تأخر تنظيم “داعش” الإرهابي في الإعلان عن مقتل زعيمه أبو إبراهيم القرشي، الذي قتل في إدلب شمال غربي سوريا، مطلع شباط/فبراير الحالي، إثر عملية عسكرية أميركية، كما تأخر في تعيين خليفة جديدة له، فيما يبدو أن التنظيم الإرهابي بعد هذه الضربة القوية التي وجهت له، تخبط وتراجع دوره بشكل لافت، إلى درجة أنه عيّن خليفة جديدة له بعد قرابة 40 يوما من مقتل الزعيم السابق، ومن ثم الكشف عن هوية “الخليفة” الذي سيقود التنظيم وهو أبو الحسن الهاشمي القرشي.

من هو الزعيم الجديد لـ “داعش”

اعترف تنظيم “داعش”، بمقتل زعيمه أبو إبراهيم القرشي، بينما أعلن تعيين أبو الحسن الهاشمي القرشي، خلفا له، بحسب بيان صدر الأمس، الخميس 10 آذار/مارس.

وأعلن المتحدث باسم التنظيم الإرهابي أبو عمر المهاجر في تسجيل صوتي نشر عبر تطبيق تلغرام “مبايعة” من وصفهم بـ “أهل الحل والعقد” للزعيم الجديد، أبو الحسن الهاشمي القرشي، وهو غير معروف نسبيا، ليكون ثالث “خليفة” للتنظيم.

وعلى ما يبدو أن المعلومات بخصوص “الخليفة” الجديد للتنظيم غامضة ومبهمة إلى حد ما، إذ يخضع لعملية التمويه التي يمارسها “داعش” في السنوات الأخيرة، عبر منح قياداته الرئيسية عددا كبيرا من الأسماء والكنى، في محاولة لحماية هويتهم الحقيقية من أجهزة الاستخبارات العربية والأجنبية التي تلاحقهم.

وأبو الحسن الهاشمي القرشي؛ هو عراقي يقول التنظيم إنه قرشي النسب، لإضفاء شرعية على اختياره حسب ما تعتمد أدبياتهم التنظيمية والأيدولوجية؛ وأبو الحسن الهاشمي هي كنية ثانية لزيد العراقي؛ أمير ديوان التعليم سابقا في التنظيم الإرهابي، وهو يختلف عن أبو زيد العراقي أحد القيادات الميدانية في “داعش”، وعادة ما يعرف زعماء “داعش” بأكثر من كنية.

ويعد الزعيم الجديد من قيادات الصف الأول المقربة من مؤسس التنظيم وزعيمه الأول، أبو بكر البغدادي. ويلقب أيضا بـ”أستاذ داعش”، لأنه كان يتولى إمارة ديوان التعليم في التنظيم وقت بسط الأخير هيمنته على مناطق واسعة في سوريا والعراق وإعلان الخلافة المزعومة.

وفي حديثه لـ”الحل نت” يوضح الكاتب الصحفي المصري المتخصص في الإسلام السياسي كريم شفيق، أن السرية تبدو ظاهريا أمرا كان متعمدا من جانب التنظيم الإرهابي لتفادي السرعة في الكشف عن هوية الشخص الذي سيقود التنظيم ما قد يعرضه لمخاطر أمنية وملاحقات الأجهزة الاستخبارية.

وأردف المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية، “لكن في حقيقة الأمر أن التنظيم واجه ضربات قوية وعنيفة استهدف القادة المحتملين الذين بإمكانهم تولي زمام القيادة وهو الأمر الذي تسبب في حدوث تصدعات في بنية وهيكل التنظيم”.

وخلص حديثه لموقع “الحل نت”، بالقول: “من المتوقع أن تكون هناك تباينات داخل التنظيم فيما يتصل بعملية اختيار الخليفة الجديد لا سيما أن الضربات التي وجهت للتنظيم مؤخرا، كانت قوية ومباغتة، وفي ذات الوقت لا يمكن استبعاد في هذا السياق تعمد التعتيم لتوفير أقصى درجة من السرية والأمان لتفادي الرصد والملاحقات الأمنية”.

قد يهمك: وجود “داعش” ينحسر في سوريا.. كيف ينتهي تماماً؟

أحد المرشحين الخمسة

ويعد أبو الحسن الهاشمي القرشي، أحد قيادات الصف الأول القلائل المتبقين على قيد الحياة، وجميعهم منحدرون من العراق ويعرفون بـ”الأمراء العراقيين” داخل التنظيم، ويتحكمون في كل شيء داخله ويديرون العمليات الميدانية.

وتدرج زيد العراقي أو أبو الحسن الهاشمي القرشي على مدار سنوات داخل تنظيم “داعش”، وتولى مناصب أمير ديوان القضاء والمظالم، والمسؤول عن إمارة المكتب المركزي لمتابعة الدواوين الشرعية، وأمير ديوان التعليم، ويعد أحد القيادات التي تصف نفسها بـ”الشرعية”؛ أي الدينية، داخل التنظيم، وفق تقارير إعلامية.

وكان أبو الحسن الهاشمي القرشي، أحد 5 مرشحين لتولي قيادة “داعش”، بعد مقتل زعيمه السابق، وكان المرشحون الأربعة لقيادة داعش هم: أبو مسلم أحد القيادات الرئيسية في مدينة الأنبار، وأبو خديجة، وأبو صالح، والأخيران من قيادات الصف الأول الذين كانوا مقربين من زعيم التنظيم الأسبق، أبو بكر البغدادي، إضافة إلى القائد الميداني أبو ياسر العيساوي الذي تتضارب الأنباء حول مقتله.

ويتولى “أبو الحسن الهاشمي القرشي” زمام القيادة في وقت أضعِف التنظيم بسبب الضربات المتتالية التي تدعمها الولايات المتحدة في العراق وسوريا لإحباط عودة الجهاديين.

وفي 3 شباط/فبراير الفائت، أعلنت الولايات المتحدة، إن قوات العمليات الخاصة الأمريكية، خلال مداهمة ليلية، في بلدة تابعة لمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، عن مقتل زعيم تنظيم “داعش”، عبد الله قرداش، الملقب بـ أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في إدلب شمال غربي سوريا.

قد يهمك: عبد الله قرداش.. ما دور العراق وإسرائيل بمقتل زعيم تنظيم “داعش”؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.