في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف التي أصبح تأمينها يرهق مربي المواشي في سوريا، فضلا عن صعوبة تربية المواشي وتأمين مستلزماتها، بدأ بعض مربو المواشي بيع مواشيهم بسبب عدم قدرتهم على تأمين الأعلاف.

وأفاد موقع “أثر برس” المحلي بأن: “أحد مربّي المواشي من مدينة مركدة في ريف الحسكة الجنوبي، قام ببيع 25 رأسا من الأغنام بمبلغ لم يتجاوز 450 ألف ليرة سورية بسبب عدم قدرته على تأمين الأعلاف“.

وبحسب المصدر فإن رجل آخر يمتلك قطيع من المواشي، في منطقة “جبل عبد العزيز” بريف الحسكة الغربي، فتح النار من بندقية آلية على قطيعه ما أفضى لنفوق 25 رأساً من القطيع.

وتشهد مختلف المناطق السورية ارتفاعا في أسعار الأعلاف، فضلا عن صعوبة تأمينها، وانتشار المغشوشة منها.

أعلاف مغشوشة

قبل أيام أفاد موقع “الثورة أون لاين” في تقرير بأن “التحقيقات في فرع مؤسسة الأعلاف بطرطوس بينت أنه أثناء التدقيق للكشف عن سرقة حمولة (ذرة صفراء) أثناء تفريغها وتحويلها ظهرت عملية فساد أكبر في معمل أعلاف طرطوس“.

للقراءة أو الاستماع: الأعلاف الروسية هي المفضلة لدى الحكومة السورية!

وبحسب تقرير الموقع فإن التحقيقات في المؤسسة، “كشفت عن خلط العلف بمادة (النحاتة)، وذلك بنسبة بلغت 25 بالمئة، وهي مادة تؤدي لمرض الثروة الحيوانية وتعطي زيادة بالوزن ولا يمكن هضمها“.

وتزامنا مع ارتفاع أسعار الأعلاف في سوريا، اتجه مربو المواشي إلى الاعتماد على “التبن” لتغذية مواشيهم، التي ارتفعت أسعارها هي الأخرى خلال الفترة الماضية.

ارتفاع الأسعار وقلة الأراضي القابلة للحصاد

ووصل سعر كيلو التبن في سوريا إلى 800 ليرة سورية، بعد أن كان لا يتجاوز 85 ليرة الموسم الماضي، ما دفع الكثير من مربي المواشي إلى بيع أغنامهم وأبقارهم والبحث عن مهنة أخرى.

ويؤكد مربوا المواشي في مختلف المناطق السورية، أن المعاناة كبيرة في ظل غياب أي دعم حكومي لمزارعهم فضلا عن الارتفاع الجنوني بسعر علف الحليب. حيث بلغ سعر كيس العلف 40 كيلو 63500 ليرة سورية، وبلغ كيس العلف 50 كيلو سعر 89000 ليرة.

كما بلغ سعر علبة دواء الفيتامين 55 ألف ليرة سوري، وكيلو العلف يُحسب عليهم وسطيا بمبلغ 1700 ل.س. مع العلم بأن كيلو العلف لا ينتج كيلو حليب، إضافة لارتفاع أجور الطبابة البيطرية وأدويتها.

نضوب الثروة الحيوانية في سوريا

ولم يعد أصحاب ومربي الماشية السوريين قادرين على رعاية مواشيهم، في ظل ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والأعلاف وغيرها من الوسائل الضرورية لتربية المواشي، فضلا عن الأعداد الكبيرة من الحيوانات التي نفقت بسبب الأعمال الحربية.

وبحسب منظمة الأغذية والزراعة العالمية “فاو“، فإن أن أعداد الثروة الحيوانية قد انخفضت بشكل حاد منذ بداية الحرب. ومع ذلك، من المرجح أن يؤدي ارتفاع أسعار العلف الحالية. وعدم الوصول إلى المراعي إلى نفاد المخزون المحلي على نطاق واسع.

وأشارت المنظمة، في تقريرها الصادر بشهر كانون الأول/ديسمبر الفائت، إلى انخفاض أسعار الحيوانات الحية مقارنة بالعام الماضي. حيث باع المزارعون جزءا من قطعانهم للحصول على السيولة لشراء الأعلاف والمدخلات الأخرى للحيوانات المتبقية.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع أسعار الأعلاف وندرتها يهدد تربية المواشي في ديرالزور

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.