لا تزال الكهرباء تشكل أحد أبرز وجوه المعاناة للسوريين على امتداد الأرض السورية، على الرغم من التصريحات المستمرة لمسؤولي الحكومة ووزارة الكهرباء، وادعاءاتهم المستمرة بقيامهم بكل ما يلزم لإعادة التيار الكهربائي للمواطنين، وتلبيتهم الفورية للشكاوى.

إلا أن ما يجري يعكس واقعا مغايرا تماما لهذه التصريحات، حيث لم يعد انقطاع الكهرباء يقتصر على التقنين المعلن عنه حكوميا، بل تعدى ذلك إلى انقطاع كامل ولفترات طويلة عن العديد من المناطق والأحياء في مختلف المحافظات، حتى حدى ببعض السكان إلى ترك منازلهم واستئجار منازل جديدة في أحياء أخرى من المدن.

أهالي حي حمصي يهجرون الحي

يعاني أهالي حي باب الدريب في حمص من عدم وصول التيار الكهربائي إلى الحي، على الرغم من أنهم عادوا إلى منازلهم بعد توقف القتال منذ فترة طويلة، وهذا ما دفعهم لترك منازلهم واستئجار منازل في أحياء أخرى، حسب تقارير صحفية محلية.

وأضافت التقارير، أنه على الرغم من وجود محولات وأعمدة لكنها دون تغذية كهربائية حتى الآن، وبالتزامن مع ذلك فإن طلبات تركيب عدادات الكهرباء لأهالي الحي يتم رفضها من قبل شركة الكهرباء بحجة عدم وجود تيار كهربائي، فيما لا يوجد أي رد من المسؤولين المختصين حول الوضع في هذا الحي.

وتعاني معظم الأحياء في حمص، وخاصة القديمة منها من تردي وضع التيار الكهربائي، بسبب الأعطال في الشبكات، وعدم وجود صيانة لها من شركة الكهرباء، بحجة عدم وجود مواد للصيانة.

إقرأ:ريف دمشق .. كيف فرضت فاتورة كهرباء بدون استهلاك ؟

في ريف دمشق لا كهرباء منذ أيام

كذلك تكررت خلال الفترة الماضية حالات انقطاع التيار الكهرباء عن أحياء في ريف دمشق لعدة أيام متتالية، تجاوزت الـ 10 أيام في كل مرة، نتيجة الأعطال في شبكات الكهرباء.

ونقل موقع “تلفزيون الخبر” المحلي، أن أحد أحياء جديدة عرطوز في ريف دمشق الغربي، تعاني انقطاعا للكهرباء منذ 10 أيام، مضيفة أن أهالي حي البر والإحسان، يعانون من مشكلة الانقطاع المتكرر للكهرباء بهذا الشكل منذ نحو عام، دون أن يكون هناك حلول جدية من طوارئ الكهرباء.

وفي مقابل ذلك، نقلت تقارير صحفية، عن بسام المصري، مدير كهرباء ريف دمشق، قوله أنه لا يوجد انقطاع منذ 10 أيام للكهرباء بشارع البر، وقبل شهر تقريبا احترقت أكبال الحي الرئيسية وتم علاج المشكلة وصيانة كامل الشبكة، ونظام التقنين في الحي 5 ساعات قطع مقابل ساعة وصل ويوم ترددي ويومين عادي.

وأضاف المصري، أنه نتيجة للأحوال الجوية السيئة، والرياح الشديدة خلال الأيام الماضية، تعرضت 3 محطات كهربائية من التي تغذي هذا الحي إلى أعطال ولكن تم إصلاحها.

وتابع موقع “الحل نت” في تقارير سابقة تزايد أعطال الكهرباء في مناطق مختلفة، ومنها ريف دمشق، حيث سبق وأن عانى أهالي حي بستان الدور في ريف دمشق من انقطاع للكهرباء لمدة 12 يوم خلال الشهر الماضي.

وكان الأهالي اتصلوا خلال تلك الفترة الماضية بمكتب طوارئ الكهرباء عدة مرات، لكن دون أن يحصلوا على أي رد، فيما كان رد مسؤولي شركة الكهرباء أن هذه المنطقة تكثر فيها الأعطال، ولكن تتم الاستجابة لهم ويتم إصلاح الأعطال بشكل فوري.

ورغم التقنين الكبير في الكهرباء، إلا أن الحكومة السورية، أعلنت مطلع الشهر الماضي، رفع أسعار الكهرباء في سوريا، شاملة جميع فئات الاستهلاك، وذلك في موجة رفع أسعار كافة أسعار السلع والخدمات الأساسية في البلاد، على الرغم من أن الكهرباء تعتبر نادرة في معظم المناطق.

وشملت لوائح أسعار التعرفة الجديدة، وفق ما تابع موقع “الحل نت” لـ أسعار الكهرباء في سوريا، رفع أسعار الاستهلاك المنزلي بنسبة مئة بالمئة، إذ ارتفع سعر الكيلوواط الواحد في الشريحة الأولى للاستهلاك المنزلي (المقدر استهلاكها بـ600 كيلوواط ساعي خلال دورة الشهرين) من ليرة سورية إلى ليرتين، وفي الشريحة الثانية (بين 601 وألف كيلوواط ساعي) من ثلاث إلى ست ليرات.

كما ارتفع سعر الكيلو واط في الشريحة الثالثة (بين ألف وألف و500 كيلوواط ساعي) من ست إلى 20 ليرة، وفي الرابعة من عشر إلى 90 ليرة، وفي الشريحة الأخيرة من 125 إلى 150 ليرة.

قد يهمك:كهرباء من الرياح في سوريا.. هل ينتهي التقنين؟

وتعاني جميع مناطق الحكومة السورية من أزمة في توفير الكهرباء منذ سنوات طويلة، والتي بلغت خلال الأشهر الماضية في بعض المناطق نحو عشرين ساعة في اليوم، فيما تعجز الحكومة عن فعل أي شيء لإنقاذ البلاد من أزمات جديدة ونتائج سلبية أكبر مما هو عليه الحال الآن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.