تعقد بشكل دوري، اجتماعات بين ممثلين عن اللاجئين السوريين ومسؤولين أتراك في سبيل طرح القضايا المتعلقة بتواجد اللاجئين السوريين في تركيا والمشاكل التي يعانون منها باستمرار خصوصاً القانونية منها.

في المقابل، يفيد استطلاع رأي أجراه الحل نت مع عدة لاجئين سوريين، أن الغالبية لم يلمس نتائج فعلية من هذه الاجتماعات في الوقت الذي يرى فيه البعض أن أي نشاط لصالح اللاجئين السوريين هو إيجابي مهما كانت محدودية تأثيره.

آخرها في غازي عنتاب

عقد منذ أيام، اجتماعاً عبر الانترنت، بين لاجئين سوريين وحضره كل من والي غازي عنتاب، داوود غول، ومدير دائرة الهجرة في الولاية، فاتح آينا، إضافة لمدير آفاد، بكر شين.

وتناول الاجتماع عدة قضايا أبرزها موضوع تثبيت عناوين الإقامة وتسهيل استخراج إذن العمل إضافة لذلك ملف الجنسية التركية الاستثنائية، وفق ما تداولته وسائل إعلامية.

وفي التفاصيل، فقد قال والي غازي عنتاب، داوود غول، إن “من تم ترحيلهم من السوريين هم من مرتكبي جرائم تستحق الترحيل” كما تطرق إلى موضوع إذن العمل ووعد بطرح الموضوع على وفد قادم من أنقرة بهدف تسهيل استخراجه.

وفيما يخص موضوع تثبيت العناوين، فقد أضاف، أنهم يعملون على الحد من انتشار سوريين في مناطق وأحياء نسبتهم فيها أكثر من نسبة الأتراك.

وحسب مراسل الحل نت في تركيا، فقد شوهد ازدحاماً كبيراً للاجئين سوريين أمام مركز أكيول لتحديث البيانات، جميعهم قدموا من أجل تثبيت عناوين إقامتهم، في الوقت الذي باتوا متخوفين فيه من تعرضهم للترحيل إن لم يقوموا بذلك.

كما تناول والي عنتاب، موضوع حصول السوريين على الجنسية الاستثنائية، وقال: إن “المرشحين سيخضعون لدورات اندماج ولغة”.

وليس هذا الاجتماع الأول من نوعه، حيث تجري بشكل دوري اجتماعات بين ممثلين عن لاجئين سوريين ومسؤولين أتراك في عدة ولايات تركية.

هل يستفيد السوريون من هذه الاجتماعات؟

يضع سوريون العديد من النقاط حول اللقاءات التي تجريها الفعاليات السورية مع الأتراك كوزارة الداخلية أو مديريات الهجرة في الوقت الذي يتحدث البعض عن مدى جدوى هذه اللقاءات وفائدتها للسوريين وتحسين أوضاعهم.

وخلال إعداد المادة، تواصلنا مع الناشط الحقوقي المتابع لقضايا اللاجئين السوريين في تركيا، طه الغازي والذي قال بدوره للحل نت: إن “الاجتماعات الدورية بين الفعاليات السورية والمسؤولين الأتراك لها دور كبير في حل قضايا المجتمع السوري اللاجئ في تركيا، لكن هذه الاجتماعات، يجب على الأخوة السوريين من فعاليات ومنظمات وهيئات الأخذ بعين الاعتبار، أن احتياجات اللاجئ السوري في تركيا بعد العشرة أعوام الأخيرة قد تغيرت، فلا يمكن اليوم طرح قضايا اللاجئ السوري في عام 2011”.

ويضيف، ما نعاني منه اليوم للأسف الشديد هو مدى قدرة الهيئات والفعاليات على تمثيل مطالبنا الواقعية، اليوم المجتمع السوري اللاجئ خلال السنة الأخيرة تحديداً، تعرض لتهديدات ذات طابع عنصري وصارت تهدد أمنه وسلامته، لذلك عدم طرح هذه النقاط على الأتراك هي أكثر ما يؤرق المجتمع السوري.

كما يتابع الغازي، أنه حتى ننتقل بمطالبنا المحقة ونضعها على طاولة الاجتماعات، يجب الخروج من قوقعة تمثيل أو تقديم اللاجئ السوري كشخص “محتاج” كأن نقدم له كرت الهلال الأحمر أو سلة غذائية …الخ.

ويرى الناشط الحقوقي، أن اللقاءات دائماً ما تكون من باب تلقي القرارات والتعليمات الجديدة، بينما معظم اللقاءات التي تحصل وما يتم تداوله فيها، يحصل أن يتم إصدار قرارات من قبل وزارة الداخلية أو مديرية الهجرة منافية لما تمت مناقشته، على سبيل المثال جرى ترحيل عدد كبير من اللاجئين السوريين بعد لقاء سوريين مؤخراً مع وزي الداخلية، سليمان صويلو.

صدى الشارع

يبدو أن العديد من اللاجئين السوريين ممن تحدثنا إليهم لا ينظرون بشكل إيجابي لما ينتج عن هذه اللقاءات رغم أمل البعض منهم بتحسين أوضاعهم مستقبلاً.

وفي استطلاع رأي، شمل عدد من السوريين وآرائهم حول هذه اللقاءات، يقول مهند العلي وهو لاجئ مقيم في قيصري، إنه “لم يسمع من قبل بأن هناك ممثلين يتحدثون نيابة عن السوريين مع المسؤولين الأتراك، متسائلاً حول من اختارهم ليكونوا بهذا المكان”.

في السياق، يأمل أبو بلال وهو لاجئ سوري يقيم في غازي عنتاب، أن تفضي هذه اللقاءات إلى نتائج ملموسة يستفيد منها السوريون في تركيا، منوهاً لضرورة زيادة إنجاز مثل هذه اللقاءات والتركيز على أكثر المشاكل التي يعاني منها اللاجئون في تركيا مثل إذن السفر.

ويأتي ما سبق في ظل تصدر موضوع “تثبيت عناوين الإقامة” النقاشات بين اللاجئين السوريين في الآونة الأخيرة.

الجدير ذكره أن آخر إحصائية رسمية تقول، إن هناك ما لا يقل عن ثلاثة ملايين و746 ألفاً و674 لاجئاً سورياً مسجلين في تركيا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.