تزداد أحوال السوريين في تركيا سوءا متأثرين بتضخم الأسعار المتواصل من جهة وتقاضي العمال أجورا متدنية من جهة أخرى، في الوقت الذي بات البعض منهم غير قادر على توفير أدنى متطلبات المعيشة.

ومنذ أيام، أعلن اتحاد نقابات العمال التركي، عن نتائج مسح حول خط الجوع والفقر في تركيا لشهر أيار/ مايو الماضي، حيث وصل تضخم الأسعار إلى 13 بالمئة مقارنة بشهر نيسان/ أبريل الماضي، و107 بالمئة في الأشهر الـ 12 الماضية.
وعلى أساس ذلك، ارتفع خط الفقر لعائلة مكونة من أربعة أفراد إلى 19،602 ليرة تركية، فيما وصل حد الجوع إلى 6،017 ليرة تركية.

ويكاد لا يصل معظم اللاجئين السوريين العاملين في تركيا إلى تقاضي أجور تصل حد الفقر بينما لا يزال هناك قسم كبير يتقاضى أجورا متدنية بالكاد تسد متطلبات المعيشة الأساسية.

وحول ذلك، أجرى “الحل نت” استطلاعا للرأي شمل عدد من اللاجئين السوريين حول أجورهم ومدى مناسبتها مع تكاليف المعيشة الشهرية، ليتبين أن غالبيتهم يعانون من الأزمة الاقتصادية في تركيا.

أجور تحت “خط الجوع”

عدم قبول معظم أرباب العمل بزيادة أجور العاملين في تركيا واضطرار سوريين للعمل بشكل غير قانوني بما لا يحفظ لهم أدنى حقوقهم واستمرار تضخم الأسعار، جعل قسم كبير منهم يعاني من أزمات اقتصادية متتالية.

من بين من تحدثنا معهم، فياض وهو لاجئ سوري يقيم في إسطنبول ويعمل ضمن ورشة للخياطة، يقول لـ “الحل نت”: إن “أجره الأسبوعي يصل إلى 1500 ليرة تركية مقابل عمل 10 ساعات باليوم، موضحا أنه لا يمكنه توفير ليرة واحدة في الشهر بسبب غلاء الأسعار”.

أما عدنان وهو لاجئ سوري في غازي عنتاب، يعمل في مجال الإنشاءات، يقول لـ “الحل نت”: إن “أجره اليومي وصل إلى 200 ليرة تركية مؤخرا بعدما كان في السابق 180 ليرة تركية، وأحيانا يعمل وأحيانا لا يوجد عمل”.

ويضيف، لولا أنه يأخذ بعض الأعمال الخاصة “على حسابه” لكان وقع في أزمة اقتصادية نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة.
في السياق، لا يبدو حال التجار أفضل من غيرهم، حيث يرى أبو علاء وهو لاجئ سوري يعمل في مجال تجارة ألبسة الأطفال، يقول لـ “الحل نت”: “الحركة التجارية ضعيفة نوعا ما وهوامش الربح باتت قليلة مقارنة بالسنوات الماضية، المشكلة الحقيقية أن الشخص بات يفكر اليوم في خبز بيته وهل سيتمكن من توفيره أم لا”.

إقرأ:3 كلمات تحدد مصير السوريين في تركيا

تضخم الأسعار يفاقم الأزمة

من أسعار إيجارات المنازل التي ارتفعت بشكل جنوني إلى أسعار الخضروات والمعجنات واللحوم بأنواعها والبيض وغيرها من المنتجات الغذائية، أثقل التضخم في الأسعار كاهل اللاجئين السوريين في تركيا.

وحسب حديث الشاب عدنان لـ “الحل نت”: “بات أجره اليومي يتقاضاه من هنا ويصرفه من هنا دون توفير أي شيء، مؤكدا أنه في بعض الأحيان يحاول التغاضي عن شراء حاجيات معينة للمنزل بسبب ضعف أجره اليومي”.

في السياق، رصد مراسل الحل نت في تركيا، ارتفاعا غير ملحوظ في أسعار إيجارات المنازل حيث باتت تتجاوز قيمة إيجار العديد من المنازل أجور العمال الشهرية.

قد يهمك:ملف اللاجئين السوريين في تركيا أمام عدة سيناريوهات.. ما هي؟

ويأتي ما سبق في ظل بقاء الحد الأدنى للأجور في تركيا على ما هو عليه، حيث يصل إلى 4،253 ليرة تركية، فيما توسع الفارق بين حد الجوع المتمثل في الإنفاق الشهري على الغذاء المطلوب لعائلة تتكون من أربعة أفراد والحد الأدنى للأجور إلى 1764 ليرة تركية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.