“هل تريدون تقاسم الكعكة هذه المرة أيضا؟ (…) تنظيم “داعش” مستعد لاستغلال أي فراغ سياسي”. ذلك هو جزء من تحذير أممي لساسة العراق من خطر “داعش”.

وسط الأسبوع الماضي، حذرت مبعوثة “الأمم المتحدة” لدى العراق جينين بلاسخارت، في كلمة أمام “مجلس الأمن”، ساسة العراق من خطر “داعش”.

تحذير رئيسة بعثة “يونامي” لدى العراق، جاء نتيجة استمرار “الانسداد السياسي” في بغداد، وسط بحث الكتل السياسية عن تقاسم “كعكة” التعيينات، بحسب تعبيرها.

ما مدى قوة “داعش” الحالية؟ وهل بإمكانه فعلا استغلال الانقسام/ الانسداد السياسي الحالي؟ وما القوة التي لديه في حال استغل حالة الصراع السياسي الحالي؟

“لا قوة كبيرة يمتلكها “داعش”. التنظيم ضعيف، لكن ذلك لا يعني نهايته. لذا يجب أخذ الحيطة والحذر منه دائما”، هكذا يقول الخبير الأمني هاوكار الجاف.

للقراءة أو الاستماع: خليفة “داعش” الجديد “عراقي الجنسية”

ويضيف الجاف لـ “الحل نت”، أن مقتل زعيم الننظيم الثاني عبد الله قرداش، أربك عناصر وقيادات “داعش”، خاصة وأن الكثير منهم لم يتجاوز بعد صدمة مقتل زعيمهم الأول أبو بكر البغدادي.

“داعش” في “غيبوبة”

وقتل البغدادي بغارة أميركية بمدينة إدلب في سوريا بتاريخ 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، ثم قتل خلفه قرداش نتيجة غارة جوية أميركية أخرى في إدلب أيضا، في 3 شباط/ فبراير الجاري.

هاوكار الجاف يردف، أن مقتل قرداش أحبط من عزيمة “داعش” بنسبة كبيرة، حتى أنه منشق في اختيار الخليفة الحديد له، لعدم أهلية شخصية قيادية لتزعمهم.

ويكمل، أن تهديد “داعش” لم يعد مطروحا كما سابق عهده، حتى هجماته التي ينفذها بين فترة وأخرى قلّت وانحسرت منذ مقتل قرداش، ومع ذلك هذا لا يعني نهايته.

ويشير الحاف، إلى أن التنظيم يحاول الآن استعادة وضعه الطبيعي والخروج من صدمة مقتل زعيمه، ثم يبحث بعد ذلك عن اختيار زعيم جديد له.

وحتى ذلك الحين، سيبقى التنظيم في “غيبوبة”، على حد تعبير الجاف، لكنه قد يستفيق منها بأي لحظة، في حال توفرت له الفرصة المناسبة، وتلك الفرصعة صعبة جدا.

ويحذّر الجاف، من أن حالة واحدة فقط قد تعطي الفرصة لـ “داعش” باستغلال الوضع السياسي الحالي في العراق، وهي إن حصل انهيار آو اختلاف في التنسيق الأمني المشترك بين القوات العراقية وقوات “البيشمركة” الكردية.

الكواليس السياسية قد تنعكس أمنيا

ونسّقت القوات العراقية في بغداد مع قوات “البيشمركة” في أربيل، في كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، للتعاون المشترك في مسك المناطق المتنازع عليها وتأمينها.

وكانت تشهد تلك المناطق وخاصة في نينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين هجمات متعددة لتنظيم “داعش”، وازدادت حدتها في آخر شهرين من السنة المنصرمة.

لكن ومنذ حصول التنسيق الأمني المشترك بين بغداد وأربيل، قلت هجمات “داعش” حتى تبخرت بشكل شبه كلي، وهو ما يؤكده الجاف، لكنه يشدد على ضرورة إبعاد السياسة عن الاتفاقات الأمنية.

للقراءة أو الاستماع: ما فرص معاودة نشاط “داعش” في سوريا والعراق؟

ويوضح الجاف، أنه في حال اختلف الساسة فيما بينهم وخاصة الأحزاب الكردية مع أحزاب بغداد، قد ينعكس ذلك على كل التفاهمات فيما بينهم، وتلغى كل الاتفاقات، وبضمنها الأمنية، وإن حصل ذلك، فستكون الفرصة ملائمة للتنظيم لتنفيذ هجمات “انتحارية” بين مدة وأخرى، “لذا يجب إبعاد الاتفاقات الأمنية عن كواليس السياسة”.

وسيطر “داعش” في 2014، على محافظة نينوى، ثاني أكبر محافظات العراق سكانا، ثم على الآنبار، وهي أكبر المحافظات مساحة، ثم صلاح الدين.

كما سيطر “داعش”، على أجزاء من محافظتي ديالى وكركوك، ثم حاربته القوات العراقية لثلاث سنوات، حتى أعلن النصر عليه في 9 كانون الأول/ ديسمبر 2017، لكن ذلك لم يُنهه كليا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.