مناورات إيرانية ومناكفات مستمرة تسعى فيها طهران إلى إعادة تفعيل الاتفاق النووي ضمن شروطها المرفوضة للمجتمع الدولي، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق خلال فترة إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.ووفق مراقبين، فإن المفاوضات التي تجري في فيينا لإحياء الاتفاق، تمر بعثرات متعددة، مع اقتراب نهاية المهلة المحددة غربيا لإيران للموافقة على الشروط الغربية.

شروط إيرانية ترفضها الولايات المتحدة

طالبت إيران، عبر المرشد الإيراني، علي خامنئي، بضمانات محددة لإتمام الاتفاق، لكن الولايات المتحدة رفضت هذه الطلبات الإيرانية، حسب موقع “إيران إنترناشيونال”.

وأضاف الموقع نقلا عن مسؤولين غربيين، أن الاجتماعات التي عقدت في إيران للرد على الجانب الغربي في محادثات فيينا كانت غير مثمرة، وأن الولايات المتحدة الأميركية حددت موعدا نهائيا لإيران، مشيرا إلى أنه إذا لم يتم حل القضايا المتبقية ولم يتم التوصل إلى اتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة، فإن وفاة الاتفاق النووي ستكون نهائية.

ونقل الموقع، عن مصدر في الخارجية الإيرانية، أن الولايات المتحدة حددت مهلة فورية لطهران للرد على مقترحات الغرب في محادثات فيينا، وبحسب هذا المصدر، فإنه في اجتماع مجلس الأمن القومي الإيراني، الذي عقد أول أمس الجمعة بحضور المرشد علي خامنئي، لم يتوصل الأعضاء إلى نتيجة وتم تعليق القرار بشأن رفض مسودة فيينا أو قبولها.

ويرى محمد خيري، الباحث في الشأن الإيراني، في حديثه لموقع ” الحل نت”، أن التفاوض بين إيران والولايات المتحدة والغرب، كان يجري على العديد من النقاط، وهناك طلبات إيرانية تم رفضها من قبل الأميركيين، كضمان يتعلق بموافقة “الكونغرس” الأميركي على الاتفاق الجديد بحيث لا يتم انسحاب الولايات المتحدة منه مرة أخرى، في حال وصول رئيس جمهوري للحكم، بحسب تعبير خيري.

كما أشار إلى وجود طلبات إيرانية أخرى، من أبرزها، تعويض مالي لإيران عن فترة العقوبات، وإزالة كل العقوبات التي فرضت من قبل الولايات المتحدة دفعة واحدة، ورفع العقوبات المفروضة على المرشد الإيراني، وعلى “الحرس الثوري”، وإزالة “الحرس الثوري” من قوائم الإرهاب.

إقرأ:“مفاوضات فيينا”.. هل يمكن إعادة إحياء الاتفاق النووي؟

الأزمة الأوكرانية حاضرة في الملف النووي الإيراني

تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي بدأ قبل عدة أيام، بالتأثير على المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، إذ أدى إلى انشغال المجتمع الدولي بشكل كامل بهذا الغزو الذي تسبب بأزمة بين روسيا والغرب.

ويرى خيري، أن هذا الغزو أدى لظهور أقطاب جديدة على الساحة السياسية الدولية، خاصة وأن إيران والصين تدعمان روسيا في موقفها، والولايات المتحدة والغرب هم الجهة التي تفاوض إيران الداعمة لروسيا، والتي تختلف توجهاتها في الأصل عن التوجهات الأميركية.

وأوضح خيري، أنه مع اجتماع كل هذه الظروف، ووجود بعض الخلافات بين روسيا والغرب، وبين بعض الدول الغربية والولايات المتحدة حول الملف الإيراني، فإن إيران وقعت أسيرة لهذه الخلافات، وهو ما قد يعيق التوصل للاتفاق، ويؤدي لإعلان نهايته.

قد يهمك:روسيا تتخلى عن إيران في المفاوضات النووية.. ماذا عن النفوذ الإيراني بسوريا؟

ظروف دولية مجتمعة أدت إلى تدهور المفاوضات الإيرانية – الغربية، إضافة لرفض الولايات المتحدة للشروط الإيرانية، ما سيبقي الأوضاع على ما هي عليه، مع استمرار العقوبات المفروضة على إيران، وما قد ينتج عن ذلك من تصعيد إسرائيلي ضد إيران خاصة نفوذ الأخيرة في سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة