ارتفعت أسعار الورود الحمراء(الجوري) والتي يزداد الإقبال عليها خلال يوم الفالنتاين(عيد الحب)، في مناطق شمال وشرق سوريا، نتيجة إغلاق المعابر مع مناطق سيطرة الحكومة السورية، واضطرار أصحاب المحال لتأمين احتياجاتهم من الورود المستوردة بالدولار الأميركي من إقليم كردستان.

وكانت الحكومة السورية قد أغلقت ثلاث معابر رئيسية مع مناطق شمال وشرق سوريا هي: التايهة في منبج والطبقة والعكيرشي في الرقة، منذ الـ21 من آذار/ مارس الفائت، أمام الحركة التجارية ما أثر على ارتفاع أسعار العديد من المواد الغذائية والمنتجات الصناعية والتجارية في المنطقة.

تفضيل للجوري

وقال محمد خير الحسيني(صاحب محل قصر الورد) إن إغلاق المعابر مع الداخل السوري، أجبر أصحاب المحال لشراء حاجتهم من الجوري الطبيعي والصناعي المستورد من إقليم كردستان، بالدولار الأميركي.

وأضاف لـ “الحل نت” أن الوردة الجورية المنتجة محليا و التي كانت تباع بثلاثة آلاف ليرة في العام الفائت، كان بديلها اليوم بـدولار ونصف دولار أميركي.

وأشار الحسيني الذي يعمل في محله وسط القامشلي منذ العام 1983، إلى أن الإقبال على شراء الورد الصناعي أقل من نظيره الطبيعي خلال الفالنتاين،، كما إن الإقبال على شراء الورود بشكل عام بات أكبر مقارنة بشراء الهدايا خاصة مع ارتفاع الأسعار بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

وتباع الوردة الجورية الطبيعية دون تغليف بـ7 آلاف ليرة سورية، فيما تباع المغلفة بعشرة آلاف، أما الوردة الصناعية فتباع بـ5 آلاف ليرة ويصبح سعرها مع التغليف 7 آلاف.

ويقول جابر صاروخان وهو صاحب محل “آياز للزهور” وسط القامشلي، إنه كان بالإمكان الاعتماد على الورود المنتجة في دمشق، ونقلها جوا بعد دفع مبلغ 17 ألف لكل كيلو غرام، وهو ما يجعلها تتساوى من حيث التكاليف مع المستوردة من إقليم كردستان، إلا أن تراجع الجودة للورود المنتجة محليا كان أحد الأسباب التي تدفع الباعة لتفضيل المستورد عليها.

وأضاف أن بعض الكميات التي وصلت من دمشق مؤخرا كانت تتلف سريعا نتيجة إصابتها بالفطور فيما بدت المستوردة أفضل من حيث الجودة.

ويتحدث أصحاب محال الهدايا عن تأثر أعمالهم جراء ارتفاع الأسعار وتدهور قيمة الليرة السورية، في مقابل توجه الناس لشراء الورود الأقل تكلفة.

وأشار صاروخان إلى أن الفئة التي تتجه لشراء الهدايا تقتصر على المقتدرين ماديا وبعض المغتربين الذين يتواصلون لأجل شراء هدايا لأحبائهم في الداخل.

وارتفعت أسعار أوراق التغليف التي كان تشترى حزمها بـ7500 ليرة سوريا في العام الفائت، لتصل إلى 12 دولارا أميركيا في هذا العام.

الحظر الجزئي

ويشير العديد من أصحاب محال بيع الورود في القامشلي إلى أن الحظر الجزئي المفروض في القامشلي، منذ هجوم “داعش” على الحسكة في الشهر الفائت، أثر بشكل كبير على حركة الإقبال مقارنة بالعام الفائت، ذلك أنه يبدأ مع السادسة مساء وهو ما كان يمثل ذروة الإقبال خلال السنوات الماضية خلال يوم الفالنتاين.

ولم يعد الاحتفاء بيوم الفالنتاين مقتصرا على الفئة الشابة في مناطق شمال وشرق سوريا، خاصة خلال السنوات الأخيرة، بعدما اتسعت دائرة المحتفين بهذا اليوم ليشمل كبار السن، بحسب باعة ورد في القامشلي.

ورغم أن الاحتفال بالفالنتاين بات مظهرا اجتماعيا مقبولا على نطاق واسع في المنطقة، إلّا أنه لا يخلو من معارضة، وانتقادات سكان يرون أن المدينة لم تكن تعرف هكذا احتفال حتى قبل عقدين أو ثلاثة على الأكثر، وأنها عادة حتى وإن كانت موجودة من قبل، فإنها لم تكن بهذا الانتشار، والاحتفاء الذي يتم به حاليا، خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، و”تأثيرها السلبي”، وفق قولهم.@⁨مالك الحافظ⁩

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.