دورا رئيسيا في جذب المتطرفين للانضمام إلى تنظيم “داعش”، المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار، ليس فقط في العراق وسوريا، ولكن أيضا في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

استغل المتطرفون الصراعات المستمرة في العراق وسوريا، حيث شكّلتْ سوريا على وجه الخصوص مغناطيسا لآلاف المقاتلين الأجانب من أكثر من 90 دولة. وفي حين أن معظم مقاتلي “داعش” هم من الرجال، فقد تركت العديد من النساء بلادهن للانضمام إلى التنظيم، ودعم قضيته بعد انتشار أفلامه الدموية.

انتهاء أسطورة “داعش” الإعلامية

في حكم نهائي، كشفت وزارة العدل الأميركية، أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة، حكمت على أبرز شخصية في تنظيم “داعش” بالسجن المؤبد، بعد إدانته بالضلوع في تمويل التنظيم الإرهابي والترويج لجرائمه الوحشية.

قال المدعون الأميركيون، إن المتهم محمد خليفة، كان وراء “دعاية واسعة النطاق” لتنظيم “داعش”، إذ إن المتهم لم ينتج فقط مقاطع الفيديو الدموية التي استخدمها التنظيم للتحريض على الهجمات والتجنيد، بل قام أيضا بإعدام جنديين سوريين.

وبحسب الادعاء، فإن “التزام المتهم بالعنف والتنظيم الإرهابي الذي عمل معه بفخر لأكثر من خمس سنوات، استمر بلا هوادة حتى اعتقاله”.

ووفقا لوزارة العدل الأميركية، فإن النيابة قالت في مذكرة الحكم بأن عقوبة السجن مدى الحياة كانت “معقولة ومناسبة”، بينما طلب محامي المتهم عقوبة السجن لمدة 20 عاما.

من هو المنتج السينمائي لـ”داعش”؟

بحسب المعلومات المتوفرة على الإنترنت، فإن خليفة، وهو عامل في مجال تكنولوجيا المعلومات ويبلغ من العمر 39 عاما، ونشأ في تورنتو بكندا، غادرها عام 2013 متجها إلى سوريا، حيث تدرب واستخدم مهارته في اللغة الإنكليزية لسرد مقاطع فيديوهات الإعدامات في التنظيم.

وظهر في عام 2014، وسط لهيب الحرب، وهو يأمر العديد من السوريين بحفر القبور ويطلقون النار على رجل راكع في مؤخرة رأسه، وفي ديسمبر من عام 2019، أطلق النار على العديد من المقاتلين الأكراد المنخرطين في “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

ونقل محمد خليفة، أبرز عنصر في وحدة إعلام تنظيم “داعش” سرا إلى الولايات المتحدة للمثول أمام المحكمة الفدرالية في ولاية فرجينيا، بعد أن اعتقل في كانون الثاني/يناير 2019 داخل سوريا.

خليفة الملقب بـ “أبو رضوان الكندي” و”أبو مثنى” المهاجر اتهم بلعب أدوار بارزة داخل “داعش”، واتهم أيضا بأنه عمل كمترجم رئيسي في إنتاج دعايات لداعش وكان راويا ناطقا باللغة الإنجليزية في العديد من مقاطع فيديو أُنتجت بهدف التجنيد.

“داعش”.. ينفجر من الداخل

 افتتاحية العدد الجديد من صحيفة “النبأ” الأسبوعية الناطقة باسم تنظيم “داعش”، روست أبرز أخبارها بمقتل المتحدث الإعلامي السابق “أبو حمزة القرشي”، كما بثت حوارا مع من وصفته بـ”الأمير العسكري لتنظيم داعش في البادية السورية”، والتي تشمل مناطق الصحاري في حمص، وتدمر، وحماة، ودير الزور، والرقة، اعترف فيه بأن عناصر التنظيم يعيشون ظروفا صعبة في البادية، ويحاولون التكيف معها.

ونتيجة للظروف التي يعيشها “داعش”، طلب قادة التنظيم من أتباعهم في مخيم الهول في شمال شرق سوريا حمل البنادق، والاستعداد في الأيام المقبلة لتحريرهم من المخيم.

يشار إلى أن مخيم الهول الواقع جنوب شرقي الحسكة، يأوي نحو 56 ألف شخص بينهم نازحون، لكن غالبيتهم من أفراد عائلات التنظيم من سوريين وأجانب نُقلوا إليه على مرّ سنوات بعد أن مني تنظيم “داعش” بهزائم متتالية على يد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وآخرها في آذار/ مارس العام 2019 في بلدة الباغوز بريف دير الزور، في أقصى الشرق السوري.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.