من جديد يبرز ملف الاتفاق النووي الإيراني بين واشنطن وطهران، وسط تعقيدات حاوطت المسار الديبلوماسي بين الجانبين، لا سيما مع إصرار إيران على الاستمرار في مشروعها النووي.

تحذيرات أميركية

وحذّر المبعوث الأميركي إلى إيرن روبرت مالي من اقتراب نقطة استحالة الاتفاق النووي مع إيران، وذلك بعد ما عززت طهران مخزونها من اليورانيوم المخصّب قبل موعد استئناف المحادثات المقرر نهاية الشهر الحالي.

وقال مالي خلال منتدى “حوار المنامة” في البحرين الجمعة: «إذا استمرت إيران في هذه الوتيرة من التقدم الذي حققته في برنامجها النووي سيأتي يوم يكون فيه من المستحيل، حتى لو كنا سنعود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، استعادة المكاسب التي حققها الاتفاق».

وأضاف:«تقدم إيران يشيع القلق في أنحاء المنطقة… وهذا ما يجعل الوقت يمر أسرع ويجعلنا جميعًا نقول إن الوقت ينفد للعودة إلى الاتفاق النووي».

ويهدد استمرار إيران في مشروعها النووي أمن واستقرار المنطقة، لا سيما فيما إذا وصلت إيران إلى مستوى يسمح لها بتصنيع قنبلة نووية، ويطرح ذلك تساؤلات عن احتمالية توحد جهود الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة وأبرزهم ربما إسرائيل لوقف خطر إيران.

لا حلول قادمة

ويستبعد المختص بالشأن الإيراني وجدان عبد الرحمن أن يكون هناك تقدم في عملية المفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران حول الملف النووي خلال المرحلة القادمة.

وحول أسباب اعتقاده يقول لـ”الحل نت”: «الامتيازات التي قد تقدمها أميركا لإيران لا ترتقي للمطالب الإيرانية، هناك في الجانب الإيراني مستفيدين من العقوبات الاقتصادي، أبرزهم الحرس الثوري الذي يهرب النفط لصالحه

ويضيف: «لا ننسى أن طموحات إيران الأساسية هي الوصول إلى القنبلة النووية، استبعد أن تكون هنالك حلول للملف النووي في الوقت الراهن»

وحول لجوء واشنطن للحل العسكري لوقف مشروع إيران النووي، يرى عبد الرحمن أن أميركا «لن تقوم بشن ضربات مباشرة في الوقت الراهن والمنظور المتوسط»، وذلك بسبب امتلاك إيران لأوراق ضغط عديدة في المنطقة أبرزها الميليشيات العسكرية التابعة لها كحزب الله وحماس وغيرها.

ويرى محللون أن الولايات المتحدة ستدفع باتجاه توحيد جهودها مع إسرائيل التي رفعت مؤخراً من جهوزيتها العسكرية لمواجهة التمدد الإيراني في سوريا.

ويتوقع وجدان تصاعد الضربات العسكرية الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا، وذلك «كلما زاد الدعم الإيراني للميليشيات».

إسرائيل في مواجهة إيران في سوريا

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية قبل يومين، أن الجيش الإسرائيلي يخطط لاستثمار 324 مليون دولار أميركي، في تدريبات وحدات الاحتياط خلال العام القادم، وذلك في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية ضد الميليشيات الإيرانيّة في كل من سوريا ولبنان.

وبحسب تقارير إسرائيلية فإن «قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، بقيادة الجنرال أمير برعام، تدريبات تضمنت محاكاة سيناريوهات قتال تعتمد على قوات الاحتياط، إلى جانب القوات النظامية، في المجالات البرية والجوية والبحرية، فضلاً عن استخدام الاستخبارات الإلكترونية والطائرات المسيرة العسكرية».

وعملت تل أبيب مؤخراً على نصب منظومات رصد متطورة للكشف المبكر عن أي تهديدات أمنية وعسكرية على الحدود مع سوريا ولبنان.

كذلك نشرت مديرية “حوماه” التابعة لإدارة تطوير الأسلحة في وزارة الدفاع بالتعاون مع سلاح الجو، نظام منطاد متطور ضخم باسم “تال شمايم” سيعمل كمنصة جوية للكشف والتحذير من التهديدات المتقدمة في الشمال.

إسرائيل تستثمر ملايين الدولارات لمواجهة إيران في سوريا.. متى ستقع المعركة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة