تركيا في مأزق بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.. ما الذي ستخسره في سوريا؟

تركيا في مأزق بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.. ما الذي ستخسره في سوريا؟

بعد تهديدات وحشود عسكرية خلال الفترة الأخيرة، بدأت روسيا بشن هجومها على أوكرانيا، يوم أمس الخميس، في عملية تهدف إلى خلق حدود جديدة، وإعادة فرض اتفاقيات تتعلق بأمن المنطقة، خاصة بعد الانسحابات الغربية من الاتفاقيات الموقعة مع روسيا في نهاية الحرب الباردة، والمتعلقة بالصواريخ وغيرها.

ومع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، وقعت تركيا في مأزق بين حليفتها الاستراتيجية روسيا، وحلف الناتو التي هي عضو فيه، وتشكل ثاني أكبر قواته العسكرية بعد الولايات المتحدة، إضافة للحرج تجاه أوكرانيا التي تربطها بتركيا علاقات قوية.

اتفاقية مونترو أحد أسباب المأزق التركي

تمنح هذه الاتفاقية، الموقعة عام 1936، الأتراك حق السيطرة على مضيقي البوسفور والدردنيل، وتنظم عبور السفن الحربية، وتضمن حرية مرور السفن المدنية في وقت السلم، وتقيد مرور السفن البحرية التي لا تنتمي إلى دول البحر الأسود.

و يحق لتركيا السيطرة على ملاحة البوسفور لصالح السلام، ونظام الملاحة يتغير في زمن الحرب فقط، حيث يحق العبور للسفن التجارية، وتوقف العسكرية منها، وقد طالبت أوكرانيا تركيا الالتزام بهذه الاتفاقية، كما يطالبها الغرب بذلك، وتعتبر روسيا أكبر المستفيدين من الملاحة في هذه المضائق، وهذا ما سيسبب بتوتر العلاقة مع تركيا في حال تصاعد الصراع.

وتلزم الاتفاقية جميع الدول الأخرى التي ترغب في إرسال سفن، بإخطار تركيا قبل 15 يوما، في حين أن على دول البحر الأسود تقديم إشعار في مدة 8 أيام.

إقرأ:قمة أوروبية طارئة بسبب روسيا.. ماذا عن إيقاف خط الغاز نورد ستريم؟

ما تأثير غزو أوكرانيا على العلاقات التركية – الروسية بشكل عام وفي سوريا وإلى جانب من ستقف تركيا؟

لا يوجد حتى الآن انعكاسات سلبية على العلاقات الروسية – التركية ، ولكن هذه العلاقات ستتضح مع نهاية العملية العسكرية الروسية، وخاصة فيما إذا أرادت روسيا ضم أراضي أوكرانية، أو تقسيم أوكرانيا فعند ذلك ستختلف الأوضاع بشكل سيء.

يقول الخبير في الشأن التركي، فراس رضوان أوغلو، في حديثه لموقع”الحل نت”، إن أي تقسيم أو ضم من روسيا لأراض في أوكرانيا، سيؤدي إلى اختلال في التواز الاستراتيجي في البحر الأسود، بالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية التي فرضت على روسيا سيكون لها تفاعل مع تركيا، مضيفا أنه ما لم تطمئن روسيا تركيا بعد العملية من المخاوف الجيواستراتيجية فسيكون هناك ضرر كبير في العلاقات بينهما.

وأضاف أوغلو، أن تركيا لا تقف بين روسيا والناتو، بل تقف حاليا بين روسيا وأوكرانيا، في محاولة لإيجاد حل للأزمة، لكن في حال شن الناتو هجوما عسكريا ضد روسيا، عندئذ ستكون تركيا مجبرة على الوقوف في صف الناتو فهي جزء منه، لكن لن تصل الأمور إلى هذه المرحلة.

أما فيما يتعلق بسوريا، فأشار أوغلو، إلى أن الأوضاع في الأصل في حالة جمود، ولن ينعكس ما يجري في أوكرانيا على الملف السوري، لكن هناك تكهنات أنه سيسبب ضعفا لروسيا في سوريا، وهذا أمر مستبعد، وبشكل عام لن تتغير الأمور في سوريا إلا من خلال التوصل لحل سياسي شامل.

ولفت، إلى أنه لن تكون هناك أي خسارات لتركيا في سوريا، فالأمر منفصل بالنسبة للملف السوري، فيما يخص العلاقة الروسية – التركية حول أوكرانيا.

وأكد أوغلو، أن تركيا ترفض الحرب،وترفض تقسيم أوكرانيا، ولن تعترف بما تقوم به روسيا، ولكنها غير قادرة على اتخاذ أي إجراء عملي، وما فعلته خلال الفترة السابقة هو إعطاء طائرات مسيرة لأوكرانيا، لكن من الممكن أن تكون تركيا منصة سياسية لأوكرانيا وهذا مرتبط ببقاء الحكومة الحالية، لكن إذا تمكنت روسيا من إنهاء هذه الحكومة وجلب حكومة موالية لها فلا يمكن لتركيا أن تفعل أي شيء.

قد يهمك:طبول الحرب تقرع في أوكرانيا ويسمع صداها في سوريا

كيف تتعاطى تركيا مع الغزو الروسي وسط مقاطعة دولية لروسيا؟

أعلن حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، الخميس، رفضه القاطع للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، معتبرا أنه غير شرعي أو قانوني،

وقال المتحدث باسم الحزب عمر جليك، عقب اجتماع اللجنة المركزية في العاصمة التركية أنقرة، إنه منذ اللحظة الأولى للتوتر الأوكراني الروسي، أعربت تركيا عن تأييدها وحدة أراضي أوكرانيا، مضيفا أن بلاده ستواصل الدفاع بقوة عن سلامة أراضي أوكرانيا ووحدتها السياسية.

وتعتقد الكاتبة السورية، بهية مارديني، في حديثها لموقع “الحل نت”، أن خريطة الطريق لتعاطي تركيا مع الغزو الروسي لأوكرانيا حددها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، عندما أكد أن أنقرة لا تعتزم التخلي عن حوارها مع روسيا أو أوكرانيا، بل تسعى إلى اتخاذ خطوات من شأنها حل المسألة دون الإضرار بعلاقاتها مع هاتين الدولتين.

وأضافت مارديني، أن لتركيا علاقات مهمة مع البلدين وهي عضو في حلف الناتو، و تصعيد التوتر بين روسيا وأوكرانيا هو خطر على الأمن والاستقرار في حوض البحر الأسود، وعلى العالم واقتصاده، لذلك جاءت محادثات تركيا أيضا مع حلفائها ضمن الناتو، مشيرة إلى أنه ستكون هناك وساطة تركية بين موسكو وكييف ومبادرات باتجاه تجنب تفاقم الوضع المعقد أصلا.

ولفتت مارديني، إلى أن الموضوع اليوم يتجاوز موضوع التعاون العسكري بين تركيا وروسيا فهناك سياحة واستيراد مواد رئيسة، ومن الناحية الإنسانية والاقتصادية ليس من مصلحة تركيا التصعيد العسكري، لذلك في الغالب ستتخذ تركيا موقفا عنوانه الهدوء والحوار لمعرفة تركيا بارتدادت الحرب، ومعظم الدول ستتبنى مواقف مشابهة، لأن هناك اعتقادا أن الولايات المتحدة ستتخذ الحوار سبيلا للحل في النهاية، فالخيار العسكري غير مطروح ضد روسيا.

إقرأ:بدأت الحرب.. بعد أشهر من التوترات روسيا تغزو أوكرانيا

ترقب عالمي، وتوجه للأنظار إلى ما يجري في أوكرانيا، وسط مخاوف من تصعيد أكبر للحرب، التي ستؤدي حينها إلى قلب الكثير من الموازين، ورسم خرائط عالمية جديدة، قد لا تصب في مصلحة العديد من الأطراف خاصة الدول الأوربية وتركيا الأعضاء في الناتو

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.