كحال الطفل محمد الجاسم الذي تعرض للترحيل القسري، منذ أيام، بشكل مفاجئ من ولاية غازي عنتاب إلى شمال غربي سوريا، تعرض مئات اللاجئين السوريين للترحيل خلال فبراير الماضي، فيما اختار لاجئون آخرون العودة طوعاً إلى الأراضي السورية.

وتشير إحصاءات نشرتها إدارتي معبري باب الهوى وباب السلامة إلى عودة وترحيل ما لا يقل عن 1891 لاجئاً سورياً خلال شهر فبراير الماضي.

يأتي ذلك في الوقت الذي تزايد فيه التضييق على اللاجئين السوريين في تركيا وبات قرار الترحيل من أكثر القرارات المتخذة بحقهم فيما لم تسعف الظروف لاجئين آخرين من حل مشاكل أو عقبات واجهتهم فاضطروا إلى اتخاذ قرار العودة بشكل نهائي إلى سوريا.

بالأرقام

يكاد لا يمر شهر إلا ويتعرض فيه مئات اللاجئين السوريين للترحيل القسري، حيث أعلنت إدارة معبر باب الهوى، عن ترحيل 1396 لاجئاً سورياً خلال شهر فبراير الماضي.

في السياق، بلغ عدد اللاجئين السوريين الذين تم ترحيلهم أو عادوا طوعاً عبر معبر باب السلامة 495 لاجئاً سورياً خلال شهر فبراير الماضي.

وبذلك، وصل عدد اللاجئين الذين عادوا إلى سوريا سواء بسبب ترحيلهم أو عادوا طوعاً إلى 3476 لاجئاً سورياً عبر معبري باب الهوى وباب السلامة منذ بداية العام الحالي 2022.

وكان قد أكد الناشط الحقوقي المتابع لقضايا اللاجئين السوريين في تركيا، طه الغازي للحل نت، منذ أيام، أنه رغم الاجتماعات الدورية التي تحصل باستمرار بين فعاليات سورية ومسؤولين أتراك، تم ترحيل عدد كبير من اللاجئين السوريين خلال الشهر الماضي.

العودة طوعاً.. الحل الوحيد

شكلت الظروف التي واجهت بعض اللاجئين السوريين في تركيا عقبات لم يستطيعوا حلها ما جعلهم مضطرين إلى اتخاذ قرار العودة الطوعية.

هذا ما لمسناه في قصة الشاب وسيم حاج محمد (27 سنة) الذي اضطر إلى ترك عمله في تركيا وقرر العودة طوعاً من أجل إتمام حفل زفافه بعد محاولات عديدة لإدخال زوجته إلى تركيا والتي باءت بالفشل.

يقول وسيم خلال اتصال هاتفي للحل نت: إنه “على مدار أكثر من ستة أشهر تخللها عشرات المحاولات كنت أحاول إدخال زوجتي لتركيا وإتمام حفل الزفاف هنا لكنها لم تنجح”.

ويضيف، أنه كان لديه خيار وحيد وهو تسليم وثيقة الكيملك والعودة إلى سوريا بشكل نهائي وهذا ما فعله بعدما يأس من محاولات لم الشمل فيما يخطط الآن للعودة إلى تركيا مع زوجته.

ويضطر العديد من اللاجئين السوريين إلى اتخاذ قرار العودة مثلما فعل الشاب وسيم بسبب ظروف حصلت معهم جعلتهم مضطرين إلى اتخاذ قرار العودة الطوعية.

ترحيل فوري

يواجه لاجئون سوريون وصلوا حديثاً للأراضي التركية خطر الترحيل القسري إلى سوريا في الوقت الذي تنتشر فيه دوريات الشرطة على طول المناطق الحدودية التركية مع سوريا.

وحسب ما رصده مراسل الحل نت في تركيا، فإن حالات الترحيل الفوري باتت تحصل بشكل شبه يومي وفق ما تتناقله وكالات الإعلام التركيا.

واعتقل الأمن التركي، 80 لاجئاً سورياً، أمس الخميس، قرب ولاية كيليس جنوب تركيا، وكانوا قد عبروا الحدود السورية التركية ليتم تحويلهم إلى مديرية الهجرة والبدء بإجراءات الترحيل.

وقبل الحادثة السابقة بيوم، اعتقل أيضاً 17 لاجئاً سورياً عند ولاية كيليس، حيث تم اقتيادهم إلى مديرية الهجرة في الولاية تمهيداً لترحيلهم إلى سوريا.

وتتكرر حالات الترحيل للاجئين سوريين في تركيا بشكل شبه يومي، فيما بات ارتكاب بعض المخالفات “ولو عن غير قصد” موجب لتعريض أي لاجئ سوري يحمل وثيقة الحماية المؤقتة للترحيل القسري.
إعداد ميلاد النجار

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.