خلفت المعارك بين “قوات سوريا الديمقراطية”، وعناصر تنظيم “داعش”، لنحو 10 أيام، دمارا في سجن الصناعة ومرافق عامة في الحسكة، اضطرت “قسد” على إثره إلى نقل المئات من معتقلي التنظيم ممن سلموا أنفسهم إلى مراكز احتجاز أخرى، لم تحدد مواقعها.

عملية الهجوم أثارت تساؤلات حول السجن الذي لطالما شهد حوادث عصيان من جانب نزلاءه من عناصر التنظيم، وما إذا كان سيعاد تأهليه أم سيصار إلى بناء سجون بديلة مزودة بوسائل حماية تلائم مدى خطورة نزلاءه.

ما حجم الأضرار؟

وبحسب مصادر عسكرية فإن “خمسة من كتل الأبنية المحاذية للمدخل الرئيسي للسجن باتت خارج الخدمة بعدما لحقها دمار واسع جراء المواجهات”.

وأضافت المصادر لـ “الحل نت” أن “قسما من المعتقلين نقلوا إلى مراكز احتجاز أمنة”، دون أن يسمها، “وقسم آخر نقلوا إلى مبنى مجاور يسمى بالسجن الجديد كان قد لحقه أضرار جزئية نتيجة حرائق أشعلها معتقلو التنظيم”.

 وكانت القيادة العامة لـ”قسد” في الحسكة، أعلنت أمس خلال مؤتمر صحفي بالحسكة، سيطرتها الكاملة على سجن الصناعة بعد استسلام آخر مجموعة من مقاتلي “داعش” ممن تحصنوا في بعض المهاجع.

وخلال المؤتمر الصحفي قال محمود برخدان عضو القيادة العامة لـ”قسد” في معرض رده على أسئلة الصحفيين أنه جرى “نقل نحو 700 طفل ممن يسمون بـ”أشبال الخلافة” إلى أماكن أكثر أمنا بعد أن حاولت “داعش” استخدامهم كدروع بشرية خلال الهجوم”.

وأضاف أن مصير السجن لم يخضع للنقاش حتى الآن، نافيا أنباء تداولتها وسائل إعلام أمريكية حول احتمالية فرار نحو 200 معتقل للتنظيم.

“مرحلة تقييم”

في السياق ذاته قال سيامند علي عضو مكتب الإعلام في “قسد” لـ “الحل نت” إن “الهجوم و أوضاع السجن لا يزال يخضع للتقييم وأن خطوات ستتخذ حول مصير السجن وما إذا كان سيعاد تأهيله أو إيجاد بديلا له في الفترة القادمة”.

  وبحسب تقارير متفرقة من وسائل إعلام مقربة لـ”الإدارة الذاتية” فإن أضرار المعارك لحقت أيضا بمبنى كلية الاقتصاد و الهندسة المدنية وبناء فرع “جامعة الفرات” و مرآب الآليات و “مؤسسة ساد كوب للمحروقات” و”معهد المراقبين الفنيين”، حيث كان من الواضح أن مبنى معهد المراقبين الفنيين قد سوي بالأرض جراء قصف لطيران التحالف الدولي.

وأفادت مصادر من منظمات مدنية لـ”الحل نت” أن العديد من “المنظمات المدنية الدولية بدأت بالعمل على إعداد قاعدة بيانات حول الأضرار الأخيرة التي لحقت بالسجن والمرافق العامة ومنازل المدنيين في الأحياء المحيطة بالسجن، لتقدير حجم الخسائر، في خطوة أولى لدراسة إمكانية إعادة بناءها في فترات قادمة”.

وسبق أن طالبت “قوات سوريا الديمقراطية”، عدة مرات “التحالف الدولي” في فترات سابقة بإنشاء سجون بمواصفات عالمية تستوعب العدد الكبير للنزلاء وتوفر شروط أمان أفضل لهم، فيما ركزت “الإدارة الذاتية” على المطالبة بإجراء محاكمة “ذات طابع دولي” لهم.

 وتصاعد الاستياء الشعبي في الحسكة عقب الهجوم الأخير للتنظيم على سجن الصناعة من استمرار وجود السجن ضمن المدينة وبين المناطق الأهلة بالسكان.

واشنطن ومصير السجن؟

وفي بيان لمستشار “الأمن القومي الأمريكي”، جيك سوليفان، جدد التزام الولايات المتحدة بالعمل مع الشركاء في العراق وشمال شرق سوريا وكذلك التحالف ضد “داعش” من أجل مواجهة  التنظيم.

 كما شدد المسؤول الأميركي على أن من واجب الدول “العمل معا لمعالجة مرافق الاحتجاز غير الملائمة لألاف من معتقلي داعش. وأن التنظيم لا يزال يشكل تهديدا دولياً يتطلب حلا دوليا”.

وعقب سوليفان دعى المتحدث الرسمي باسم “وزارة الخارجية الأمريكية” نيد برايس “التحالف الدولي إلى تحسين الاحتجاز الآمن والإنساني لمقاتلي “داعش” وكذلك دعم مبادرات إعادة التأهيل وإعادة الرعايا والمحتجزين الأخرين في شمال شرق سوريا إلى دولهم على وجه السرعة”.

وأضاف أن “الحكومة الأمريكية ستواصل برامجها لتحقيق الاستقرار وغيرها من البرامج في المنطقة لدعم هذه الجهود”.

مصير السجناء؟

ورغم أن التصريحات الرسمية من جانب مختلف الأطراف تشير إلى أن قضية سجن الصناعة قد تصار إلى إيجاد حل بشكل أو بأخر بعد الهجوم الأخير لـ”داعش”  إلا أن مصير نزلاء السجن لا يزال معلقا، رغم مطالبات “الإدارة الذاتية” بإجراء محاكمة ذات طابع دولي.

وبشكل مماثل لا يزال مصير الآلاف من عوائل مقاتلي التنظيم الأجانب في مخيمي الهول وروج معلقا أيضا في ظل استمرار غالبية الدول استعادة رعاياها.

وتشير التقديرات إلى أن سجن الصناعة كان يضم نحو 3500 سجين، بينما كان يستوعب 700 طفل من أشبال الخلافة في معابر خاصة قالت سوريا الديمقراطية أنها كانت عبارة عن أقسام لإعادة تأهيلهم.

 وكشفت “قسد” أمس الإثنين، خلال المؤتمر الصحفي إن “374 من عناصر تنظيم “داعش” قتلوا خلال الاشتباكات وأن 223 من سجناء التنظيم مفقودين، يرجح أنهم ضمن إعداد القتلى لحين التأكد من هويتهم.

وقالت إن 121 شخصا قضوا خلال المعارك منهم 77 من موظفي وعاملين في السجن و 40 من المقاتلين وأربعة مدنيين.

ويتراوح عدد مقاتلي التنظيم المحتجزين لدى “قسد” بين 10 إلى 12 ألف معتقل بينهم أربعة آلاف عراقي وألفي معتقل من نحو 50 دولة، والنصف الأخر من الجنسية السورية.

اقرأ أيضا: خسائر داعش في الحسكة: دابر الإرهاب المقطوع

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.