تواجه إيران مؤخرا تهديدا بانحسار نفوذها بقوة في سوريا، في ظل مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية من جهة، ووجود تفاهم غير مكتمل الأركان حتى الآن بين الروس والإسرائيليين، بشأن ضرورة إبعاد القوات العسكرية لطهران عن تلك المنطقة من جهة أخرى.

تهديدات إسرائيلية

وفي لهجة جديدة من التهديد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إن بلاده ستحتفظ بحرية التصرف مع إيران بغض النظر عن نتائج المحادثات النووية بشأن النووي الإيراني الجارية في فيينا.

ونقلت قناة “مكان” الإسرائيلية عن بينيت تأكيده إبلاغ الرئيس الأميركي جو بايدن، بقرار إسرائيل المتعلق بإيران، مشددا على أن “الرئيس الأميركي هو صديق حقيقي لإسرائيل” حسب قوله.

قد يهمك: النووي الإيراني إلى الواجهة.. هل تشن واشنطن ضربات ضد طهران في سوريا؟

وتأتي التصريحات الإسرائيلية تزامنا مع وصول مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولتا، إلى الولايات المتحدة في زيارة يلتقي خلالها نظيره الأميركي جيك سوليفان، لإجراء مباحثات حول المحادثات النووية مع إيران.

إسرائيل تسعى لضرب إيران منفردة؟

وكثفت تل أبيب محادثاتها مع واشنطن مؤخرا بشأن طهران وملفها النووي، إذ ألمح العديد من المسؤولين الإسرائيليين مؤخرا إلى احتمالية لجوء إسرائيل إلى الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني، وسط اتهامات لطهران باستغلال المحادثات التي تجريها مع القوى الكبرى بالعاصمة النمساوية لكسب الوقت من أجل تطوير قدراتها النووية.

ولا يستبعد الباحث السوري عصام زيتون، أن يتحول استهداف إسرائيل للشحنات والمواقع الإيرانية في المنطقة لحرب شاملة، لا سيما فيما إذا استدعت المصلحة السياسية والعسكرية في إسرائيل ذلك.

ويقول زيتون في حديثه لـ“الحل نت“: التهديد الإسرائيلي لمشروع إيران النووي والتوسعي لم يتغير منذ 10 أعوام على مستوى الإعلام وتصريحات القادة السياسيين والعسكريين. مستوى التصعيد الإسرائيلي ضد تمدد وتمركز إيران في سوريا لا يخصع لأية اعتبارات سياسية أو خارجية، بقدر ما يخضع لاستراتيجية الأمن القومي ورؤيتها لخطورة أي خطوة تقوم بها إيران في سوريا، أو نوعية الأسلحة والعناصر التي تنقلها إلى سوريا“.

ويؤكد الباحث أن التهديدات الإسرائيلية تصاعدت حدتها في الفترة الأخير ويضيف: “زادت حدة تلك التصريحات لتصبح تحديا لأمريكا ولروسيا، وقد تكرر التصريح بأن إسرائيل ستتحرك في الوقت المناسب، وحتى لو اضطرت للتحرك منفردة“.

وتواجه إيران العديد من المخاطر التي تهدد وجودها على الساحة الإقليمية والدولي، لا سيما مع الضغوط التي تتعلق بملفها النووي، فضلا عن تهديد وجودها في سوريا نتيجة التقارب الروسي الإسرائيلي، ومحاولات إعادة دمشق بشكل محدود إلى الساحة العربية، يضاف إلى ذلك الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد نتيجة السياسات الحكومية الداخلية.

للقراءة والاستماع: اتهام أمريكي إسرائيلي لإيران بغارة جوية على قاعدة التنف

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق، أن الجيش الإسرائيلي يخطط لاستثمار 324 مليون دولار أميركي، في تدريبات وحدات الاحتياط خلال العام المقبل، حيث جاء ذلك في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية ضد الميليشيات الإيرانية في كل من سوريا ولبنان.

كذلك خصص الجيش الإسرائيلي فرقة خاصة لمواجهة القوات الإيرانية جنوبي سوريا، حيث شهدت مناطق الجنوب خلال الفترة شهدت مناطق الجنوب خلال الفترة الماضية، تنفيذ قوات إسرائيلية “مهام خاصة” في عمق الأراضي السورية، بهدف إبعاد الميليشيات الإيرانية عن الحدود بين سوريا وإسرائيل، وفق ما ذكرت تقارير صحفية.

فرقة خاصة لضرب إيران في سوريا؟

وبحسب ما نقل موقع قناة “الحرة” الأميركية عن مصادر إسرائيلية، الشهر الماضي، فإن “فرقة هبشان” التابعة للجيش الإسرائيلي، تواصل نشاطها في الجولان السوري المحتل لتأمين ما تعتبره حدودها مع سوريا، في حين لا تقتصر النشاطات العسكرية على الجنود الإسرائيليين المنتشرين خلف خط فك الاشتباك، الموقع عام 1974 في داخل الجولان.

وبحسب المصدر فإن العمليات نفذتها “قوات خاصة في عمق الأراضي السورية، لمنع أي تهديد أمني من قبل إيران أو مليشيات موالية لها، على غرار حزب الله اللبناني“.

قد يهمك: روسيا وتفاصيل الغارات الإسرائيلية.. دعاية حربية أم إحراج لبشار الأسد؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة